أخبار

الشيخ محمد رفعت.. "قيثارة السماء" (نموذج فريد في الزهد وعفة النفس)

مع ارتفاع سعره.. تعرف على بدائل زيت الزيتون

هل عقوق الوالدين يعد مبررا للحرمان من الميراث؟ .. مجمع البحوث يحسم الجدل

كيف تحافظ على صلاة الفجر؟.. تعرف على أهم الطرق

منذ خطوبتي أصبحت أمارس العادة السرية بشراهة.. ما العمل؟

سيد الطلقاء.. أحسن الظن في النبي فكان عند حسن ظنه

يهود تحدوا النبي بهذه الأسئلة.. فأذهلتهم إجاباته

الرد على من يطعن في حقيقة المسجد الأقصى ومكانه

الكبر يأكل الحسنات ويعرض صاحبه للعقاب.. هذه أهم أسبابه

أفضل ما يقال في السجود من الدعاء والاستغفار

يريد الله لك الجنة وتأبى ألا تدخل النار.. كيف يحب الله عبده أكثر مما يحب العبد نفسه؟

بقلم | أنس محمد | الخميس 18 يناير 2024 - 04:17 م


حينما تتدبر في آيات القرآن الكريم، وتشاهد حرص الله عز وجل على عباده في نجاتهم من النار ودخولهم الجنة، تعرف كيف يحب الله عباده أكثر مما يحبون هم أنفسهم، ولكن أكثر الناس لا يعلمون، فما أنزل الله تعالى تشريعا له أو أمره بأمر أو منعه عن شيئ إلا وترى فيه مصلحة هذا الإنسان وسعادته في الدارين، لترى كيف أن الله سبحانه وتعالى يغار على عباده، ويخاف عليهم.

فالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان لنفسه واختاره من بين خلقه (ياابن آدم خلقتُك لنفسى وخلقتُ كل شيئ لك ، فبحقي عليك لا تشتغل بما خلقتُه لك عما خلقتك له)، فكيف يخلق الله شيئا لنفسه ولا يهتم به ويسخر له كل شيئ من أجل سعادته.

فالله عز وجل يغار على الإنسان، فَعنْ عَبْدِ اللهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ: «لَا أَحَدَ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ، وَلِذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَلَا أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنَ اللهِ»، وفي رواية: «لَيْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ مَدَحَ نَفْسَهُ، وَلَيْسَ أَحَدٌ أَغْيَرَ مِنَ اللهِ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ، وَلَيْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ اللهِ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَنْزَلَ الْكِتَابَ وَأَرْسَلَ الرُّسُلَ» متفق عليه.

 وأنشأ الله خلقه لإظهار ربوبيته، ولبروز آثار قدرته، وتدبير حكمته، وليكون ذكره ومدحه مُردَّدًا على القلوب، وعلى ألسنة الخلق والخليقة، لما علم في غيبه، فأنبأنا في تنزيله؛ فقال جلَّ ذكره: ﴿وَخَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ [الجاثية: 22] فأعلمنا لِمَ خَلَق، فقال: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56].

 جاء عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَيْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ مَدَحَ نَفْسَهُ، وَلَيْسَ أَحَدٌ أَغْيَرَ مِنَ اللهِ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ»، وندب العباد في غير آية من كتابه إلى أن ينشروا ذكره، ويذكروا عنه جميل صنائعه؛ فقال تعالى: ﴿وَللهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾ [الأعراف: 180]

علامات حب الله لعباده


ومن علامات حب الله لعباده أنه خلقهم بيده جل جلاله، ونفخ فيهم من روحه، وأسجد الملائكة لأبيهم تكريمًا وتشـريفًا له ولأبنائه، ففضلهم على كثير من مخلوقاته، ورزقهم من الطيبات، وأطعمهم وسقاهم، وكساهم وشفاهم، وأذاقهم طعم العافية، ومن كرمه تعالى حتى في الحب فإنه قد قدم حبه جل جلاله لعباده على حب العباد له جل جلاله في القرآن الكريم؛ إذ يقول تعالى: ﴿ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ﴾ [المائدة: 54]، وذلك من لطفه العظيم، ورحمته الواسعة بهم.

وحب الله جل جلاله للعبد ليس كحب العباد بعضهم بعضًا؛ لأن الحب عندنا يكون بسبب حاجة أحدنا للأخر، ولكن الله جل جلاله غني عنا، فحبه جل جلاله لنا حبُّ عطفٍ وتفضل ورحمة، حبُّ قويٍّ لضعيف، وحب غني لفقير، وحب قادر لعاجز، حبُّ عظيمٍ لصغير.

ومن علامات الحب أن منهم من سماهم الله جل جلاله بأسمائهم في القرآن الكريم، كنبيِّ الله موسى عليه السلام؛ إذ قال تعالى في حقه عليه السلام: ﴿ إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى * أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي ﴾ [طه: 38، 39]، وقال ابن عباس رضي الله عنه: (أحبه وحببه إلى خلقه، قال عكرمة: ما رآه أحدٌ إلا أحبه، قال قتادة: ملاحةٌ كانت في عيني موسى؛ ما رآه أحد إلا عشقه).

أعلى مرتبة في الحب


واتخذ الله إبراهيم عليه السلام، خليلاً، وهي أعلى مرتبة في الحب بالنسبة للبشـر، قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ﴾ [النساء: 125].

والله إذا أحب عبدًا قذف حبـه في قلوب من شاء من عباده، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تبارك وتعالى إذا أحب عبدًا نادى جبريل: إن الله قد أحب فلانًا فأحبه، فيحبه جبريل، ثم ينادي جبريل في السماء: إن الله قد أحب فلانًا فأحِبوه، فيحبه أهل السماء، ويوضع له القَبول في أهل الأرض)).

الكلمات المفتاحية

كيف يحب الله عبده أكثر مما يحب العبد نفسه؟ أعلى مرتبة في الحب علامات حب الله لعباده

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled حينما تتدبر في آيات القرآن الكريم، وتشاهد حرص الله عز وجل على عباده في نجاتهم من النار ودخولهم الجنة، تعرف كيف يحب الله عباده أكثر مما يحبون هم أنفسهم