السؤال: هل يثاب الإنسان على الذكر باللسان فقط دون التدبر؟
الجواب:
ذكر الله باللسان فقط دون حضور القلب، أمر يجعل كثيرين لا يذكرون الله ظنًا منهم أنهم بذلك لا يحصلون ثوابًا، فهل هذا صحيح؟ أوضحت دار الإفتاء المصرية حكم الشرع في الذكر باللسان فقط في إحدى حلقات بثها المباشر عبر صفحتها الرسمية على الفيسبوك، إذ وردها سؤال من أحد متابعيها يقول فيه: "هل الذكر باللسان والذهن شارد يثاب عليه الإنسان؟"
ليؤكد الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الإنسان يثاب على مجرد الذكر باللسان فقط، قائلًا أن ذكر الله يستحب على كل حال، فلو كان هناك حضور قلبي فهذا هو الأولى والأفضل والأصل، ولكن حين يذكر الإنسان الله حتى مع عدم حضور قلبه فإنه يثاب على ذلك، وأكد عبد السميع أن كثرة ترديد الذكر باللسان تورث خشوع القلب، أي أن من يذكر كثيرًا دون حضور القلب، يحضر قلبه بعد ذلك، مبشرًا متابعيه: "أنت مثاب على كل حال".
اظهار أخبار متعلقة
اظهار أخبار متعلقة
هل يجوز ذكر الله والصلاة على النبي بالقلب دون التلفظ به؟
هل يجوز ذكر الله والصلاة على النبي بالقلب دون التلفظ به؟.. سؤال كان الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، تلقاه من شخص، مؤكدا في إجابته أنه يجوز ذكر الله والصلاة علي النبي بالقلب دون التلفظ به.
واستشهد شلبي بقول الله تعالى {وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ ۖ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}، [الملك:13]، وفي قوله تعالي، {لِّلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ ۖ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}،[ البقرة:284].
وأضاف شلبي، عبر فيديو نشرته دار الإفتاء عبر قناتها على يوتيوب، أن الذكر والصلاة على النبي بالقلب أمر مقبول وجائز، مستشهدا في ذلك، بقول الله تعالى {فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى}، [طه:7]، إلا أنه أكد أن التلفظ به يكون في مرتبة أعلى.
اظهار أخبار متعلقة
اظهار أخبار متعلقة
هل يجوز التسبيح والذكر على جنابة؟
ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية يقول: هل يجوز التسبيح والذكر والإنسان على جنابة؟، وأجابت الدار بأنه يجوز للإنسان شرعًا ذكر الله تعالى ولو كان على جنابة؛ لأن الأمر بالذكر جاء مطلقًا فدل ذلك على جواز الذكر في أي حال يكون عليها الإنسان.
ودللت على ذلك بقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ۞ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ [الأحزاب: 41-42]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ۞ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [آل عمران: 190-191].
وأشارت إلى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان ذاكرًا لله سبحانه في كل حركاته وسكناته وفي كل أحواله صلى الله عليه وآله وسلم؛ فعن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم يذكرُ الله عزَّ وجلَّ على كلِّ أحيَانه" رواه مسلم.
ونقلت ما أورده العلماء عن الإمام النووي إجماع العلماء على جواز الذكر بالقلب واللسان للمحدث والجنب والحائض والنفساء؛ فقال في كتابه "الأذكار" (ص: 11): [أجمع العلماءُ على جواز الذكر بالقلب واللسان للمُحْدِث والجُنب والحائض والنفساء، وذلك في التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والدعاء وغير ذلك]ـ.
وفي رد سابق، قال الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، إنه لا يصح شرعًا شيءٌ مما انتشر بين العوام من أن الملائكة تلعن الجنب في كلِّ خطوةٍ، أو أنها تلعنه حتى يغتسل، أو أن كل شعرة فيه تحتها شيطان، ولا تجوز نسبته إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
مع ذلك، شدد على المسارعة إلى الطهارة من الجنابة ما استطاع المسلم إلى ذلك سبيلًا، وإلا فيستحب له أن يتوضأ إذا أراد معاودة الجماع أو الطعام أو النوم أو الخروج لقضاء حوائجه والتصرف في بعض شئونه.
وأوضح في رده على سؤال نشره الموقع الإلكتروني لدار الإفتاء، أنه لا يكون الجنب آثمًا بتأخيره غسلَ الجنابة ما لم يؤدِّ ذلك إلى تأخير الصلاة عن وقتها، فيأثم لتأخيره الصلاة عن وقتها.
وتابع علام: "لم يرد عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن الملائكة تلعن الجنب في كل خطوة يخطوها، أو أنها تلعنه حتى يغتسل، ولا أن كل شعرة من الجنب تحتها شيطان".
وأشار إلى أن "الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن ملائكة الرحمة لا تقرب الجنب حتى يغتسل أو يتوضأ"، مدللاً بما رواه أبو داود في "سننه" عن عمَّار بن ياسر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «ثَلَاثَةٌ لَا تَقْرَبُهُمُ الْمَلَائِكَةُ: جِيفَةُ الْكَافِرِ، وَالْمُتَضَمِّخُ بِالْخَلُوقِ، وَالْجُنُبُ إِلَّا أَنْ يَتَوَضَّأَ».
ودلل كذلك بما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أن تحت كل شعرة جنابة؛ فقد روى أبو داود في "سننه" عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ تَحْتَ كُلِّ شَعْرَةٍ جَنَابَةً، فَاغْسِلُوا الشَّعْرَ وَأَنْقُوا الْبَشَرَ».
وقال المفتي: "فإذا ما حصلت الجنابة فينبغي المسارعة إلى الطهارة منها ما استطاع الجنب إلى ذلك سبيلًا، ويجوز له الخروج لقضاء حوائجه والتصرف في بعض شئونه".
وأشار إلى ما ورد عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما يدل على أن الجنب ليس بنجس؛ فقد روى الإمام البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: لَقِيَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَأَنَا جُنُبٌ، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَمَشَيْتُ مَعَهُ حَتَّى قَعَدَ، فَانْسَلَلْتُ، فَأَتَيْتُ الرَّحْلَ فَاغْتَسَلْتُ، ثُمَّ جِئْتُ وَهوَ قَاعِدٌ، فَقَالَ: «أَيْنَ كُنْتَ يَا أَبَا هِرٍّ؟» فَقُلْتُ لَهُ، فَقَالَ: «سُبْحَانَ اللهِ، يَا أَبَا هِرٍّ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يَنْجُسُ».
وذكر أن فقهاء الشافعية والحنابلة استحبوا للجنب أن يتوضأ ويغسل فرجه إذا أراد النوم أو الطعام أو معاودة الجماع، وعليه يستحب للجنب أن يتوضأ إذا أراد أن يشرع في أي عمل وهو جنب.
وأوضح أن "لفقهاء المالكية في وضوء الجنب إذا أراد النوم قولان؛ أحدهما بالوجوب والآخر بالندب"، أما "فقهاء الحنفية فيرون أن الجنب له أن ينام بلا وضوء".
وشدد علام على أن "غسل الجنابة يجب على التراخي لا على الفور، وإنما استحب بعض الفقهاء عدم تأخيره؛ لما يخشى من أثر تأخيره على النفس بكثرة الوساوس ونحوها".
وتابع: "لا يجب غسل الجنابة على الفور، إلا لإدراك وقت الصلاة"، موضحًا أنه "لا يأثم الجنب بتأخيره الغسل في غير وقت الصلاة، وإنما يأثم بتأخيره للصلاة عن وقتها".
وانتهى علام إلى أنه "لا يصح شيءٌ مما درج بين العوام من أن الملائكة تلعن الجنب في كلِّ خطوةٍ، أو أنها تلعنه حتى يغتسل، أو أن كل شعرة فيه تحتها شيطان، ولا تجوز روايته عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم".
وقال "إنما يستحب للجنب إذا أراد معاودة الجماع أو الطعام أو النوم أن يتوضأ، وكذلك إذا اضطر للخروج من بيته ونحو ذلك، وغسل الجنابة لا يجب على الفور، فلا يكون الجنب آثمًا بتأخيره لغسل الجنابة، ما لم يؤدِّ ذلك إلى تأخير الصلاة عن وقتها".
اظهار أخبار متعلقة
هل يجوز الذكر بتكرار بعض أسماء الله الحسنى مثل "يا لطيف"؟
قالت دار الإفتاء المصرية، إنه لا مانع شرعًا من التعبد بذكر الله تعالى بتكرار لفظ الجلالة أو غيره من أسمائه الحسنى؛ فقد ورد في الشرع الأمر المطلق بذكر الله تعالى ذكرًا كثيرًا، ولم يوجب صِيغة محددة، ولا منع الذكر بغيرها مما يليق بجلال الله عز وجل ولا يتضمن ما لا يجوز ذكر الله تعالى به.
وأما تكرار ذكر لفظ الجلالة -وعليه يقاس تكرار ذكر أي اسم من أسماء الله الحسنى- فمما ورد في الدلالة على أصل مشروعيته ما رواه مسلم في "صحيحه" عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يُقَالَ فِي الْأَرْضِ: اللهُ، اللهُ»، وما رواه أبو داود وابن ماجه عَنْ أَسْمَاءَ ابْنَةِ عُمَيْسٍ رضي الله عنها قَالَتْ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ عِنْدَ الْكَرْبِ: «اللهُ اللهُ رَبِّي لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا»، ومما هو شائع معروف عن الصحابي الجليل بلال بن رباح رضي الله عنه ترديده لذكر الله تعالى بلفظ: «أَحَدٌ أَحَدٌ» أخرج ذلك ابن ماجه في "سننه" وابن حبان في "صحيحه"، وذلك حينما كان يعذب ويراد منه التلفظ بالكفر.
اظهار أخبار متعلقة
اظهار أخبار متعلقة