القرآن الكريم هو أعظم الكتب وفيه من الأسرار والكنوز ما لا يعلمها إلا الله، كما أن فيه من الآيات والسور ما يفتح به االله الخير ويغلق به أبواب الشر، وفيه من الدواء ما هو شفاء للمؤمنين، وهو الشافي والكافي، وقد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى بعض كنوز القرآن وأطلعنا على بعض أسراره، ومن بين هذه الكنوز المعوذتين (الفلق والناس).
تلك السورتان هما حصن خاص وتعويذة رحمانية قرآنية ويطلق عليهما المعوذتان.
وسميتا بـ "المعوذتين" وذلك لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر الصحابة الكرام أن يتعوذوا بهما والنبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام أطلقوا عليها بالمعوذتين، وبدئ فيهما بكلمة التعوذ فسميتا بهذا الاسم، وهذا هو الصحابي عقبة بن عامر يروى قائلا:أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَقْرَأَ بِالمُعَوِّذَتَيْنِ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ. (رواه الترمذي في سننه ٢١/٥)
وعن سبب نزول هاتين السورتين العظيمتين فهو أن رجلا من يهود بني زريق يسمى لبيد بن الأعصم قد سحر النبي صلى الله عليه وسلم بمشط ومرض رسول الله صلى الله عليه وسلم واشتد عليه المرض واستمر ذلك ثلاث ليال ثم نزلت هاتين السورتين ونزل جبريل يخبر النبي صلى الله عليه وسلم بمكان السحر فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الأداة المستعملة في السحر ودفنها وشافاه الله منه.
وللمعوذتين، فضل خاصٌ وعظيم، فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعقبة بن عامر:ألا أعلمك سورتين من خير سورتين قرأ بهما الناس؟، يقول عقبة رضي الله عنه: فأقرأني قل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس. (رواه النسائي).
وقد كان النبي يقرأ هاتين السورتين وينفث يديه ويمسح بهما ما أقبل وأادبر من بدنه وخصوصاً في مرضه الذي توفي فيه صلى الله عليه وسلم.
وفي حديث آخر عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:أَلَمْ تَرَ آياتٍ أُنْزِلَتِ اللَّيْلَةَ لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ قَطُّ،[قُلْ أَعُوذُ برَبِّ الفَلَقِ],[وَقُلْ أَعُوذُ برَبِّ النّاسِ].
وقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقرأ بهما إذا أوينا إلى فُرشنا وأن نرقي بهما أنفسنا ونستعيذ بهما من السحرة والنفَّاثات والشرور كلها فكما ذكرنا أنهما من خير ما استعاذ به المؤمن.
وفي الموطأ أن السيدة عائشةَ رضي الله عنها قالت أنَّ رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: كان إذا اشتكى يقرأُ على نفسِهِ بالمعوِّذاتِ وينفثُ، فلما اشتد وجعُه كنتُ أقرأ عليه وأمسحُ عليه بيمينِه رجاءَ بركتِها.
اقرأ أيضا:
ليست كلها ضدك.. أسباب تحول بينك وبين استجابة الدعاء