ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية من ،أب يقول: "أنا ابنتي صغيرة عمرها 5سنوات تسألني أسئلة كبيرة، وأسئلة كثيرة، لكني لا أستطيع أن أجاوبها إجابات مقنعة، مثل الأسئلة التي كانت ترد على أذهاننا ونحن صغار، فلمن ألجأ؟".

وأجاب الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلاً: 

يلجأ إلى دار الإفتاء، نحن نعلم أسئلة الأطفال وكيف أنها تكون أسئلة شائكة، ويمكن أن تسبب إجابة خطأ لبسًا في ذهن الطفل، فلذلك الحضور به إلى دار الإفتاء مهم جدًا، لأن بعض الأطفال يتمتع بذكاء مفرط، ولديه حب التطلع إلى الأمور، والمعرفة، لذلك يجب إحضاره إلى دار الإفتاء، حتى نرسم له الإجابة بطريقة لا تجعله يخرج إلى شيء باطل يتصوره.

اقرأ أيضا:

صلت وصامت على غير طهارة.. فما الحكم؟

ابني يسأل أين الله وما شكله فبمَ أجيبه؟

ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية، يقول: "ابني يسأل أين الله وما شكله، فكيف أرد عليه؟".

وأجاب الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلاً:

هذا السؤال يتكرر كثيرًا من الأبناء، ولا بد لولي الأمر من الإجابة، ويجب على ولى الأمر أن يرسخ لدى الأبناء معاني أن الله هو الخالق، وهو الرازق، وهو مدبر كل شيء، وإن الله يرانا، وينظر إلينا، ويشاهد أعمالنا للأمور كلها، ويحاسب المسيء، ويكافئ المحسن، وإنه هو المحيي والمميت.

الله لا يوصف؛ لأن الله خالق الكون عظيم لا نصفة، ولكن جزاء المحسنين وجزاء المؤمنين في الجنة أن ينظروا إلى وجهه الكريم، وأعظم نعم يؤتاها أهل الجنة هي النظر إلى وجه الله الكريم.

يجب علينا أن نقف عند بعض الأمور كيلا ندخل أولادنا في أمور تشتت أذهانهم ويتصورن ربهم على صورة ما.

وقد تحدثت دار الإفتاء في الأمر كثيرًا، وخلاصة الأمر أنها نوهت إلى أنه إذا سَأَلَنا إنسان: أين الله؟ أجبنا بأن الله (سبحانه وتعالى) ليس كَمِثْلِه شيءٌ كما أَخبَرَ سبحانه عن نفْسِه في كتابه العزيز؛ وقال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.

نخبره بأنه لا يَنبغي له أن يتطرق ذهنه إلى التفكير في ذات الله سبحانه وتعالى بما يَقتضي الهيئةَ والصورةَ؛ فهذا خطر كبير يُفضي إلى تَشبيه الله سبحانه وتعالى بِخَلْقِه، ونخبره بأنه يجب علينا أن نتفكر في دلائل قُدرَتِهِ سبحانه وتعالى وآياتِ عظمته فيزداد إيماننا به سبحانه.

النبي صلى الله عليه وآله وسلم سأل جاريةً فقال لها: "أين الله؟»" فأشارت بأصبعها إلى السماء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لصاحبها: "أَعتِقْها فإنها مؤمنة"، رواه مسلم.

وليس في ذلك إثبات المكان لله، وإنما ذلك لأن السماءَ قبلة الدعاء؛ لأن جهة العلو هي أشرف الجِهَاتِ، والله ليس محصورًا فيها، حاشاه سبحانه وتعالى عن ذلك، وتعالى علوًا كبيرًا.