عزيزي المسلم، اعلم يقينًا أنك إذا تعاملت مع الخبيث بالخبث ومع الكذاب بالكذب ومع الخائن بالغدر .. ومع كل سئ بالسوء لاجتمعت فيك كل الصفات السيئة وأصبحت أسوأ منهم.. فكن أنت طيبا نظيفًا .. وجزاؤك عند الله لاشك، فهناك من يتعامل بخبث ويؤذي الناس، ثم يوهم نفسه بأنه الأصح والأصوب، وقد زاد هذا الأمر كثيرًا جدًا في الآونة الأخيرة، فترى الرجل يكذب ويتحرى الكذب.

وإذا واجهته بكذبه، تراه يرفع من صوته، ويأخذك إلى أماكن أخرى، ويظل (يلف ويدور) لكي يقنعك بأنه على حق، فإذا قابلت مثل هذا الخُلق في أحدهم فاجتنبه تمامًا، فإن صاحب السوء كنافخ الكير كما بين النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: «إِنَّمَا مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالحِ والجَلِيسِ السّوءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِير، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إمَّا أنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً».

كيف تعامل الخبيث؟

ترى الخبيث (محتال)، يخطط لأذى الناس، ثم يدعي البراءة، وله من الحيل الكثير والكثير، فلا تجاريه، فقط ابتعد عنه، واكسب نفسك وراحة بالك، فتراه يسأل سؤالا غير مباشر حتى تجاوب عليه إجابة يفهم منها شيء أنت لا تعرفه، ويستغل عواطف الناس استغلالا سيئا لصالحه، وفي مناقشاته يتعمد إثارة إحساسك حتى يحصل على غرضه منك، يثير عطف وشفقة حلفائه ويلعب دور المظلوم المغلوب على أمره بمهارة.

فقط تعامل معه ببراءة لكن بحرص، وعامله بذوق ولا تجعل كلامه يستفزك ولا يؤثر بك، وعندما تتعامل معه اجعله يشعر أنك متعاطف معه في كل شيء حتى تتجنب شره، ولا تضع نفسك في موضوع جدال أو خلاف مع هذا الشخص، وعندما يبدأ الجدل معك ويكون الغرض أن يركبك الغلط أو يحملك مسؤولية شيء ليس لك علاقة به لا تستجيب لجداله، اسمعه لتفهم ما يخطط إليه، وراقب تصرفاته واتصالاته ليثبت ما يريد بخبثه، واكتشف ما يخططه لك بمراقبته ثم الحق نفسك بتوضيح الأمور من خلف الكواليس لنفس الأشخاص.

اقرأ أيضا:

غير قادر على التحمل.. تعرف على المنهج النبوي في مواجهة الضغوط

حسبنا الله

فإذا تيقنت تمامًا من كل ما سبق، وأنه شخص محتال غادر يهوى أذى الناس، واجهه كثيرًا بـ"حسبنا الله ونعم الوكيل"، "ولا حول ولا قوة إلا بالله"، فإن فيها أمرين، الأول أنك تلجأ لرب الأرباب ليحميك من مثل هؤلاء الذين يعتبرهم الشرع الحنيف (أشر الناس)، والثاني، فإن هذه الكلمات، قد تكون حائط الصد، والحماية من ألاعيبه ومخططاته الدنيئة التي لا تنتهي، فأمثال هؤلاء يصفهم الله سبحانه وتعالى، بالمعوِّقين.

 قال تعالى: «قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلاَّ قَلِيلاً * أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُوْلَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا» (الأحزاب: 18-19)، نسأل الله أن يكفينا شر المعوقين المختبئين وراء وجوه متقلبة خادعة لا تحب الخير للناس، وإنما تسعى لتخريب حياتهم.