شرعنا الحنيف وتعاليم ربنا وسنة نبينا رسمت لنا خارطة طريق كي  نخرج الدنيا من قلوبنا ونجعلها فى أيدينا, حيث يعلمنا سبحانه وتعالى ألا نوقر الوهن فى قلوبنا فنخشى الموت ونحب الدنيا، ولا يمكن أن نخرج مما نحن فيه إلا بعكس ذلك تماما، أن نخرج الدنيا من قلوبنا وأن نجعلها فى أيدينا ،

وفي هذا السياق قال الله تعالي في قرآنه الكريم وهو يدفعنا إلى الآخرة، لمن فقه عنه مراده "تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ" ، " تِلْكَ "، يشير بها إلى تعظيم الآخرة وتفخيمها، "تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ " – وسماها الآخرة – أى أنه ليس بعدها دار، فإن كانت الدنيا جسراً فإنما هى جسر للآخرة،

هكذاتستطيع  إخراج الدنيامن قلبك

وبحسب منشور للدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف فأنت هنا عندما تسافر تحتاج إلى زاد من العمل الصالح، حتى تستقر عند ربك فى ذلك اليوم الآخر الذى لا يتلوه يوم آخر ـ استعملت الكلمة هنا فى صريحها وكنايتها، فالدار فى اليوم الآخر والدار الآخرة، إنما كانت آخر الدور، وكانت فعلاً هى دار الآخرة وهى الحيوان، يعنى الحياة إثر الحياة على الحقيقة ،

ووفقا لمنشور جمعة علي "فيس بوك " فهناك خلود لا موت فيه. "تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا" وجَعْلُ الله سبحانه وتعالى حَقٌّ لا يتخلف أبدا "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا" ، "وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا " الجَعْلُ من ربنا سبحانه وتعالى حكم مقضى، الجعل من الله أمر لا رجعة فيه، فقد حكم على الدنيا بالدنو وبالدناءة، وحكم على الآخرة بأنها هى دار المتقين ودار السلام ودار الحقيقة والحيوان.

اظهار أخبار متعلقة

 كما يشير المفتي السابق لجمهورية مصر العربية فهذا مراد الله أيها المسلم فاختر ما شئت ؛ اختر دنيا فانية، أو آخرة باقية .. اختر بين مراد الله ومراد أهل الشهوات .. اختر بين دنيا محدودة مضى لك فيها من العمر سنين وقرب أجلك على كل حال- سواء أكنت شاباً أو شيخا-، وبين الآخرة التى جعلها الله لمن لا يريد علواً فى الأرض ولا فساداً ؛ فمن أراد علواً فيها وفساداً فقد يحصل شيئاً من ذلك العلو وشيئاً من ذلك الفساد،

ويستدرك جمعة قائلا :لا لعزة له فى الدنيا إنما لذلة له فى الآخرة، فاثبت على الحق, وليتضح أمامك مراد الله من أنه يمكن بعض الكافرين بعض الوقت فى الأرض ثم بعد ذلك يمكن المؤمنين " الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ" ، يمكن لبعض الكافرين فى الأرض من أجل أن يقيم عليهم الحجة "وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ " ،   يمكن لبعض الكافرين فى الأرض، حتى تعلم أيها المسلم كيف دينك ؟ وكيف كفرهم ؟ إنهم يريدون علواً وفسادا، وقتلاً وتقيلاً، وتشريداً وحصارا، والله يريد منك أن تطبق كلمته {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}.

الأمربالمعروف والنهي عن المنكر

 وعاد عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر قرونا للماضي  للقول :لما قامت الحروب الصليبية، وجاءوا من أقطار الأرض يعتدون على بلادنا وأعراضنا وأراضينا وعلى ديننا ومقدساتنا، كانت تجارة الهند تمر بالشام وبمصر، وكانت تحت سيطرة المسلمين، وكانوا قادرين على أن يقيموا حصاراً على أوربا حتى لا تبقى أوربا،

وتابع الدكتور جمعة قائلا :لكنهم عرفوا أن النار فى انتظار "امرأة دخلت فيها فى هرة حبستها لا هى أطعمتها ولا هى تركتها تأكل من خشاش الأرض", فتركوا التجارة لأوربا حتى لا يقتلوا الشعوب، ولم يحاصروا أحداً من الناس، وعرفوا أن القتال نبل، وأن القتال فى سبيل الله إنما هو قتال عن قضية، عبر التاريخ الإسلامى لم ندمر شعوباً، ولم نَمْتَهِنُ إنسانا لِمَ أقول هذا الكلام ! لأن الوعى أول السعى ، كما قررنا وقلنا مرارا ً.

اقرأ أيضا:

الأدلة على أن النبي يردّ السلام على من يُسلم عليه! ومن ثم ينبغى عليك أيها المسلم أن تفهم دينك وتعتز به فى العالمين، وتعرف أن أجدادك هم الذين فهموا عن الله، ونقلوا لك الديانة ونقلوا لك هذا الدين غطاً طريا، صبروا على ما أوذوا فى الله واستمرت الأديان، ودين الإسلام ينتشر حتى من غير دعوة المسلمين، ينتشر بإذن الله دين نظيف جميل رحيم آخر كلمة لله للعالمين، فمن اتبعها فبها ونعمت، ومن كفر فإن الله غنى عن العالمين "تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ