الكثير منا إن لم يكن جميعنا يعاني من السرحان في الصلاة، وهو ما يفوت عليه مكاسب جمة من أفضال الصلاة التي منحنا الله عز وجل إياها، فما الحل؟.. والحقيقة أنه كما أن الإنسان يستعد لأي شيء قل أن يفعله، فمثلا لو لديه امتحان قريب فإنه يذاكر جيدًا، مع أنه في النهاية امتحان الدنيا، فما بالنا بامتحان الآخرة، والذي عموده وأهم سؤال فيه (الصلاة).
إذ كيف للإنسان أن يستعد للامتحان في الدنيا، ولا يستعد للوقوف أمام الله، وهو القادر الجبار القهار، فعليه أولاً أن يعطي الإشارة لقلبه بأن يستعد، ثم يعطي القلب الإشارة إلى العقل فيبدأ في عمله في التركيز الشديد، ومن ثم تجتذب الروح لهذا وتلك، فتكون النتيجة أن من يقف أمام الله عز وجل لا يمكنه أن يسرح فيما سواه مهما كان.
استشعار عظمة الله
قبل الصلاة، عليك عزيزي المسلم، أن تتيقن من أنك ذاهب لتقف بين يدي الجبار المتعال، فلو كان مديرك في العمل لاتخذت كامل تدابيرك، فما بالك برب الأكوان، ومدبرها؟!.. فقبل أن تؤدى الصلاة فكر يومًا وأنت تسمع الآذان بأن جبار السماوات والأرض يدعوك للقائه فى الصلاة، وفكر أيضًا أنك مستعد لمقابلة ملك الملوك.
فكر أيضًا فى الساجدين منذ آلاف السنين حتى أضيئت السماء بهم، فتخيل أنك بين أيدى الله.. ومن ثمّ يجب عقد النية والتصميم على التركيز فى الصلاه ليتقبلها الله سبحانه وتعالى والاستعاذة من الشيطان، ولنعلم جميعًا أننا فى حديث مع الله فيجب ألا تؤدى الصلاه كمجرد مهمة، فعندما تقرأ سورة الفاتحة في الصلاة تشعر بأنك في حوار خاص بينك وبين خالقك ذي القوة المتين.. فالصلاه مقسومه بينك وبين الله عز وجل، وبالتالي يجب إشراك القلب والعقل مع اللسان فى تدبر كل كلمة والإحساس بها وبمعناها قال الله تعالى: «قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ».
اقرأ أيضا:
هؤلاء اشتروا آخرتهم بدنياهم فكسبوا الدنيا والآخرة.. التجارة مع الله لا تخسر أبدًا هذه فضائلهاموضع النظر
أيضًا من الأمور التي تعين على التركيز في الصلاة موضع النظر، إذ لا يمكن لعبد ينظر في غير موضع السجود، أن يجد تركيزًا، لأن نظره يكون شاحبًا متنقلا بين السماء والأجواء المحيطة، وبالتالي من المستحيل أن يركز فيما يقول، وفيما يفعل، بينما عليه التركيز في النظر في موضع السجود فقط أو بين القدمين.
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء فى صلاتهم فاشتد قوله فى ذلك حتى قال لينتهن أو لتخطفن أبصارهم»، ذلك أن الالتفات يختلسه الشيطان من صلاه العبد، فإذا صليتم فلا تلتفتوا فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده فى صلاته مالم يلتفت فإذا التفت انصرف عنه.
أيضًا يرجى عدم التثاؤب، إذ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «التثاؤب فى الصلاة من الشيطان»، أيضًا عدم القراءة سرًا مع عدم رفع الصوت عاليا، فيجب أن يسمع نفسه فقط لقوله تعالى فى سورة الإسراء: «وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلا».