أخبار

أفضل وقت لتناول وجبة الإفطار.. يساعدك على إنقاص الوزن والعيش لفترة أطول

متى يكون الصداع علامة على مرض خطير؟

أعظم وصية نبوية..وسيلة سهلة لدخول الجنة

ما المسجد الأقصى.. ولماذا يدافع المسلمون عنه؟

العدس غذاء ودواء.. لماذا نحرص على تناوله في فصل الشتاء؟

حتى يؤتيك الله من فضله.. عليك بهذه الأمور

بشارات نبوية للأمة المحمدية.. هؤلاء يدخلون الجنة بلا حساب

خزائن الله لاتنفد.. لماذا يعاني البشر من التعاسة رغم التقدم العلمي؟ (الشعراوي يجيب)

10طاعات تؤمن لك الوصول لمعية الله .. ليس كمثلها معية

حيوية الحوار.. كيف تصنع من نفسك خطيبًا مفوهًا ومتحدثًا ممتعًا؟

حتى لا تتحول النعمة إلى غيرك.. تمسك بهذه العبادة والتمس بها الفرج دائمًا

بقلم | أنس محمد | السبت 05 اكتوبر 2024 - 01:14 م


حثَّنا الله تعالى على السعي في قضاء حوائج الناس؛ لأن ذلك من وسائل التقرب إلى الله تعالى والحصول على الحسنات.

و قال الله تعالى: ﴿ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [المزمل: 20].

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم، في قضاء حوائج الناس، وفضلها: (من نفَّسَ عن مؤمنٍ كُربةً من كُرَبِ الدنيا ، نفَّسَ اللهُ عنه كُربةً من كُرَبِ يومِ القيامةِ . ومن يسّرَ على معسرٍ ، يسّرَ اللهُ عليه في الدنيا والآخرةِ. ومن سترَ مسلمًا، ستره اللهُ في الدنيا والآخرةِ. واللهُ في عونِ العبدِ ما كان العبدُ في عونِ أخيه).

 فضل عظيم


وقضاء حوائج النّاس والسعي عليها لها فضل عظيم، فهي ترفع رصيد المسلم من الحسنات، وبه ينال رضى ربّه، مُعَجلاً في الحياة الدنيا، وفي الآخرة، كما أنّ هذه الأعمال سبب في تقربّه من ربّه جلّ وعلا، ووصف السّاعين في أمور النّاس، وحوائجهم بمفاتيحَ للخير، وكأنّهم يملكونها، وتفضيلهم على غيرهم، وإعانة الله تعالى لهم، بإعانتهم للناس.

ويُروى أن عالم من علماء الإسلام ذا مال وجاه ، حضر في مجلسه تلاميذه وعدد من طلاب العلم وبينما هم كذلك دخل عليهم رجل غريب لا يعرفونه ولا يبدو على الرجل مظهر طلاب العلم ، ولكنه ظهر منذ الوهلة الأولى عزير قوم ذل ، ودخل وسلم وجلس حيث انتهى به المجلس وبدأ يستمع للشيخ بأدب وإنصات وفي يده قارورة فيها ما يشبه الماء ، لا تفارق الرجل ، ثم قطع الشيخ حديثه ثم التفت للرجل الغريب وتفرس في وجهه ثم سأله ألك حاجة نقضيها أم أن لك سؤال نجيبك عليه فرد عليه لا هذا ولا ذاك وإنما أنا تاجر سمعت عن علمك وخلقك فجئتك أبيعك هذه القارورة التي أقسمت ألا أبيعها إلا لمن يقدر قيمتها.

فقال له الشيخ أعطيني إياها ، فأعطاه القارورة وأخذ الشيخ يتأملها ويحرك رأسه إعجابًا بها ثم التفت للرجل وقال له بكم تبيعها فقال بـ 100 دينار فرد عليه الشيخ وقال هذا قليل عليها ، سوف أعطيك 150 دينار فقال الرجل بل 100 كاملة لا تزيد ولا تنقص.

 فقال الشيخ لابنه ادخل عند أمك وأحضر مائة دينار من الصندوق وبالفعل أخذ الرجل المبلغ ومضى إلى حال سبيله مبتسمًا ابتسامة عليها سمت الوقار وانفض المجلس .

وخرج الحاضرون من الطلاب والتلاميذ والجميع متعجب من ذلك الماء الذي باعه بمائة دينار ، فدخل الشيخ لغرفته للنوم ولكن الفضول دعا ابنه لفحص القارورة ومعرفة ما فيها وتأكد أنه ماء عادي ودخل الابن إلى والده مندهشًا مسرعًا وقال لأبيه: "يا حكيم الحكماء لقد خدعك الغريب فقد باعك ماء بـ 100 دينار" ، أأعجب من دهائه وخبثه أم من تسرعك وطيبتك؟.

فضحك الشيخ ثم قال لولده "يا بني فقد نظرت ببصرك فرأيت ماء ولكني نظرت بنور بصيرتي فرأيت الرجل جاء يحمل في القارورة ماء وجهه الذي أبت عليه عزة نفسه أن يريقه أمام الحاضرين عند السؤال وكانت له حاجة في مبلغ يقضي به حاجته ولا يريد أكثر منه والحمد لله الذي وفقني لإجابته ولو أقسمت ألف مرة أن الذي دفعت فيه قليل ما حنثت بيميني".



آداب قضاء حوائج الناس


نستخلص من الرواية إخلاصُ السّاعي في قضاء حوائج الناس، وقصد الله تعالى في العمل، وترك المنّ بها، والأفضل ستر العمل، وإتمامُه ، فإتمامه من إتقانه، ومن هذه الآداب أيضاً طلبُ المحتاج المعونة من الكريم، وترك طلبها من اللئيم، فمن طلب من شخص أمراً فقد أحسن الظّن به، وكذلك الثّناءُ، والشّكر، وهو من الآداب الخاصة بصاحب الحاجة المفتقر إلى الناس، فيؤدي حقَّ شكر من قضى له حاجته، إذا لم يستطع أن يكافئه.

وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: يا ابن آدم، مرِضتُ فلم تعدني - (تَزُرْني) - قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلانًا مرِض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟ يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني، قال: يا رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان، فلم تطعمه؟ أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي، يا ابن آدم استسقيتك، فلم تسقني، قال: يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه، أما إنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي))


من الأخيار


وروى الطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لله عبادًا اختصَّهم بالنعم لمنافع العباد، يُقرهم فيها ما بذلوها، فإذا منَعوها نزعها منهم، فحوَّلها إلى غيرهم)).

قوله: (لمنافع العباد)؛ أي: لأجل منافع الناس، و(يقرهم فيها ما بذلوها)؛ أي: مدة دوام إعطائهم منها للمستحق، وقوله: (نزعها منهم)؛ أي: نزَع منهم النعمة لمنعهم الإعطاء للمستحِق، وقوله: (فحوَّلها إلى غيرهم)؛ أي: حوَّل الله تعالى النعم إلى غيرهم؛ ليقوموا بها كما يجب

الكلمات المفتاحية

آداب قضاء حوائج الناس وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إن لله عبادًا اختصَّهم بالنعم لمنافع العباد

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled حثَّنا الله تعالى على السعي في قضاء حوائج الناس؛ لأن ذلك من وسائل التقرب إلى الله تعالى والحصول على الحسنات.