أخبار

دراسة تحذر: هذه المشروبات والأطعمة تزيد من مخاطر السكتة الدماغية

دراسة: الشعور بالرضا يقي من الأزمات القلبية والسكتات الدماغية

الصدق طريقك للجنة.. تعرف على حاله صلى الله عليه وسلم الصادق الأمين

الرشوة تضعف علاقتك بالله وتكون سببًا في الطرد من رحمته.. تعرف على مخاطرها

جرّدوه من ملابسه فأصبح عاريًا ليمنعوه من الذهاب إلى النبي.. ماذا حدث؟

مع اقتراب الدراسة.. نصائح في فن الإتيكيت والمظهر اللائق بالفتيات داخل الجامعة

لطلاب الجامعة الجُدد.. ما هي الصفات الواجبة في الأصدقاء؟

كيف يصف الله تعالى نفسه بـ "الشكور" وهو صاحب الفضل على الناس؟

هكذا تكون مع الله في كل وقتك

نادمة ومنهارة لوفاة زوجي في فترة شجار وهجر بيننا.. ماذا أفعل؟

كن وقورا مثل النبي.. كيف كانت صفات الهيبة في وجهه؟

بقلم | أنس محمد | الاثنين 16 سبتمبر 2024 - 08:39 ص



كان النبي صلى الله عليه وسلم وقورًا مهابًا بين الناس، مع أنه أوتى من الجمال ما لم يؤت يوسف عليه السلام، فقد أوتى يوسف شطرًا من الجمال وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم الجمال كله، ومع ذلك كان له صلى الله عليه وسلم هيبة لم يعط أحد مثلها، فلا تفتتن به النساء كما افتتنت بيوسف، ولا يستهين به الرجال، حتى أن عليًا رضي الله عنه إذا نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَن رآه بديهةً هابه، ومَن خالطه معرفةً أحَبَّه"؛ الترمذي وشعب الإيمان للبيهقي.

وعن زينب بنت جحش رضي الله عنها قالت: "وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قد أُلقيَتْ عليه المهابةُ"؛ رواه مسلم.

 وعن عمرو بن العاص، قال: "وما كان أحدٌ أحب إليَّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أجلَّ في عينيَّ منه، وما كنت أُطيق أن أملأ عيني منه إجلالًا له، ولو سُئلت أن أصفَه ما أطقت؛ لأني لم أكن أملأ عيني منه، ولو متُّ على تلك الحال لرجوتُ أن أكون من أهل الجنة"؛ رواه مسلم.

فقد وصلت هيبة النبي صلى الله عليه وسلم في عين أصحابه أن أحدا منهم لم يطق أن يصف شكله ويدقق النظر فيه لهيبة وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع أن الله عز وجل جمع لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم صفات الجمال والكمال البشري، وكريم الصفات والأخلاق والأفعال، حتى أبهرت سيرته القريب والبعيد، وتمَلَّكت هيبتهُ العدوّ والصديق، فكان صلى الله عليه وسلم صاحب هيبة تعلوه، ووقار يحيط به، وكان الذي يراه لأول وهلة يرى عليه المهابة والوقار، والذي يخالطه يرى تواضعه ورحمته، ويعرف مكارم وعظم أخلاقه.

وصف النبي 


وقد وصفت أم معبد الخزاعية النبيَّ صلى الله عليه وسلم حين مرَّ بخيمتها مهاجراً فقالت: "رجل ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه، حسن الخلق .. إذا صمت علاه الوقار، وإن تكلم علاه البهاء، أجمل الناس وأبهاهم من بعيد، وأحسنهم وأحلاهم من قريب".

قال الطيبي: "(وكان قد ألقيت عليه المهابة) كان هي التي تفيد الاستمرار، ومن ثم كان أصحابه في مجلسه كأن علي رءوسهم الطير، وذلك عزة منه لا كِبْر وسوء خلق، وإن تلك العزة ألبسها الله تعالي إياه صلوات الله عليه لا مِنْ تلقاء نفسه".

وعن قَيْلَة بنت مَخْرَمَةَ الغنوية: أنها رأت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في المسجد وهو قاعد القرفصاء, قالت: (فلما رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم المتخشع أُرْعِدْتُ من الفرَق (الخوف والفزع)) رواه أبو داود .

ومع هيبته ووقاره، وعلو قدره ومنزلته صلى الله عليه وسلم، كان أشد الناس تواضعاً وأبعدهم عن الكِبْر، وقد قال له رجلٌ له: (يا خيرَ البريّة)، فقال مُتواضعاً: (ذاك إبراهيم عليه السلام) رواه مسلم.

وهناك فرق بين المهابة وبين الكبر، فالمهابة التي مبعثها الحب والتوقير من سمات المسلم ولا تنفك عن تواضعه، وأما الكِبْر والتعالي على الناس، فيؤدي بصاحبه إلى الهلاك، وإلى أن يصبح إنساناً لا يألف ولا يؤلف.

قال ابن القيم: "والفرق بين المهابة والكِبر: أنّ المَهَابة أثرٌ من آثار امتلاء القلب بعظمه الله ومحبته وإجلاله، فإذا امتلأ القلب بذلك، حلّ فيه النور ونزلت عليه السكينة، وأُلْبِسَ رداء الهيبة، فاكتسى وجهه الحلاوة والمهابة، فأخذ بمجامع القلوب محبة ومهابة، فحنَّت إليه الأفئدة، وقرّت به العيون، وأنِست به القلوب، فكلامه نور، ومدخله نور، ومخرجه نور، وعمله نور، وإنْ سكت، علاه الوقار، وإن تكلم أخذ بالقلوب والأسماع.

 وأما الكِبْر فأثر من آثار العجب والبغي من قلب قد امتلأ بالجهل والظلم، ترحلت منه العبودية ونزل عليه المقت، فنظره إلى الناس شزر، ومشيه بينهم تبختر، ومعاملته لهم معاملة الاستيثار لا الإيثار، ولا الإنصاف، ذاهب بنفسه تيها، لا يبدأ من لقيه بالسلام، وإن رد عليه رأى أنه قد بالغ في الإنعام عليه، لا ينطلق لهم وجهه، ولا يسعهم خلقه، ولا يرى لأحد عليه حقا، ويرى حقوقه على الناس، ولا يرى فضلهم عليه، ويرى فضله عليهم، ولا يزداد من الله إلا بعدا، ولا من الناس إلا صغارا وبغضا".

اقرأ أيضا:

أطباق على مائدة النبي.. ماذا كان يأكل وماذا أحب؟

أشد الناس تواضعًا 


والنبي صلى الله عليه وسلم مع كونه أفضل الأنبياء والرسل، وأعظم الناس وقاراً وهيبة، كان أشد الناس تواضعاً، ومن صفاته التي وصفه بها ربه عز وجل الرحمة ولين الجانب لأصحابه فقال: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}(آل عمران: 159).

 فكان النبي صلى الله عليه وسلم مع هيبته ووقاره يقضي لأصحابه حوائجهم، ويتواضع معهم، ويجيب دعوتهم، ويزور مرضاهم، ويشهد جنائزهم، ويشفق عليهم، ويشعر بآلامهم وآمالهم، فعن سهل بن حنيف رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي ضعفاء المسلمين ويزورهم، ويعود مرضاهم، ويشهد جنائزهم) رواه الحاكم. وعن أنس رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزور الأنصار، فيسلم على صبيانهم، ويمسح برؤوسهم، ويدعو لهم) رواه النسائي.

فلم يكن النبي صلى الله عليه وسلم ملِكاً، ولكنه كان أعظم وأهْيَب من الملوك، وقد تملكت هيبتهُ العدوّ والصديق، ومع ذلك كان أشد الناس تواضعا، وأحسنهم خلقا، وكان رحمة للعالمين، قال الله تعالى عنه: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}(الأنبياء :107)، وقال سبحانه: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}(القلم:4)، وقال صلى الله عليه وسلم عن نفسه: (إنما أنا رحمةٌ مهداة) رواه الحاكم. وقد وصفه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: (من رآه بديهة هابه، ومَن خالطه معرفةً أحَبَّه).

وهذا أبو مسعود البدري يضرب غلامًا له بالسوط، قال: فسمعت صوتًا من خلفي: "اعلم أبا مسعود، للَّهُ أقدر عليك، منك عليه" فلم أفهم الصوت من الغضب، قال: فلما دنا مني وهو يقول: "اعلم أبا مسعود.." فالتفت فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فسقط من يدي السوط، من هيبته، وقلت: هو حر لوجه الله، فقال: "أما لو لم تفعل للفحتك النار".

ويحدثنا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، عن ذلك فيقول: "استأذن عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم - وعنده نساء من قريش، يكلمنه، ويستكثرنه، عالية أصواتهن[5] - فلما استأذن عمر، قمن يبتدرن الحجاب، فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك، فقال عمر: أضحك الله سنك يا رسول الله، قال: "عجبت من هؤلاء اللاتي كنَّ عندي، فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب" فقال عمر: فأنت يا رسول الله، كنت أحق أن يهبن، ثم قال: أي عدوات أنفسهن، أتهبنني ولا تهبن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلن: نعم، أنت أفظ وأغلظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ويتضح من قولهن: "أنت أفظ وأغلظ" أن هيبتهن لعمر فيها بعض المعنى الثاني للهيبة بينما تظل هيبته صلى الله عليه وسلم في دائرة المعنى الأول.

الكلمات المفتاحية

صفات الهيبة في وجه النبي تواضع النبي خلق النبي

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled كان النبي صلى الله عليه وسلم وقورًا مهابًا بين الناس، مع أنه أوتى من الجمال ما لم يؤت يوسف عليه السلام، فقد أوتى يوسف شطرًا من الجمال وأخذ النبي صلى ا