أحبني وتزوج غيري.. متى سينتقم الله منه؟

بقلم | ناهد إمام | الاحد 04 سبتمبر 2022 - 06:20 م

عمري 29 عامًا، أحببت زميلي منذ كنّا في الجامعة وظننت أنه يحبني كما أحببته بشدة، لكني تجاهل هذا الحب وأعلن زواجه من أخرى قبل شهور، وتركني أتألم وحدي.

كان أقرب لي من نفسي، وكنا نتحدث يوميًا، ونطمئن على بعضنا البعض، ولا أنكر أنه حدثت بيننا بعض التجاوزات من ملامسة، لكننا كنا نشعر بالذنب بعدها ونتوب، وفي يوم طلب مقابلتي، وكان كلي أمل أن يقول لي أنه أخيرًا تيسرت حالته المادية التي كان يراها حاجزه أمام التقدم رسميًا لأهلي من أجل خطبتي، فإذا به يخبرني أنه سيخطب، ولابد أن أكون قوية، وأنه مضطر للإنصياع لرغبة أهله في هذه الزيجة.

أصابني انهيار عظيم، ولزمت الفراش لمدة شهر، حتى جاء يوم زواجه، وشعرت أنني سأجن، أقمت يومها الليل وبكيت كثيرًا، وسألت الله أن ينتقم منه.

مرت 4 أعوام من وقتها، وأصبح لديه طفلين، فمتى سينتقم الله منه؟!

الرد:

مرحبًا بك يا عزيزتي..

قلبي معك.

أقدر مشاعرك وأتفهم تمامًا ماحدث، لكنه حدث وانتهى، ولازلت أنت تعيشين في الماضي، ولهذا ينفطر القلب ويحزن.

ما حدث يا عزيزتي من انجراف بدون أي ضمانات للارتباط في علاقة عاطفية، وتجاوزات، إلخ ما ذكرت هو بسبب جوع وعطش عاطفي شديد من جهتك، ربما تعود أسبابه لطفولتك وعلاقتك بوالديك.

لن أحكم على الشاب أنه كان متلاعب، لكنه أيضًا لم يكن واضحًا وأمينًا معك، باستمراره في علاقته بك بلا أمل ولا جدية ولا مسئولية.

ما أراه أنها خبرة مؤلمة جاءت لتعلمك درسًا مهمًا من أجلك، ملخصه أن ما ينبت في الظلام ليس حبًا، ولابد أن يعيش لفترة مؤقتة ثم يموت في الظلام كما بدأ، ولا يظهر للنور، ولا يأتي معه فرح حقيقي للنفس وأمان واطمئنان.

تزوج الشاب وتاب وعاش حياته بشكل يبدو مستقيمًا، وطيبًا، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وبقي دروك تجاه نفسك أن تحبيها، وتسامحيها، وتقدريها، وتتعلمي من الدرس والخبرة وألمها ليزول عنك، وتبدأي صفحة جديدة من حياتك، والله سبحانه يتوب على من يتوب ويعتبره كمن لا ذنب له حتى لا يتعطل، ويخسر نفسه، وعمره الغالي، فكوني على قدر معاملة الله لك!

هيا يا عزيزتي أفيقي من أجل نفسك، فرحمة الله أوسع من أن تسجني نفسك في علاقة فاشلة، مؤذية، منذ البداية لكنك لم تكوني وقتها على قدر من الوعي والنضج النفسي الذي يمنعك عنها، بل ويتملكك الغضب والرغبة في الانتقام، والأفضل أن تدعي كل شيء لله.

افرحي لنجاتك منها، وابدأي مع نفسك الجديدة، صفحة جديدة في حياتك، لأنها تستحق.

ودمت بكل خير ووعي وسكينة.