أخبار

ملعقة من بذور الكتان تحميك من خطر الإصابة بأمراض القلب

مع الارتفاع المتزايد لدرجات الحرارة.. كيف تقي نفسك ضربة الشمس؟

مع ارتفاع درجة الحرارة احرص على هذه العبادة الرائعة.. سقي الماء

ما الذي يسبب حصوات الكلى وهل تحتاج لعملية جراحية؟

دعاء عظيم في زمن الفتن والحروب

أنا فتاة متدينة وفعلت جرمًا عظيمًا ثم أصبت بمرض شديد.. هل هذه عقوبة من الله؟

اللاءات التسعة في سورة ”الكهف.. تعرف عليها لتصحيح منهج حياتك والفوز بالجنة

الدعاء عندما يشتد بك البلاء وتقع عليك المصيبة

"وعلى ربهم يتوكلون".. اجعلها ذخرًا لك حتى الموت

لمن ارتدت الحجاب في رمضان وخلعته بعده؟.. تعرفي على الحكم الشرعي

سورة قصيرة تجلب الرزق وتحض على السعي والجهاد.. فالتزم بها

بقلم | أنس محمد | الجمعة 19 يناير 2024 - 10:29 ص


وسط هذه الأمواج المتلاطمة من الضيق والهم، يبحث الإنسان عما ينقذ به نفسه من براثن الفقر والكرب والهم، ويلتمس به الفرج، ولعل من فوائد سورة العاديات أنها من السور التي تجلب الرزق، لما لها من فضل كبير، في الحديث عن فضل جهاد الإنسان، ومكانته، بالإضافة إلى أنها تأكد مكانة الخيل في أنها تنقل المجاهدين إلى مكان الحرب في سبيل الله بدليل قسم الله بها في السورة، فالجهاد في العمل من أجل لقمة العيش الحلال هو من صور الجهاد في سبيل الله.

و بينت العاديات طريقة إعداد الجيوش، والخيول استعدادا للحرب، وساعدت السورة المجاهدين على الصبر، وتحمل صعوبات الحرب، وغبار الخيل أثناء الحرب، كما توضح السورة أن للمجاهدين جزاء عظيم بدليل قول الرسول صلى الله عليه وسلم “لا يجتمع غبارٌ في سبيل الله ودخانُ جهنم”.

فنحن أمام سورة عظيمة، على الرغم من كونها قصيرة، وتدور تلك السورة حول الإنسان وما رُكِّب فيه من صفات سيئة، نتيجة تمرده على ما قسمه الله له، ثم تضع أيديَنا على العلاج الناجع لتلك الصفات.

بدأَت سورة العاديات الكريمة بالقسَم، والله عز وجل يُقسِم بما شاء مِن خلقه، أمَّا البشر فلا يحلُّ لهم القسَم بغير الله تعالى، ولا شكَّ أن القسَم بالشيء يدل على تعظيمه ورفعة مكانته، وإذا أقسم الله عز وجل بشيءٍ فهذا يدل على أن هذا الشيء ذو شأن.


سورة العاديات 


يصف الله لنا عز وجل في السورة الكريمة مشهدًا مهيبًا، هذا المشهد قد اعتاد عليه العرب؛ لكثرة تكرُّره في بيئتهم، ألا وهو مشهد الغَزو والإغارة، فيُقسم تعالى بالخيل سريعةِ العَدْو حين تخرج في آخر الليل لتُصَبِّح العدوَّ في أول النهار، ومع شدة عَدوِها تَسمع لصدورها صوتًا، وتضرب الأرضَ بسنابكها فيتطاير الشرر، كما تشتعل النار في عود الثِّقاب (الكبريت)، حتى إذا طلع الفجر باغتَت العدوَّ بالإغارة.

وعندها تَزيد سرعتُها ويشتد عدْوُها فتثير الغبارَ بساحة المعركة، وتَمضي قُدمًا حتى تخترق الصفوف، وتتوسَّط جموع الأعداء، وهذه الصورة هي صورة مماثلة لجهاد الإنسان في ميادين الحرب وميادين الرزق، فدائما ما نحتاج في السعي على الرزق إلى الجهاد والحركة.

 وهكذا تنتهي تلك الصورة، الموحيةُ بالبأس والشدة، والمظلَّلة بالخوف والهلع، المصوِّرة للصراع؛ ذلك الصراع الذي يقع بين البشر، والذي يرجع إلى ما رُكِّب فيهم من حبٍّ للمال والشرف والسيادة.

فهذا هو القسَم، وتلك إيحاءاته، فما المُقسَم عليه؟ المقسم عليه ثلاثة أمور:

الأول: ﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ﴾ [العاديات: 6]، والكَنود هو الكفورُ الذي يَنسى الخير ويَذكر الشرَّ، فإذا جاءَته النعمة لم يَشكر، وإذا نزلَت به البلية لم يصبر، وهو طبعٌ يدل على قسوة القلب، تلك القسوة التي نراها في مشهد الغزوِ والإغارة الذي صوَّره لنا القسَم.

اقرأ أيضا:

دعاء عظيم في زمن الفتن والحروب

جحود الإنسان بالنعمة 


القِسم الثاني من السورة يتمثل في المقسَم عليه، وأول شيء جحودُ الإنسان وتذكُّره الشرَّ ونسيانه الخير، وهو مقرٌّ معترف بذلك؛ ﴿ وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ ﴾ [العاديات: 7]، ولكن هذا الاعتراف قد يَقوى أحيانًا ويظهر، وترى الإنسان حينئذٍ يندم على ما فرط، وأحيانًا يختفي ذلك الصوت في غمار الحياة، فهو النار التي تَخرج من احتكاك سنابك الخيل العاديات بالأرض من أثر العَدْو، فهو ضوء خافت يبدو أحيانًا ويختفي، ويظهر في الظلام أوضحَ من ظهوره في النهار. والإنسان بطبعِه محبٌّ للخير شديدُ التعلق به، والخير هنا المال.

 أما عن القسم الأخير من السورة فهو يعطينا العلاجَ لما بالنفس البشرية من شر؛ وذلك إنما يكون بتذكر الآخرة والحساب، وأن كل إنسان سيُجزى بما كان يعمل، فعندها يَنظر الإنسان إلى الآخرة يسعى للنَّجاة فيها ويضعُف تعلقه بالدنيا؛ ﴿ أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ ﴾ [العاديات: 9]؛ ألا يدري الإنسان كيف يكون الأمرُ حين يُبعث ما في القبور، ويخرج الناس إلى ساحة الحساب؟! ﴿ وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ ﴾ [العاديات: 10]، فيظهر كل ما تحبسه الصدور وتكنُّه الضمائر، يبدو ذلك عيانًا بيانًا.

 وفي ذلك اليوم يحاسب الله تعالى عباده وهو الخبير بهم؛ أي: الذي يعلم دقائق أحوالهم، وما خَفي من أسرارهم، ويَجزيهم بها.

 وقد خصَّ يوم القيامة بذلك مع أنه خبير بهم في كل وقت؛ لأنه اليوم الذي سيَجزيهم فيه بناء على أعمالهم، فلا خلاص للعبد يومئذٍ إلا إذا عمل لهذا اليوم حسابًا، واستعد له بالتمسك بالقرآن والسنة، والسير على الصراط المستقيم.

ومعنى "والْعَادِيَاتِ ضَبْحًا" الخيل الأصيل وقت الغزو، كما أن المقصود ب ضَبْحًا هو نفس الخيل القوي الذي يخرج منها في الجهاد في سبيل الله عز وجل، ومعنى “فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا” حوافر الخيل مكان خروج النار من قوتها، “فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا” يقصد تبدل الأعداء، وتفرقهم في الصباح، وتسبب الخسائر بهم. “فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا” يقصد بها الغبار الشديد الذي يحدثه الخيال أثناء دخوله وسط الأعداء بأعدادهم الكثيرة.

 “إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ” يعني جحود الإنسان لأنعم الله، ونكران فضله عليه، “وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ” يقصد أن الإنسان، وهو ناكر لفضل الله عليه، وجحوده أنه يعلم ذلك، ويشهد على نفسه أيضا، “وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ” تعني الآية الكريمة أن الإنسان عاشق للمال، ومحب لجمع الكثير منه، كما يقول الله عز، وجل: “أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ” يعني بها أن الإنسان من شدة تكبره ينسى أنه سوف يخرج من قبره، ويحاسب على أفعاله، “وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ” أيضًا يؤكد الله سبحانه، وتعالى أنه عليم بكل الخفايا، وأن الله مطلع عليها خيرها، وشرها. وفي الآية الكريمة “إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ” تعني أن لا شيء يخفى على الله، وأنه عليم بكل أفعال العباد سرها، وعلانيتها، وأنه سيحاسبهم.


الكلمات المفتاحية

سورة العاديات سورة قصيرة تجلب الرزق وتحض على السعي والجهاد جحود الإنسان بالنعمة

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled وسط هذه الأمواج المتلاطمة من الضيق والهم، يبحث الإنسان عما ينقذ به نفسه من براثن الفقر والكرب والهم، ويلتمس به الفرج، ولعل من فوائد سورة العاديات أنها