تعد مشاكل الصحة النفسية بين الشباب مصدر قلق متزايد، والتي يُعتقد أنها أحد الأسباب الرئيسية للإعاقة والانتحار والمرض، فيما كشفت دراسة جديدة، أن ملايين المراهقين يكافحون حاليًا للتكيف مع صحتهم العقلية والضغوط الاجتماعية.

وتوصل استطلاع شمل 1000 مراهق في بريطانيا، أن 31 في المائة منهم يعانون من مشاكل تتعلق بصحتهم العقلية، لمدة تزيد عن عامين في المتوسط.

ويشعر 56 في المائة منهم بالقلق بشكل منتظم، مع إلقاء اللوم على وسائل التواصل الاجتماعي وتكاليف المعيشة المتزايدة. كما ظهر أن المراهق العادي يشعر بالقلق لما يعادل تسعة أيام كل شهر.

وعندما سئلوا كيف تعاملوا مع هذه المشاعر، قال الكثيرون إنهم يستخدمون تقنيات مثل التنفس، والتحدث إلى أحد أفراد أسرتهم وممارسة الرياضة.

الحصول على الدعم والمساعدة

وفقًا للبحث من خلال تطبيق الصحة العقلية، "هيد سبيس"، استخدم آخرون التدوين اليومي والاستماع إلى البودكاست والتأمل للحفاظ على الهدوء وصحتهم العقلية.

لكن 89 في المائة من أولئك الذين عانوا من مشاكل في الصحة العقلية كانوا في موقف يحتاجون فيه إلى المساعدة، لكنهم لم يكونوا متأكدين من كيفية الوصول إلى هذا الدعم، بحسب صحيفة "ذا صن".

ويشعر 13 في المائة بأنهم غير مدعومين من قبل الأشخاص المحيطين بهم والمهنيين. كما ظهر أن 31 في المائة من جميع المراهقين الذين شملهم الاستطلاع قد سجلوا لتلقي الدعم فيما يتعلق بصحتهم - لكنهم كانوا على قائمة الانتظار لأكثر من خمسة أشهر في المتوسط.

قال سام سنودن من تطبيق "هيد سبيس": "من المهم أن نتذكر أن المراهقين لا يملكون الأدوات الكافية للتنقل بين أعلى مستويات الحياة وأوقاتها السيئة. عند تجربة مشاعر صعبة للغاية لأول مرة، قد يفترضون أن هذه هي الطريقة التي ستمضي بها الحياة إلى الأمام".

وأوضح: "قد يكون هذا أمرًا خطيرًا لأنهم قد يبدأون في تصديق الأفكار السلبية مثل" لا شيء مهم "و" لن تتحسن الأمور أبدًا". وأضاف: "الأمر متروك لنا كبالغين في الحصول على المساعدة التي يحتاجها المراهقون من خلال ربطهم بمقدمي خدمات الصحة العقلية المهرة والمتعاطفين ودعم الأقران".

ووجدت الدراسة أيضًا، أن 51 في المائة ممن شملهم الاستطلاع يعتقدون أن الإجهاد في المدرسة والجامعة وأماكن عملهم قد أثر سلبًا على صحتهم العقلية. لكن 16 في المائة اعترفوا بأن هذا قد أثر على واجباتهم المدرسية، بينما يعتقد 15 في المائة أنه أثر على صداقاتهم .

وللتعامل مع هذا، قال معظم المراهقين (84 في المائة) الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية، إنهم شعروا بالراحة في التحدث إلى أصدقائهم حول صحتهم. كما ظهر أن 62 في المائة يرغبون في معرفة المزيد عن طرق تخفيف التوتر، و61 في المائة منهم غير مدركين للفوائد المحتملة للتأمل واليقظة.

وأضاف سام: "إنه أمر واعد أن يظهر المراهقون مزيدًا من الانفتاح والقبول لقضايا الصحة العقلية، مما يقلل من وصمة العار والسرية المحيطة بها، موضحًا أن "التحدث إلى العائلة والأصدقاء مفيد بشكل لا يصدق لأن المراهقين يعرفون أنه لا يتعين عليهم المعاناة وحدهم وأنهم محاطون بأشخاص يرغبون في المساعدة والاستماع بتعاطف".

اقرأ أيضا:

فواحش الإنترنت.. كيف تقلع عنها فورًا؟

10 علامات لتحديد الاكتئاب عند المراهقين

وفيما يلي أفضل 10 طرق لتحديد الاكتئاب عند المراهقين، وفقًا لتطبيق الصحة العقلية، "هيد سبيس":

1. الانسحاب الاجتماعي: من خلال البقاء في المنزل بدلاً من الخروج مع الأصدقاء وقضاء المزيد من الوقت بمفرده.

2. عدم الاهتمام بالأشياء التي كان يستمتع بها.

3. تغيرات في المزاج: قد تلاحظ علامات حزن جسدية وسلوكية مثل الخمول وزيادة البكاء.

4. علامات التهيج بما فيها التململ وصعوبة التركيز والإحباط بسهولة وإظهار نفاد الصبر والانزعاج من القضايا الصغيرة.

5. التغيرات في الشهية والتي تتراوح بين نقيضين: تناول كميات أقل بكثير، أو أكثر من المعتاد.

6. قد يواجه صعوبة في النهوض من السرير أو الاعتناء بالعادات اليومية؛ مثل الحفاظ على النظافة الشخصية والأعمال المنزلية في جميع أنحاء المنزل.

7. قد تلاحظ تغيرات في أنماط النوم، مثل صعوبة النوم أو كثرة النوم وصعوبة النهوض من السرير.

8. قد يعبر عن عدم اهتمامه بالمدرسة ويتوقف عن الاهتمام بتسليم الواجبات أو الحفاظ على درجات جيدة.

9. قد يظهر صعوبة في اتخاذ قرارات صغيرة أو الإجابة على أسئلة حول ما يحبه أو يحتاج إليه.

10. التعبير عن أفكار عدم القيمة أو الانغماس ("لا يمكنني تحمل هذا بعد الآن")

ووجدت الأبحاث السابقة أن الاكتئاب قد يبدأ في أدمغة الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم سبع سنوات، ويمكن أن تتنبأ علامات التحذير بالمشاكل المستقبلية.

ودرس العلماء في الولايات المتحدة ما يقرب من 100 طفل، ووجدوا أن بإمكانهم التنبؤ بأي منهم سيعاني من أعراض الاكتئاب في سن 11 عن طريق مسح أدمغتهم.

وارتفعت معدلات إيذاء النفس بين الأطفال على أساس سنوي خلال العقد الماضي في المملكة المتحدة.

وقد دفع هذا الكثيرين إلى الدعوة إلى تشديد اللوائح الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي مثل "إنستجرام" الذي لا يزال يعرض محتوى يشجع على إيذاء النفس ويمجده.