أمرنا الله تعالى بالفرح وبإحياء أيام الله، قال تعالى في سورة إبراهيم: " وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (5)".
و عند نزول نعمة أو فضل أو رحمة من الله، حيث قال تعالى: "قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون".
وميلاد النبي الكريم هو عين الرحمة قال تعالى: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، ولقد خرج الرسول الكريم ذات مرة على صحابته فوجدهم يذكرون الله ويتضرعون إليه فقال ما أجلسكم؟ قالوا جلسنا نشكر الله على أن أنعم علينا بك، فقال لهم: الله ما أجلسكم إلا هذا، قالوا والذي بعثك بالحق ما أجلسنا إلا هذا، فقال "صلى الله عليه وسلم": "أما إني لا أسألكم تهمة لكم، ولكن جبريل عليه السلام أتاني وأخبرني بأن الله يباهي بكم ملائكته"، ففي هذا دليل على أن الله يرضى عمن يفعل ذلك.
اظهار أخبار متعلقة
اختفال النبي بيوم مولده
وقد احتفل النبي صلى الله عليه وسلم بمولده الشريف، بما يسمى عند الناس اليوم "عيد ميلاده" وقد ولد النبي صلى الله عليه وسلم يوم الأثنين، وحين سأل الناس النبي عن سر صوم هذا اليوم يا رسول الله وهو يوم الاثنين قال لهم "ذلك اليوم الذي ولدت فيه".
وبعض الناس تعترض على الاحتفال بمولد النبي أو عيد الميلاد ويقولون بدعة، دون النظر إلى أن النبي نفسه احتفل بعيد ميلاده بطريقته الخاصة.
وحينما ولد النبي صلى الله عليه وسلم أيضا، احتفل به جده عبدالمطلب وطاف به الكعبة وسماه محمد ولما سألوه لما سميته بهذا الاسم، فهو ليس من أسماء أجدادك ولا أباءك، قال لهم ليكون محمود في الأرض ومحمود في السماء.
ولما هاجر الرسول الكريم من مكة إلى المدينة وجد اليهود تصوم يوم عاشوراء، فلما سألهم عن سبب ذلك الصيام قالوا: ذلك يوم نجى الله فيه موسى ومن معه من الغرق، وأغرق فرعون وقومه فقال "صلى الله عليه وسلم": نحن أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه، ففي هذا الحديث ما يؤكد مشروعية الاحتفال بيوم مولده "صلى الله عليه وسلم"، حيث لاشك أن ميلاد النبي الكريم من أجلّ وأكبر النعم على عباده، وكما قال تعالى: "لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ".
ولكن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف لابد أن يكون خاليًا مما يغضب الله، بل فيه طاعة لله تعالى، شاملًا تلاوات القرآن أو الاستماع له، وإقامة الندوات الدينية التي تذكرنا بسيرته، وفوق كل ذلك هو اتباع سنته، وشريعته، والاقتداء بهديه.