قال الله تعالى: ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [آل عمران: 164].
و قال الله تعالى: ﴿ محمد رسولُ الله ﴾. [الفتح:29].
ولد الرسول صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين من شهر ربيع الأول في مكة المكرمة في دار معروفة بدار المولد، عام الفيل عام 571 م من أبوين معروفين ومشهورين في مكة، حيث كان أبواه من أشهر العائلات والقبائل، فأبوه عبد الله بن عبد المطلب، وأمه آمنة بنت وهب، والذي سماه محمدًا صلى الله عليه وسلم هو جده الذي رباه وقد مات أبوه قبل ولادته.
فمن واجب المسلمين أن يعرفوا قدر ونسب وشمائل النبي صلى الله عليه وسلم، فيحكموا بالقرآن الذى أُنزل عليه، ويتخلقوا بأخلاقه، ويهتموا بالدعوة إلى التوحيد التي بدأ بها رسالته مُتَمثلة في قوله تعالى: ﴿ قُلْ إنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا ﴾ [الجن: 20].
اسم ونسب الرسول صلى الله عليه وسلم:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لي خمسةُ أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو اللهُ بي الكفر، وأنا الحاشرُ الذي يُحشَر الناس على قدمي، وأنا العاقب: الذي ليس بعده نبي". وقد سماه الله رؤوفًا رحيمًا. [متفق عليه].
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا مِن كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم))؛ [رواه مسلم].
و قال صلى الله عليه وسلم: ((تسمَّوا باسمي ولا تكتنوا بكُنيتي، فإنما أنا قاسم أقسم بينكم))؛ [رواه مسلم].
اقرأ أيضا:
أول جمعة بالمدينة.. ماذا قال فيها النبي؟ونسب النبي كاملاً هو:
محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
إلى ها هنا معلوم الصحة متفق عليه بين النسابين ولا خلاف فيه البتة، وما فوق عدنان مختلف فيه ولا خلاف بينهم أن عدنان من ولد إسماعيل عليه السلام، وإسماعيل هو الذبيح على القول الصواب عند علماء الصحابة والتابعين ومن بعدهم.
وأما القول بأنه إسحاق فباطل بأكثر من عشرين وجهاً.
يقول ابن تيمية: هذا القول إنما هو متلقى عن أهل الكتاب مع أنه باطل بنص كتابهم، فإن فيه أن الله أمر إبراهيم أن يذبح ابنه بكره وفي لفظ وحيده، ولا يشك أهل الكتاب مع المسلمين أن إسماعيل هو بكر أولاده.
صفات النبي
جعل الله عز وجل النبي صلى الله عليه وسلم قدوةً حسنةً، وأسوةً طيبةً في كل شيء، فكان صلى الله عليه وسلم أحسنَ الناسِ خَلقًا وخُلقًا، وأحسنَ الناسِ صلاةً وعبادةً لله تعالىٰ، وإذا صلَّىٰ بغيره رَحِمَ الأمَّ والصغيرَ والضعيفَ وذا الحاجةِ.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم بسيطًا في طعامِهِ وشرابِهِ، يأكلُ كما يأكلُ الناسُ، ويشربُ كما يشربون؛ فعَنْ سيدِنا أَنَسٍ رضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: "مَا أَكَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلىٰ خوانٍ، وَلَا أَكَلَ خُبْزًا مُرَقَّقًا حَتَّى مَاتَ" أخرجه البخاري.
والخوانُ: بضم الخاء وكسرها هي المائدة التي يوضع عليها الطعام.
وعَنْ سيدنا أَنَسٍ رضِيَ اللهُ عَنْهُ: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يُجْمَعْ لَهُ غَدَاءٌ وَلَا عَشَاءٌ مِنْ خُبْزٍ وَلَحْمٍ إِلَّا عَلىٰ ضَفَفٍ" أخرجه ابن حبان. والضَفَفُ: هو أن يتناولَهُ مع الناس.
بل كان النبي صلى الله عليه وسلم أبسطَ النَّاسِ في كلِّ الأمورِ، حتى في فراشِهِ ولباسِهِ ونعلِهِ؛ فعَنْ أمِّ المؤمنين السيدةِ عَائِشَةَ رضِيَ اللهُ عَنْهَا أنَّها قَالَتْ" :إِنَّمَا كَانَ فِرَاشُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الَّذِي يَنَامُ عَلَيْهِ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهُ لِيفٌ" أخرجه مسلم. والأَدَمُ هو الجلدُ المدبوغُ، وكان حَشْوُه لِيفَ النَّخْل.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم دائمَ الذكر لله تعالىٰ علىٰ كل حال، فهو خيرُ من حمِد اللهَ تعالىٰ وشكَره؛ فعَنْ سيدِنا أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِذَا رُفِعَتِ الْمَائِدَةُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ يَقُولُ: "الْحَمْدُ لِلهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، غَيْرَ مُودَعٍ وَلَا مُسْتَغْنًى عَنْهُ رَبَّنَا" أخرجه الترمذي والنسائي.