لماذا يقسم النبي ومع الغرض من حلفه.. هذه بعض النماذج
بقلم |
محمد جمال حليم |
الاربعاء 11 ديسمبر 2024 - 12:07 م
أقسم النبي صلى الله عليه وسلم بأمور كثيرة لبيان أهميتها وفضلها او لتأكيد حصولها وتحققها.. أو التهويل والوعيد لمن يفعلها فيقسم بأن من يفعل هذا يجد عقوبته وهكذا..
صيغ قسم الرسول:
وقسم الرسول صلى الله عليه وسلم متعددة فمرة يقول النبي "والذي نفس محمد بيده" ومرة يقول : " والذي نفسي بيده" ومرة يقسم بالله فيقول ":والله" وهكذا ومهما كانت صيغة القسم فإنها جائزة لأن النبي يحلف بالله تعالى.
أمور أقسم عليها رسول الله:
وقد تعددت الامور التي أقسم عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكما سبق أن غرض النبي صلى الله عليه وسلم من القسم متعدد فمع قسمه لبيان تحقيق الشيء وتأكيد حصوله قسمه أنه رأى الحوض الذي أعده له الله تعالى ففي حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوما فصلّى على أهل أُحُد صلاته على الميت، ثم انصرف إلى المنبر فقال: (إني فَرَطُكُم (سابقكم)، وأنا شهيدٌ عليكم، وإني والله لأنظر إلى حَوضي الآن). وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إني على الحوض حتى أنظر من يَرِدُ عليَّ منكم، وسيؤخذ أناس دوني، فأقول: يا ربِّ! مِنِّي ومن أُمَّتِي، فيقال: هل شعرتَ ما عملوا بعدك؟ والله! ما برحوا بعدك يرجعون على أعقابهم) رواه البخاري
قسم النبي على رؤية المؤمنين الله في الجنة:
ومن هذا ايضا أنه أقسم على رؤية المؤمنين الله في الجنة أقسم النبي صلى الله عليه وسلم على رؤية المؤمنين لربهم عز وجل في الجنة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قالوا: يا رسول الله! هل نرى ربَّنا يوم القيامة؟ قال صلى الله عليه وسلم: (هل تُضارون في رُؤية الشَّمسِ في الظهيرة، ليست في سحابة؟ قالوا: لا، قال: فهل تضارُون في رؤيةِ القمر ليلة البدر، ليس في سحابة؟ قالوا: لا، قال: فوالذي نفسي بيدِه! لا تُضارون في رُؤيةِ ربِّكم إلا كما تُضارُون في رؤيةِ أحدِهما (الشمس والقمر)).
قسم النبي للتهويل من فعل منكر:
ومن أغراض القسم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريد تعظيم فعل منكر يقع فيه البعض فيقسم على أن هذا أمر خطير لا يرضى الله أو يقسم على نزع الإيمان ممن يفعله ومن هذا قسمه على نزع إيمان من يضر جاره ففي الحديث (والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، ـ ثلاث مرات ـ قيل من يا رسول الله؟ قال: الذي لا يأمن جاره بوائقه (مصائبه وشروره)) رواه البخاري. ومن هذا قسم النبي صلى الله عليه وسلم على عدم دخول الجنة لمن لم يتحابوا فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (والَّذي نَفسِي بيده، لا تدخلونَ الجنَّة حتَّى تُؤمنوا، ولا تُؤمنوا حتَّى تحابُّوا، أوَلَا أدلكم على شيءٍ إذا فعلتموه تحابَبتُم؟ أفشوا السَّلامَ بينَكُم) رواه مسلم.
قسم النبي لبيان فضل شيء بعينه:
ومما جاء في قسم النبي صلى الله عليه لبيان أهمية أمر معين قسمه لبيان فضل سورة من القرآن ومن هذا ما جاء عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنَّ رجلًا سمع رجلًا يقرأ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} يُردِّدُها، فلما أصبح جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، وكأنَّ الرجلَ يتقالُّها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيدِهِ، إنها لتعدلُ ثلثَ القرآن) رواه البخاري. ومن هذا قسمه على بيان فضل الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ففى الحديث (لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي، فو الذي نفسي بيده، لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا، ما أدرك مُدَّ أحدهم، ولا نصيفه) رواه مسلم.