أخبار

دراسة: ملعقة من زيت الزيتون يوميًا تقلل من خطر الوفاة بالخرف

الحزن.. العدو الأكبر للإنسان والحليف الأبرز للشيطان

كيف تستعد لرحلة الحج العظيمة وتأخذ بأسباب القبول والعمل المبرور؟

احذر الخديعة.. عندما ييأس من الشيطان سيأتيك من هذا الباب

لا يمكن أن تدخل الجنة إلا من هذا الباب.. تعرف على صفاته

دراسة: الإكثار من الملح يزيد من خطر الإصابة بسرطان المعدة

أغرب واقعة لعجوز بأرض الحبشة.. بماذا أخبر النبي؟

كيف أكون من المحسنين.. هذه بعض الوسائل

10 معجزات خارقة في جزيرة العرب وخارجها صاحبت مولد سيد الخلق وخاتم المرسلين

"وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".. "الشعراوي" يروي قصة مؤثرة مع مسيحي أثناء سماعه القرآن

الوقت أثمن من أن تضيعه.. "إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فليغرسها"

بقلم | عمر نبيل | الثلاثاء 06 يونيو 2023 - 06:07 ص

 اهتم الإسلام بالوقت وأقسم الله به في آيات كثيرة فقال الله تعالى (والعصر إن الإنسان لفي خسر), وقال تعالى (والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى), كما قال الله تعالى (والفجر وليال عشر) وغيرها من الآيات التي تبين أهمية الوقت وضرورة اغتنامه في طاعة الله, وهناك أحاديث كثيرة توضح ذلك: فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل به ؟ ", وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ ", وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل".

 

وقد أنعم الله تعالى علينا الحياة، وكل إنسان لديه عمر محدد وضعه الله تعالى لا يُقَدّم ساعة ولا يُؤخر، وإذا جاء أجل المَوت سيسأل العبد عن وقته فيما أفناه وعن عمرهِ فيما ضيعه، وجميعنا سنوضع في هذا الاختبار وسنسأل عن كل دقيقة، ولم يأتِ في أي من الأديان التي تعظم الوقت مثل الإسلام؛ حيث قال الله تعالى: "قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ <112> قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ <113> قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلا قَلِيلاً لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ <114> أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ <115> فَتَعَالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ<116>" سورة المؤمنين:112-116، فالله تعالى لَم يَخلِقُنا عَبثاُ ولهواً ووضع الوقت لنستغلّهُ، لذلك لابد من معرفة قيمة الوقت وأهميته في الإسلام.

 

وللوقت- كأي قيمة من القيم- خصائص ومزايا، كما أن له منزلة ومكانة في الإسلام، فقد خلق الله الإنسان، وكلفه تكاليف، وطلب منه أداءها، وأعانه على ذلك بنعم لا تعدُّ ولا تحصى، ومنها نعمة الوقت لينفذ فيه ما كلفه به، وطلب منه أداءه، قال تعالى: {يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأَبْصَارِ} [النور: 44]، وقال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا} [الفرقان: 62].

 

وعلى كل مسلم أن يحرص على استغلال كل ذرة من عمره المحدود في محاولة كسب رضا الله تعالى للفوز بالجنة والابتعاد عن النار، قال تعالى: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ<7> وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ<8>"، سورة الزلزلة:7-8.

 

فالوقت سلاح ذو حدين ينفع إن أحسن استغلاله، ويضر إن أُسيء استغلاله، فإذا أحسن الإنسان استغلاله وملأه بالنافع المفيد كان خيرًا وبركة، وإن أساء الإنسان استغلاله وملأه بالضار كان شرًّا ونقمة، وقد ساق الله في كتابه صورتين؛ الأولى: لمن أحسنوا الانتفاع بأوقاتهم فكان مآلهم حسن العقبى، قال تعالى: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ * قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ * فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ * إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} [الطور: 25-28]. والأخرى: لمن أساءوا الانتفاع بأوقاتهم، فكان مآلهم سوء العقبى، قال تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ * وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِير} [فاطر: 36، 37].

 

ويوضح القرآن الكريم للإنسان كيف يستغل وقته الاستغلال الأمثل للفوز بحياة كريمة، قال الله تعالى: "وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا" سورة الطلاق: 2-3، وَقَد رُوِيَ عَن أبي ذَرّ عَنِ النبي صلى الله عليهِ وسلّم قال: (لو أخَذَ النّاسُ كُلّهُم بهذِهِ الآية لَكَفَتهُم)، وبالتالي نَتَعَلّم مِن هذا الأمر أنّ الإنسان الذي يستغلّ وَقتَهُ فِي طاعةِ الله والابتعادِ عَن نَواهِيه سَيَجعَلُ الله له فِي كُلّ ضيقٍ ومشاكِل الحياة مَخرَجاً ويرزقهُ رزقٌاً مِن حَيثُ لا يدري، فالحياةِ الكريمة صَعبَةِ المنال لا يٌمكن أن تأخُذَها سِوى برضى الله عليك واستغلالُ الوَقِت فِي طاعَةِ الله.

 

سُأل الفُضيل بن عِياض - رحمه الله - رجلاً، فقال له: كم عمرك؟ فقال الرجل: ستُّون سنة، فقال الفضيل: فأنت منذُ ستين سنة تسير إلى ربكَ، تُوشك أن تصل، فقال الرجل: إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، فقال الفضيل: مَن عرف أنَّهُ عبد لله، وأنَّه راجعٌ إليه، فليعلم أنهُ موقوفٌ ومسؤولٌ، فليعدَّ للسؤالِ جوابًا، فقال الرجلُ: ما الحيلةُ؟ فقال الفضيل: يسيرة، تُحسنُ في ما بقيَ، يُغفر لك ما مضى، فإنَّكَ إن أسأتَ فيما بقيَ، أُخذتَ بما مضى وما بقي.

 

ويقول ابن مسعود - رضي الله عنه -: "ما ندمتُ على شيءٍ ندمي على يومٍ غرَبَت فيه شمسُهُ، نقص فيه أجلي، ولم يزدَدْ فيه عملي".

 

والإسلام يعلّم الإنسان أن يُنفِقَ وَقتَهُ إنفاقاً استثماريّاً وليسَ استهلاكيّاً: الحياة المليئةِ بالروتين قاتِلَة مِثِل الأكل، والنوم، الذهاب إلى العمل وهكذا، مِن دُونِ وجودِ مغذ لروج الإنسان مثل (الصلاة، والزكاة، والكلام الطيّب، وحجّ البيت، والصوم، وغيرهِ مِنَ الأعمال الصالحة)؛ فهي التي تجعل تجارة الإنسان ناجحة وتدخل الطمأنينة على قلبه ويولّد شعور أهمية الوقت لديه، فقد كان الرسول عليهِ السلام يصلّي ليرتاح من هموم الدنيا وليس من أجل أن يرتاح منها ويؤديها.

 

فَلا تَجعَل حياتك مثل الأنعام وامدُد حبلاً بينك وبين الله حتّى يكون الله معك في كل خطوة تخطيها في حياتك، وتنعم بالراحة والطمأنينة خصيصاً إذا أردتَ حَياةً لا خوف فِيها، فالوقت عبارة عَن لِعبَةٍ زَمنيّة، لا تسمح للوقت والحياة أن يسيّرا حياتَكَ كَما تُريد بَل أنت سَيّرها نَحوَ الطريق الصّحيح لتَكُونَ حَياتُكَ ذُات مَعنى، والطريق الصّحِيح هو الذي سَيُعلّمكَ أهميّةِ الوقت، وَقَد قال الله تعالى: (وَالْعَصْرِ<1>إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ<2>إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ<3>)سورةِ العصر.



الكلمات المفتاحية

أهمية الوقت اغتنم خمسا قبل خمس الوقت في الإسلام إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فليغرسها

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled اهتم الإسلام بالوقت وأقسم الله به في آيات كثيرة فقال الله تعالى (والعصر إن الإنسان لفي خسر), وقال تعالى (والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى), كما قال ا