أخبار

ما الحكمة من موت الفجأة لبعض الناس دون أية مقدمات؟ (الشعراوي يجيب)

ليس كل الكذب مرفوضًا.. تعرف على الكذب المحمود

من هم أهل الحوض الذين سيشربون من يد النبي الشريفة يوم القياية؟ وماذا كانوا يفعلون؟

كيف تعرف خروج الكلام من القلب دون غيره؟

"لا يكلف نفسًا إلا وسعها".. تقصير الأبناء متى لا يكون عقوقًا للوالدين؟

أترضاه لأمك؟.. ماذا نفعل مع شواذ الأخلاق وخوارج الفطرة؟

تعرضت للتحرش 4 مرات في طفولتي ومراهقتي وأكره نفسي وأفكر في الانتحار وقتل رضيعتي.. أرشدوني

العفو من شيم الصالحين.. كيف أتخلق به؟

أتذكر المعصية بعدما تبت منها.. كيف أحفظ خواطري؟

تعرف على منزلة النية وأثرها في قبول الأعمال

كيف ترضا بقضاء الله.. وما الفرق بينه وبين الصبر على البلاء؟

بقلم | محمد جمال حليم | الثلاثاء 24 اكتوبر 2023 - 06:53 ص
المؤمن متعبد بالرضا بقضاء الله وتعالى وقدره وهى منزلة عليا يحبها الله تعالى من عباده المؤمنين.

كذلك هم متعبدون بالصبر على على البلاء وما يقع لهم من مكاره وعوائق وعقبات وأنور تغلب عليهم تقع بإذن الله تعالى.

 منزلة الرضا:

ومنزلة الرضا منزلة عظيمة لا يحققها الا مؤمن يحب الله قلبه مطمئن، وقد روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال لابن عباس: إن استطعت أن تعمل لله بالرضا مع اليقين، فافعل، فإن لم تستطع، فإن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا.

الفرق بين الرضا والصبر:

وهناك فرق بين منزلتى الرضا والصبر، فالصبر كف النفس، وحبسها عن التسخط، مع وجود الألم، وأما الرضا: فهو انشراح الصدر، وسعته عند وقوع المصيبة، وإن وجد الإحساس بأصل الألم، قال ابن رجب في نور الاقتباس في مشكاة وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- لابن عباس: وقوله -صلى الله عليه وسلم-: واعلم أن في الصبر على ما تكره خيراً كثيراً ـ وفي رواية عمر مولى غفرة، عن ابن عباسٍ زيادة قبل هذا الكلام، وهي: فإن استطعت أن تعمل لله بالرضا في اليقين، فافعل، وإن لم تستطع، فإن في الصبر على ما تكره خيراً كثيراً... فإذا نظر المؤمن بالقضاء، والقدر في حكمة الله، ورحمته، وأنه غير متهم في قضائه، دعاه ذلك إلى الرضا بالقضاء، وقال الله: ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه {التغابن 11} قال علقمة في هذه الآية: هي المصيبة تصيب الرجل، فيعلم أنها من عند الله، فيسلم لها، ويرضى.
وعليه فحقيقة الفرق بين الصبر، والرضا: أن الصبر كف النفس، وحبسها عن التسخط مع وجود الألم، والرضا يوجب انشراح الصدر، وسعته، وإن وجد الإحساس بأصل الألم، لكن الرضا يخفف الإحساس بالألم، لما يباشر القلب من روح اليقين والمعرفة، وقد يزيل الإحساس به بالكلية على ما سبق تقريره، ولهذا، قال طائفةٌ كثيرةٌ من السلف، منهم عمر بن عبد العزيز، والفضيل، وأبو سليمان، وابن المبارك، وغيرهم: إن الراضي لا يتمنى غير حاله التي هو عليها، بخلاف الصابر ـ وقد روي عن طائفةٍ من الصحابة هذا المعنى أيضاً، وأنهم كانوا لا يتمنون غير ما هم عليه من الحال، منهم عمر، وابن مسعودٍ .

بيان أهمية الرضا وفضله:

ومن يتتبع أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وآيات القرآن الكريم يجدها تحث فى أكثر من موضع على أهمية الرضا بالله وعن الله، وفي الحديث الصحيح، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يقضي الله للمؤمن من قضاءٍ، إلا كان خيراً له، إن أصابته سراء شكر، كان خيراً له، وإن أصابته ضراء فصبر كان خيراً له، وليس ذلك إلا للمؤمن ـ وقد دل القرآن على مثل هذا المعنى، في قوله تعالى: قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين {التوبة 51، 52} فأخبر أنه لن يصيبهم إلا ما كتب لهم، فدل على أنه لهم بكل حالٍ، سواءً كان مما يلائم، أو لا يلائم، وأخبر أنه تعالى مولاهم، ومن تولاه الله لم يخذله، بل هو يتولى مصالحه، قال تعالى: وإن تولوا فاعلموا أن الله مولاكم نعم المولى ونعم النصير {الأنفال 40} ثم عقب ذلك بقوله: قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين {التوبة 52} يعني إما النصر، والظفر، وإما الشهادة، وأيهما كان، فهو حسن، وخرج الترمذي، من حديث أنسٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي، فله الرضا، ومن سخط، فله السخط.

اسباب الرضا بالقضاء:

وللرضا بالقضاء أسباب كثيرة ذكرت الأمانة العلمية لإسلام ويب بعضها ومنها: يقين العبد بالله، وثقته بأنه لا يقضي للمؤمن قضاءً، إلا وهو خيرٌ له، فيصير كالمريض المستسلم للطبيب الحاذق الناصح، فإنه يرضى بما يفعله به، من مؤلم، وغيره، لثقته به، ويقينه أنه لا يريد له إلا الأصلح...

ومنها: النظر إلى ما وعد الله من ثواب الرضا، وقد يستغرق العبد في ذلك حتى ينسى ألم المقضي به، كما روي عن بعض الصالحات من السلف: أنها عثرت، فانكسر ظفرها، فضحكت، وقالت: أنساني لذة ثوابه، مرارة ألمه.

ومنها: وهو أعلى من ذلك كله -الاستغراق في محبة المبتلي، ودوام ملاحظة جلاله، وجماله، وعظمته، وكماله، الذي لا نهاية له، فإن قوة ملاحظة ذلك يوجب الاستغراق فيه، حتى لا يشعر بالألم، كما غاب النسوة اللاتي شاهدن يوسف عن ألم تقطيع أيديهن. بمشاهدته....

الكلمات المفتاحية

الرضا الصبر القضاء والقدر

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled المؤمن متعبد بالرضا بقضاء الله وتعالى وقدره وهى منزلة عليا يحبها الله تعالى من عباده المؤمنين.