مرحبًا بك يا عزيزي..
قلبي معك.
القسوة، والتعالي، والعناد، وعدم قبول الشريك كما هو، هي من أكبر أسباب الطلاق العاطفي،
وهي بلا شك تؤدي لإبتعاد كل من الشريكين عن بعضهما البعض، لذا فإن البحث في أسباب المرض يا عزيزتي هو السبيل للعلاج، إن نظرة متأملة للوصية بالمودة والرحمة، والمعاملة بمعروف في العلاقة الزوجية، نعرف منها كيف يفعل العكس بالعلاقة .
المؤكد أن هذا الصمت والجفاء لم يزوركم ويستوطن بيتكم وعلاقتكم، إلا بعد تراكم عدة مواقف، سوء تصرف، ثم كتمان للغضب وتفضيل لعدم الصراحة، أو للصراحة غير المرغوب فيها، والتى تكون على شكل صراخ وصوت عالى وشجار وعتاب، مما يمزق نسيج العلاقة ويشوه صورة كل من الشريكين لدى الآخر، فيصبح مصدرًا للكدر، والضيق، وما من حل سوى بالإنفصال عنه كليًا، أو جزئيًا بالخرس والجفاء العاطفي.
لكننا دائمًا نقول أن المجيء متأخرًا خير من عدمه، لازال هناك أمل في بذل جهد ربما تنصلح الأحوال، فإصلاح حياتك معه تحتاج إلى مبادرة، فلم لا تتسلمين أنت زمامها؟!
تلك الحياة التي تفتقد إلى الحيوية والبهجة، بحاجة إليك يا عزيزتي، فلا أحد مثل المرأة يستطيع فعل ذلك، حياتك التي هي بغرفة الإنعاش بعد هذه الأعوام من البناء تستحق منك ذلك، فمهما ضن لا تضني ولاتبخلي ولا تستكثري.
لايتودد هو، توددي أنت، اكسري حاجز الصمت اللعين هذا، وإن وجدت صدًا في البداية وهذا متوقع، فاصبري ودعي الوقت يلعب لعبته، ادمني الطرق وسيفتح الباب، ثم أضفي روح الحيوية على العلاقة بـ " اللعب" مثلًا ، نعم إلعبي معه ألعابًا يحبها سواء كان ذلك في المنزل أو الهواءالطلق في النادي أو الحدائق، أضفى روح الفكاهة والمرح قدر المستطاع، لا مانع من التفكير والبحث عن لغة حوار جديدة بينكما، فالشجار والعصبية وتبادل الإتهامات هي لغة حوار مميتة للعلاقة، يمكنك مثلًا طرح نقاشًا يثير اهتمام زوجك، تحدثي في موضوع جديد تعلمين أنه في نطاق اهتمامه سواء كان متعلقًا بعمله، هواياته، إلخ .
فكري يا عزيزتي ولن تعدمي الحيلة، أنت فقط بحاجة لتحفيز نفسك، وشحذ ارادتك، لبذل هذاالجهد واحسان الظن بالله، واحتساب النية.
ولو فشلت كل محاولات هذه لاعادة الحياة لحياتك الزوجية، تواصلي فورًا مع معالج/ة زواجي/ة ماهر/ة وثقة كخطوة أخيرة للإصلاح، ولكن لا تقدمي على طلب طلاق أبدًا قبل هذه الخطوة.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.