بقلم |
محمد جمال حليم |
الاربعاء 31 يوليو 2024 - 02:21 ص
من الأمور التى وعد الله عليها بالثواب العظيم والأجر العميم الصبر قال تعالى:" إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب". معنى الصبر :
وإذا كان كل إنسان سيبتلى، وليس أحد منفك عن البلاء، وجب على المرء أن يتعلم الصبر ويتقنه؛ فإنه واجب، والرضا مستحب. والصبر عرفوه بأنه: "خلق جميل يمنع من فعل مالا يحسن".. وقيل هو: "قبول البلوى بلا شكوى".
الحكمة من الصبر: والصبر هو اختبار بسيط جدا على تحمل العبد امتحانات الدنيا ليرتفع بها درجات عند الله وتمحى بها السيئات، قال سبحانه: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}[محمد:31].
وللصبر ثلاثة أقسام: صبر على الطاعة، وصبر عن المعصية، وصبر على أقدار الله المؤلمة. فالصبر على الطاعات: بحمل النفس عليها، والقيام بها على وجهها، والاستمرار فيها طاعة لله ومحبة له وطلبا لرضاه. والصبر عن المعصية: بكف القلب عن تشَهِّيها، وكفّ النفس عن التطلع إليها، وكف الجوارح عن الوقوع فيها.. وأعظم ما يكون ذلك في الخلوات حين تتمكن من المعصية وتغيب عن عيون الناس، فعند ذلك يظهر الصابرون من الكاذبين. والصبر على أقدار الله المؤلمة: أي على المصائب والابتلاءات في الأموال والأنفس والثمرات.
أركان الصبر:
يقوم على ثلاثة أركان: حبس النفس عن التّسَخُّط بالمقدور، فلا يكون في نفسك اعتراضٌ على الله تعالى. وحبس اللسان عن الشكوى، فلا يتلفظ بما يُشعِر بعدم الرضا.
أمور تعين على الصبر : ولكى ينال العبد جزاء الصابرين لابد أن يحقق الصبر ولكي يحقق الصبر يمكنه الاستعانة بعدة أمور ومنها دعاء الله وطلب العون منه أيضا التفكر في جزاء الصابرين ، فالصبر في أوله صعب لكن عاقبته أحسن العواقب: الصبر مثل اسمه مر مذاقته .. .. لكن عواقبه أحلى من العسل فأول عواقب الصبر: أن الله يحب الصابرين وهو سبحانه معهم يعينهم ويوفقهم، قال سبحانه، {وَاصْبِرُواۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}[الأنفال:46]، وقال: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}[آل عمران:146]. أيضا مما يعين على الصبر معرفة اجر الصابرين قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)}[البقرة:155ــ157]. أيضا أن عاقبة الصبر الجنة: ففي صحيح البخاري: (إنَّ اللَّهَ قالَ: إذا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بحَبِيبَتَيْهِ، فَصَبَرَ؛ عَوَّضْتُهُ منهما الجَنَّةَ. يُرِيدُ عَيْنَيْهِ).. وعند الترمذي من حديث أبي موسى الأشعري : (إذا ماتَ ولَدُ العبدِ قالَ اللَّهُ لملائِكتِهِ: قبضتم ولدَ عبدي؟ فيقولونَ: نعم. فيقولُ: قبضتُم ثمرةَ فؤادِهِ؟ فيقولونَ: نعم. فيقولُ: ماذا قالَ عبدي؟ فيقولونَ: حمِدَكَ واسترجعَ. فيقولُ اللَّهُ: ابنوا لعبدي بيتًا في الجنَّةِ وسمُّوهُ بيتَ الحمْدِ).
ومما يعين على الصبر التَسَلِّي والتعزِّي بموت رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال عليه الصلاة والسلام: (يا أَيُّها الناسُ! أَيُّما أحدٍ من المؤمنينَ أُصِيبَ بمصيبةٍ، فلْيَتَعَزَّ بمصيبتِه بي عن المصيبةِ التي تُصِيبُه بغيري، فإنَّ أحدًا من أُمَّتي لن يُصابَ بمصيبةٍ بعدي أَشَدَّ عليه من مصيبتي).