المحافظة على أموال الغير وصيانتها من الأمور التي حث عليها الإسلام بل بالغ في المطالبة بالمحافظة عليها لاسيما أموال الصدقة.
المحافظة على مال اليتيم:
ومن أموال الغير التي أدت آيات القرآن وأحاديث النبي بصيانتها وعدم المساس بها مال اليتيم فله حرمة وله عناية خاصة ومن يأخذ بمنه بلا حق متوعد بالعقاب يقول الله تعالى: "إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون فى بطونهم نارا وسيصلون سعيرا"، فهذه الآية تنهى عن أكل مال اليتيم ظلما أي بغير حق ، فإن كان بحق فلا مانع منه .
كما توعد القرآن وحذر في أكثر من موضع من المساس بها من هذا قوله تعالى: ( ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن )، وحدد القرآن جزاء من يتعدى على مال اليتيم فقال: ( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً) [النساء: 10]، أي إذا أكلوا مال اليتامى بلا سبب، فإنما يأكلون في بطونهم ناراً.
عقوبة من يأكل مال اليتيم:
ومما من جاء في السنة النبوية المطهرة مما يدل على التحذير الشديد من أكل مال اليتيم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يبعث يوم القيامة القوم من قبورهم تأجج أفواههم ناراً، قيل: يا رسول الله من هم؟ قال: إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً"، وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحرِّج مال الضعيفين المرأة واليتيم".
حرص النبي على مال الغير:
وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يحافظ على أمانات الناس قبل البعثة وكان يلقب بينهم بالصادق الأمين فإن الإسلام اهتمت تشريعاتها كلها بالمحافظة على مال الغير بصفة عامة خاصة اموال الصدقات ومما يدل على ذلك عقبة بن الحارث رضي الله عنه فيقول: (صَلَّيْتُ وراء النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة العصر، فسلَّم ثم قام مسرعاً، فتخطَّى رقاب الناس (مرَّ بهم وهم جلوس) إلى بعضِ حُجَرِ (جمع حجرة) نسائه، ففَزِعَ الناس من سرعته! فخرج عليهم، فرأى أنهم عَجِبوا مِن سُرْعته، فقال: ذَكَرْتُ شيئاً من تِبْرٍ (ذهب أو فضة) عندنا، فكَرِهْتُ أن يَحْبسني، فأمرتُ بقِسْمَته) رواه البخاري. وفي رواية أخرى قال صلى الله عليه وسلم: (كنت خلَّفت (تركت خلفي) في البيت تِبراً من الصدقة، فكرهتُ أن أبيِّته (أتركه حتى يدخل عليه الليل)، فقسمتُه). وقد ذكر البخاري.