أخبار

مظلوم في البيت والعمل ومع الناس؟.. روشتة نبوية تدخلك الجنة

الزم المروءة لنجاتك في الدنيا والتقوى للنجاة في الآخرة

هل يؤاخذنا الله بما استقر في النفوس؟ ولم نترجمه إلى أفعال؟ (الشعراوي يجيب)

3حقوق لو فعلتها لوجدت الله عندك يفتح لك أبواب كل شيء

ما هي حقوق الزوج بعد اكتشافه مرض زوجته؟

مسح الرسول على وجهه.. فكان يضيء في البيت المظلم

حسن الظن بالله سفينة النجاة في بحر الظلمات.. تعرف على صوره

هل الإنسان ظلم نفسه بتحمل الأمانة من الله؟.. تعرف على المفهوم الصحيح للآية

جامعية وأشعرأنني عاجزة وفاشلة ومستقبلي مظلم .. ماذا أفعل؟

الفقير أعلم باحتياجاته.. فلا تفتئت عليه واترك له الحرية في تحديد أولوياته

"ونفس وما سواها".. طرق الوقاية من الفجور والوصول إلى التقوى

بقلم | أنس محمد | الاربعاء 10 يناير 2024 - 06:01 ص

أولى الخالق جل في علاه، النفس البشرية، اهتمامًا أكبر من غيرها من المخلوقات الأخرى، تجلى في الإشارة إليه في أكثر من موضع بالقرآن، وإن دل ذلك فإنما يدل على ما لها من مكانة لديه، وعظم وظيفتها ودورها في الحياة، واختيارها لحمل الأمانة العظمى، ومن أجل ذلك فقد سخر الكون لها، في سبيل تحقيق الغاية من وجودها على الأرض، وهي إعمارها. 

والنفس أصناف شتى، كما ورد في القرآن الكريم:

. النفس الأمارة: وهي التي تأمر الإنسان بالسيئات، والتي قال عنها القرآن الكريم: "وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ".

. النفس اللَّوامة: وهي التي تندَم بعد ارتكاب المعاصي والذنوب فتلوم نفسها والتي قال عنها القرآن الكريم: "وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ".

. النفس المطمئنة: وهي النفس الآمنة التي لا يستفزها خوف ولا حزن والواصلة إلى مرحلة الاطمئنان والراحة والطاعة التامة لأوامر الله والمشمولة بعناياته الربانية، والتي قال عنها القرآن الكريم: "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ".

. النفس الراضية: وهي النفس التي رضيت بما أوتيت، والتي قال عنها القرآن الكريم: "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً".

. النفس المرضية: وهي النفس التي رضي الله عَزَّ وجَلَّ عنها و التي قال عنها القرآن الكريم: "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً".

. النفس المُلهَمَة: وهي النفس التي ألهَمَها الله عَزَّ و جَلَّ و التي قال عنها القرآن الكريم: "وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا".

وأحسن أنواعها هي النفس المطمئنة، ثم النفس اللوّامة التي يُعبَّر عنها أحيانًا بالضمير حين يحاسب الإنسان بعد الفعل، لأنها تنبهه إلى ذلك الخطأ الذي ارتكبه، فلا يعود إليه ثانية، إذا ما أحسنت العظمة، واستفادت من أخطائها.

وفي سورة "الشمس"، أقسم الله بسلسة من آياته الكبرى في دلالة على عظم المقسم عليه: "وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا"، إلى أن قال: "وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا"، خلقها الله سوية مستقيمة على الفطرة القويمة، وبما يعتريها من حب وغضب وورضا وتقصير، فإنه يرشدها إلى طريقين: "الخير، والشر"، ولا ثالث لهما: "فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا".

وفي الحديث أن "رجلاً من مزينة - أو جهينة - أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، أرأيت ما يعمل الناس فيه ويتكادحون، أشيء قضي عليهم ومضى عليهم من قدر قد سبق، أم شيء مما يستقبلون مما أتاهم به نبيهم، وأكدت به عليهم الحجة؟ قال: "بل شيء قد قضي عليهم". قال : ففيم نعمل؟ قال: " من كان الله خلقه لإحدى المنزلتين يهيئه لها، وتصديق ذلك في كتاب الله: "وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا".

وجواب القسم هو: "قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا"، يحتمل أن يكون المعنى قد أفلح من زكى نفسه، أي بطاعة الله كما قال "قتادة" وطهرها من الأخلاق الدنيئة والرزائل، "وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا" أي دسسها، أي أحملها ووضع منها بخذلانه إياها عن الهدى حتى ركب المعاصي وترك طاعة الله عز وجل.

 ومن المزايا العظيمة التي أعطاها الله للنفس البشرية، أنها إذا أخطأت علمت بخطئها، لأن فطرته السوية تقوده إلى ذلك، فالنفس إذا حادت عن منهج الله، أو ضلت الطريق الذي أرشده الله إليه، تعلم ذلك علم اليقين، وهناك من ترده "النفس اللوامة"، أو يسير في طريقه اتباعًا لهوى النفس "الإمارة بالسوء".

والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني"، دعوة لأن يحاسب الإنسان نفسه قبل أن يحاسبه ربه، وذلك مما قد يعفيه من حساب أعظم، إذا تاب وحسنت توبته، ومن أجل هذا، فمحاسبة النفس ضرورة لتقويم إعوجاجها، وتهذيب سلوكها.

يقول ميمون بن مهران: "إن التقي أشد محاسبة لنفسه من سلطان عاص ومن شريك شحيح"، ويقول أيضًا: "لا يكون العبد تقيًا حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه، ولهذا قيل: النفس كالشريك الخوان إن لم تحاسبه ذهب بمالك"، وقال الحسن البصري: "إن المؤمن والله ما تراه إلا يلوم نفسه على كل حالاته، يستقصرها فيندم ويلوم نفسه، وإن الفاجر ليمضي قدمًا لا يعاتب نفسه".

وقد ورد عن عمر بن الخطاب: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ووازنوها قبل أن توازنوا، حاسبوا أنفسكم بأعمالها وطالبوها بأداء المفروض عليها والأخذ من فنائها لبقائها"، وعنه: "ما أحق الإنسان أن تكون له ساعة لا يشغله شاغل، يحاسب فيها نفسه فينظر فيما اكتسب له وعليها، في ليلها ونهارها".

ومن طرق تهذيب النفس:

- الوقاية: وإذا كانت الحكمة تقول: الوقاية خير من العلاج، فأولى بك أن تقي نفسك شرها، وأن تحسن أدبها، فلا تسقط في المحظور، ولا تنزلق إلى الهاوية، وتجنب ما يؤدي إلى الوقوع في المعاصي والأخلاق السيئة، ولأنها في تلك الحالة تكون أقدر على مواجهة ما يبعدها عن ذلك الهدف الذي من أجله جاءت إلى الحياة.

المراقبة: هي من الوسائل الهامة في تهذيب النفس، وإنما يكون ذلك من خلال إخضاع كل تصرفات النفس لرقابة ذاتية مصدرها ذلك الضمير الذي يستطيع أن يميز بين الحلال والحرام، فيتفادى ارتكاب المحرمات، ويبتعد عن فعل الآثام.

- الإقرار بالخطأ والتراجع عنه: قد لا يفلح مع بعض الناس سبل الوقاية، فيرتكب الذنب، والمعصية، وهنا لا بد أن يقف الإنسان مع نفسه وقفة جادة، يقوم خلالها بتقييم ذلك الفعل، فالاستغفار بدايته الإقرار، والاعتراف بذنب أولاً، ومن ثم العزم على عدم العودة إلى ما ارتكبه مجددًا، فإن حسنت توبته وصدقت نيته، قبلت توبته من الله.

- النظر في مآلات الذنب والمعصية: قد يكون من الأجدى للبعض أن ينظر في عاقبة تصرفاته، وفي نتائج أعماله في الآخرة، وفيما سيحصل له، لو أنه استمر في ولوج ذلك الطريق، دون توقف، لأنه إذا تذكر العقاب وقتها، فإن هذا التفكر سيلجم الإنسان عن ارتكاب ما يؤدي إلى سوء العاقبة.



الكلمات المفتاحية

ونفس وما سواها أنواع النفس في القرآن النفس اللوامة النفس الامارة بالسوء النفس المطمئنة

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled أولى الخالق جل في علاه، النفس البشرية، اهتمامًا أكبر من غيرها من المخلوقات الأخرى، تجلى في الإشارة إليه في أكثر من موضع بالقرآن، وإن دل ذلك فإنما يدل