مرحبًا بك يا عزيزي..
قلبي معك.
أقدر مشاعرك، وأتفهم خبرتك المؤلمة.
لقد كنت صادقًا جادًا، وما يحدث لك من شعور بالغضب، والحزن، والانهيار، طبيعي لأنك انسان، ولكن مشاعرالألم المزعجة تلك وحتى هذا الصراع وعلى الرغم من أنها مشاعر ليست ايجابية إلا أنها نافعة جدًا لإعادة شحن قلبك بما يفيده، إنها خبرة مؤلمة لكنها معلمّة وهذه مهمة التجارب، وكما لكل قلب حظه من السعادة واللذة والنشوة والأمان والحب، له نصيب أيضًا من الخذلان والفقد والفراق والتنكر والخوف والقهر والصراع .. إلخ والفيصل دائمًا هو القبول ثم التجاوز.
الآن " الواقع" وحده يفرض نفسه، ولابد أن تتعامل مع الواقع، الحقيقة.
الواقع الآن أن ماحدث، حدث بالفعل، وما يهمنا هو الدروس المستفادة، والتي هي:
أهم درس في رأيي ياعزيزي ولابد أن تعيه جيدًا حتى لا يتكرر ما حدث مع خطيبتك القادمة هو " القرب" الحقيقي في العلاقة، فليس تأجج العاطفة أو المشاعر دليل قرب ولا نجاح، وإنما القرب هو التعرف على احتياجات النفس والشريك، كسر الحواجز المتعلقة بالمخاوف بالمصارحة والحديث عنها وتبديدها، القرب هو أن تحس بمشاعرها وإن لم تنطق بها وهي كذلك، وهو ما يبدو أنه لم يحدث مع خطيبتك السابقة، هذا هو الصحي في العلاقات، وبدونه تكون " مزيفة "، لقد وصفت خطيبتك السابقة بالمخادعة والحقيقة أن كلاً منكما كان يخدع " نفسه "، لم يفهم نفسه ولا الآخر.
الدرس الثاني هو أن أخطاء العلاقات تنضجنا، فندخل من جديد في علاقات يكللها النجاح هذه المرة، وهناك بون شاسع بين أن تكون ناضجًا في العلاقة وغير ناضج، فالناضج يشعر بحقيقة العلاقة لا سطحيتها، يشعر بنقائها ولا يسمح للشوائب أن تلوثها أو تكدرها عليه، الناضج يدرك التزييف ولا يسمح به لا من ناحيته ولا من ناحية شريكه فهو لا يهدر طاقته ولامشاعره في اللاشيء.
الدرس الثالث هو عدم مصارعة الماضي، فلا أحد ينسي ماضيه، كلنا نتكون من ماضى وحاضر ومستقبل، الماضي تتراجع صورته فقط لكنه لن ينمحي، ودورك أن تكف عن " العيش " فيه، إنه أصبح " تاريخ " وصراعك معه يحييه، ويغصصك، وينكد عليك حاضرك، فاخرج من أسره فورًا، وربما خطؤك الذي يغرقك في المعاناة والنهيار، هو ذاك.
الدرس الرابع أنك محظوظ، نعم، لأن هذه العلاقة غير الناضجة لم تكتمل، فاستمرار علاقة بهذا الخلل نتائجه وخيمة، وأحيانًا بالفعل تكون الصدمة خير لنا " وعسي أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم "، ما حدث اليوم هو أرحم وأهون بكثير مما كان سيحدث في الغد.
وأخيرًا، رفقًا بنفسك، امنحها الفرصة لكي تهدأ وتتعافى وتسعد، فالوقت جزء مهم لذلك.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
الزواج ليس نهاية الحكاية .. 7 أشياء يبحث عنها الرجل في المرأةاقرأ أيضا:
قواعد الحزن السبعة.. هكذا تواجهها