ضيق الرزق، هي الشكوى الشائعة بين الناس هذه الأيام، لكن ترى البعض منهم يتساءل دائمًا في حسرة ما السبب؟، والحقيقة أن لضيق الرزق عدة أسباب، ففي النهاية يقدر الله الرزق لمن يشاء ويقدر، إلا أنه سبحانه وتعالى منحنا بعض الحلول للنجاة من هذا الأمر الصعب.

من أسباب ضيق الرزق: قلة التوكل على الله، ذلك أن التوكل على الله تعالى من أعظم أسباب الرزق، والعكس صحيح فقلة التوكل وكثرة التفكير والظن بأنّ التدبير يقع على عاتق العبد هو أحد أهم أسباب ضيق الرزق.. والذنوب والمعاصي.. وكسب المال الحرام.. وعدم أداء الحقوق المالية.. وقطع الأرحام.. وقلة السعي على الرزق.

فإن كنت تقع في واحدة من ذلك، فاقلع عنها من فورك، والجأ إلى الله بالتوبة والاستغفار فهو الذي وعد بأن الاستغفار يزيد الرزق، قال تعالى: « فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا (12) » ( نوح ).

روشتة لسعة الرزق

ويروى أنه جاء رجل إلى أمير المؤمنين الإمام علي ابن أبي طالب رضي الله عنه، فقال إني أجد في رزقي ضيقًا، فقال له : لعلك تكتب بقلم معقود فقال لا.. قال لعلك تمشط بمشط مكسور فقال لا.. قال لعلك تمشي أمام من هو أكبر منك سنًا فقال لا.. قال لعلك تنام بعد الفجر فقال لا.. قال لعلك تركت الدعاء للوالدين.. قال نعم يا أمير المؤمنين .. قال: فاذكرهما فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : (ترك الدعاء للوالدين يقطع الرزق).

فلا تبخل على والديك بدقيقتين من وقتك بالدعاء لهما بعد كل صلاة (اللهم يا ذا الجلال و الإكرام يا حي يا قيوم ندعوك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت، اللهم اجعل أمي وأبي ممن تقول لهما النار : " أعبرا فإن نوركما أطفأ ناري".. اللهم اجعل أمي وأبي من أهل الجنة).

اقرأ أيضا:

نسمع عن عذاب القبر.. ماذا عن نعيمه؟

حكمة إلهية

وعلى كل مسلم أن يعلم يقينًا أن الله يرزق من يشاء وقتما شاء، فهو سبحانه الملك، وله حكم لا يعلمها سواه في مسألة توزيع الرزق هذه، بينما على الإنسان فقط الصبر والرضا والحمد، والاستغفار، علّ الله يرفع عنه ضيق الرزق، ويوسع له في رزقه.

ويقول الإمام محمد متولي الشعراوي رحمه الله، في تفسيره للآية الكريمة، «وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ»، إنه لو وسع الله سبحانه الرزق على جميع عباده وكثره عندهم وأعطاهم فوق حاجتهم لطغوا وظلموا وتكبروا فى الأرض وفعلوا ما يتبع الكبر من العلو والفساد ولكن يرزقهم الله تعالى من الرزق ما يختاره مما فيه صلاحهم وهو أعلم بذلك بتقدير محكم فيوسعه على من يشاء ويضيقه على من يشاء تبعًا لما اقتضت حكمته تعالى، ولفت إلى أن الله تعالى ختم الآية الكريمة بقوله: «إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ»، أى أنه سبحانه محيط علمًا بما خفى وظهر من أمور الناس ويعلم ما تصير إليه أحوالهم فيقدر بحكمته لكل ما يصل شأنه ولو أغناهم جميعًا لبغوا ولو أفقرهم جميعًا لهلكوا، وقد يبغى الفقير ولكن ذلك قليل والبغى من الغنى أكثر وقوعًا.