الابتلاءات التي تواجه الإنسان في حياته عديدة، ولكن لعل أبرزها هو ابتلاء (عدم التوفيق)، أي أنك تكون غير موفق في أمور كثيرة، (في التعليم، والعمل، والزواج)، وهكذا، برغم أنك سعيت وبذلت كل جهدك، فما الحل؟.


الحقيقة أن هذا البلاء لا يكون في جانب واحد فقط، وإنما من الممكن أن يكون في أشياء عديدة مثل: (عدم التوفيق في الأهل، عدم التوفيق في الشغل، عدم التوفيق في حياتك الشخصية، عدم التوفيق في الأصدقاء، عدم التوفيق في الزواج أو إختيار شريك حياتك، وغيرهم الكثير).. كما أن هذا البلاء ربما لا يكون له علاقة بعلاقتك بالله، فقد يكون الله بالفعل راضٍ عنك، وأنت تؤدي فروضك على أكمل ما يكون، لكنه يختبرك عزمك أكثر وأكثر، وهذه أمور لا يشعر بها إلا المقربين من الله فقط.

اقرأ أيضا:

تسييس خلافات الصحابة والجرأة عليهم..هذه هي خطورتها

إنسان سوي

فقد تكون بالفعل إنسان سوي، وعلى علاقة طيبة بالله عز وجل، تؤدي فروضك على أكمل ما يكون، وتقرأ القرآن، ولا تحقد أو تحسد، أو تتبع أخبار الناس، ولا تأذي أحدًا، وتدعو، وتسأل الله دائمًا التوفيق، إلا أنك تلحظ أن عدم التوفيق هو الذي يلاحقك أينما كنت، فتسأل نفسك (كيف ذلك؟).. هنا توقف قليلا واسأل نفسك بمنتهى الصراحة، ما الذي ينقصك؟، ولماذا عدم التوفيق يلاحقك؟.

المؤكد ستجد أمرًا أنت مقصرًًا فيها، ويريد الله عز وجل أن يكمل عليك تقواك، فتعود إلى رشدك فيه، فترى بعض الناس ملازمين على الصلاة في المسجد، إلا أنهم قليلي صلة الرحم، وهم لا يعلمون أن قطع الأرحام من أعظم أسباب ضيق الرزق، وعد التوفيق.. وقد يكون أحدهم مواظب على قراءة القرآن، إلا أنه يتتبع عورة الناس، وهو لا يعلم أن تتبع عورات الناس يغضب الله عز وجل عليه.. إذن فلنراجع أنفسنا جيدًا، مؤكد سنجد أمرًا نقع فيه، وبحاجة لأن نعيد أنفسنا إلى الطريق الصواب.

جناح بعوضة

أيضًا لا تنس، أن الدنيا برمتها لا تساوي عند الله جناح بعوضة، وقد يكون سبحانه مدخر لك الأفضل لك في الآخرة، فلا تبتئس، وسر في طريقك إلى الله، وإياك أن تفقد الأمل بالله عز وجل مهما أغلقت كل السبل أمامك، فمن ضاق عليه رزقه، فعليه أن يتذكر قول النبي الأكرم صلى الله عليهوسلم : «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَحْمِي عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ مِنَ الدُّنْيَا - وَهُوَ يُحِبُّهُ، كَمَا تَحْمُونَ مَرِيضَكُمْ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ، تَخَافُونَهُ عَلَيْهِ»، وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ رَوْحَ الْقُدُسِ نَفَثَ فِي رُوعِيَ؛ أَنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَكْمِلَ أَجَلَهَا، وَتَسْتَوْعِبَ رِزْقَهَا، فَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، وَلَا يَحْمِلَنَّ أَحَدَكُمُ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ أَنْ يَطْلُبَهُ بِمَعْصِيَةٍ؛ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُنَالُ مَا عِنْدَهُ إِلَّا بِطَاعَتِهِ»، فإياك أن تتوقف عن السعي، وأحسن ظنك بالله، وأعلم أن الرضا يستوجب تمام الحمد والشكر في ضراء الأمور قبل سراءها.