لماذا يقبع البعض في القاع ولا ينظر للقمة.. لماذا يظل متكاسلاً عن طال المعالي ويرضى بالدون من الأعمال.. لماذا لا تكون طموحًا وترى نفسك بين الرواد في أي مجال؟
هذه الأسئلة وغيرها تستحث الهمة وتجعلك دائم التطلع لآفاق المستقبل ليس فقط بل مشاركا في صنع ذاتك ونجاحك بلا تراجع..
الطموح غايتك للرقي بنفسك ودينك:
والدعوة للنجاح في مجالات العمل الصالح التي يعود خيرها على البشرية كلها غاية إسلامية وإنسانية سامية ولهذا كان لازما على كل مسلم الأخذ بأسباب التفوق والنجاح وإثبات الذات في كل مجال ولا يكتفي بالقليل واليسير من الأعمال.
منها كان هناك فرق بين من يدع نفسه ومن يعمل على نفسه فيطورها؛ فلا يَستوي أبدا مَن هدفُه السمو والرقي والتقدم مع مَن هدفه الكسل والدَّعة والنوم؛ قال سبحانه: ﴿ لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ ﴾ [النساء: 95]، وقال جلَّ وعلا: ﴿ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا ﴾ [الحديد: 10].
وصايا نبوية بطلب المعالي:
ومن يتأمل أحاديث النبي يجدها عالجت الأمر بسهولة ويسر واستحثت على النشاط والجد والجهد والسعي للنجاح وعدم الركون إلى المكاسب القريبة، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدل الأمة دائمًا على تطلب المعالي والتنزه عن الدنايا، فها هو يقول: " إن الله -تعالى - يحب معالي الأمور وأشرافها، ويكره سفسافها ".
ومن هديه صلى الله عليه وسلم أنه كان يحث أمته على أعلى درجات الطموح حين قال: "الجنةُ مائةُ درجة، ما بين كلِّ درجتَينِ كما بين السماءِ والأرضِ، والفردوسُ أعلى الجنةِ، وأوسطُها، وفوقَه عرشُ الرَّحمنِ، ومنها يتفجَّرُ أنهارُ الجنَّةِ، فإذا سألتُمُ اللهَ فاسألوه الفِرْدَوسَ".
فيقول: "الْمُؤْمِنُ القَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إلى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وفي كُلٍّ خَيْرٌ ، احْرِصْ علَى ما يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ باللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ، وإنْ أَصَابَكَ شيءٌ، فلا تَقُلْ لو أَنِّي فَعَلْتُ كانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللهِ وَما شَاءَ فَعَلَ، فإنَّ لو تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ.
المعالي في الدعاء:
ولم تكتف أحاديث النبي بالحث على طلب المعالي في الدنيا فقط بتحصيل مكاسبها بل في الدعاء أيضا كن طموحا وطلب أعالي الأمور فأنت تسأل ربا جواد كريما وفي الحديث عند الإمام البخاري في الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه - صلى الله عليه وسلم: ((فإذا سألتُم الله فسَلوه الفردوس؛ فإنه أوسطُ الجنة وأعلى الجنة، وفوقَه عرشُ الرحمن، ومنه تفجَّر أنهار الجنة))، وفي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدريِّ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أهل الجنة ليتَراءَون أهل الغُرَف من فَوقهم كما تتراءَون الكوكب الدريَّ الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب؛ لتفاضُلِ ما بينهم))، قالوا: يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم! قال: ((بلى والذي نفسي بيده، رجالٌ آمنوا بالله وصدَّقوا المرسلين)).
وبهذا يعلم أن شأن المسلم دائما يدور مع النجاح بل التفوق والنبوغ وتحصيل أعالي الأمور والتطلع لكل جميل ممكن والأخذ بأسباب الريادة .. ولا تترك نفسك للدنيا فتكسل وتركن إليها بهذا حثنا اسلام بغض النظر عن مجال التفوق علميا كان أو مهنيا أو حرفيا الأهم أن يكون وسيلة خير لك وللبشرية كلها تريد به ودجه الله.