أخبار

هل تصح التوبة من ذنب مع الإصرار على ذنب آخر؟

إسلام داهية العرب.. القصة كاملة

مترجم الرسول.. صحابي يتعلم لغة كاملة في 14 يومًا فقط

بناء الثقة في النفس واحترام الذات.. كيف يتم؟

دعاء صلاح الذرية والأبناء

دراسة تكشف عن العلاقة بين رائحة الطعام والسمنة

سلالة جديدة من الجدري "أشد فتكا" تثير مخاوف من انتشارها عالميًا

تسييس خلافات الصحابة والجرأة عليهم..هذه هي خطورتها

حفل على سفينة حضره فقير.. ماذا حدث؟ (من عجائب التوبة)

كيف تخاف والله هو وكيلك؟!.. قصص غريبة ورائعة يكشفها عمرو خالد

10فضائل ذهبية للخوف من الله ..الكف عن المعاصي وقمع الشهوات الآثمة أبرزها

بقلم | علي الكومي | السبت 11 فبراير 2023 - 05:31 ص

 للخوف من الله تعالى وآثاره في تزكية الأخلاق والأعمال عظيم‏,‏ كما أن دوام الخوف منه عز وجل دليل على الإيمان والصدق‏,‏ فالداعي إلى الخوف من الله هو معرفته عز وجل ومعرفة صفاته‏.‏

من الثابت التأكيد أن  قدر قوة الخوف في نفس العبد بحسب معرفته بعيوب نفسه ومعرفته بجلال الله سبحانه واستغنائه, فأخوف الناس لربه أعرفهم بنفسه وبربه, ولذلك قال الله تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) [فاطر:28].

ووبحسب منشور للدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف فإن ما ورد في قيمة الخوف في الآيات والأخبار شيء كثير, ومن ذلك ما جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أسرف رجل على نفسه فلما حضره الموت أوصى بنيه فقال: إذا أنا مت فأحرقوني ثم اسحقوني ثم اذروني في الريح في البحر, فوالله لئن قدر علي ربي ليعذبني عذابا ما عذبه به أحدا, قال: ففعلوا ذلك به, فقال للأرض: أدي ما أخذت فإذا هو قائم فقال له: ما حملك على ما صنعت؟ فقال: خشيتك يا رب, أو قال مخافتك, فغفر له بذلك (صحيح البخاري).

ما هو الخوف من الله؟

ورأي الدكتور جمعة أن هذا الرجل رغم ذنوبه وتقصيره في الدنيا فإن إيمانه ظل حيا في قلبه بدليل اعترافه بذنوبه مع شدة خوفه من الله تعالى الذي لا يكون إلا لمؤمن; فأكرمه الله بالمغفرة.

وبالتالي فإن  المعرفة بالله تعالى وبعظم ذنوب العبد وبقدره إذا كملت أورثت الخوف, ثم يظهر أثر هذا الخوف علي الجوارح وعلى الصفات; أما في الجوارح فبكفها عن المعاصي وتقييدها بالطاعات تلافيا لما فرط فيه العبد واستعدادا للمستقبل،

ووفقا لمنشور جمعة فإن تداعيات هذا الخوف تنتقل كذلك إلي  الصفات فإنه يقمع الشهوات الآثمة ويمنع اللذات الهادمة فتصير المعاصي المحبوبة عنده مكروهة, ويحصل في القلب الخشوع والاستكانة, ويفارقه الكبر والحقد والحسد وسائر الصفات المذمومة, ولا يكون له شغل إلا المراقبة والمحاسبة والمجاهدة ومؤاخذة النفس بالخطرات والكلمات.

وقد ورد في القرآن الكريم كثير مما يدل على فضل الخوف, وآية ذلك أن الله جمع للخائفين الهدى والرحمة والعلم والرضوان, وهي من مجامع مقامات أهل الجنان, قال الله سبحانه: (هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ) [الأعراف:154]، وقال تعالى: (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ) [البينة:8] وبالاستقراء نجد أن كل ما دل على فضيلة العلم دل على فضيلة الخوف; لأن الخوف ثمرة العلم. وفي مقام آخر أمر الله بالخوف وجعله شرطا في الإيمان فقال عز وجل: (وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [آل عمران:175]; ولذلك لا يتصور أن ينفك مؤمن عن خوف وإن ضعف, ويكون ضعف خوفه بحسب ضعف معرفته وإيمانه.

فضائل الخوف من الله

كما أن الروايات عن مخاوف الأنبياء والصحابة والتابعين ومن بعدهم كثيرة; فمنها ما روت عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح قال:اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به, وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به. قالت: فإذا تخيلت السماء تغير لونه وخرج ودخل وأقبل وأدبر فإذا مطرت سري عنه (سنن البيهقي), وورد أنه عليه السلام كان إذا دخل في الصلاة يسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل. (صحيح ابن خزيمة).

وكذلك  ورد في القرآن عن صالحي قوم موسى عليه السلام قول الله تعالى: (قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [المائدة:23]. وقد ورد مثل ذلك عن الصحابة والتابعين وأولياء الله الصالحين.

اقرأ أيضا:

تسييس خلافات الصحابة والجرأة عليهم..هذه هي خطورتها

ومن ثم ليس المطلوب من خوف العبد من ربه أن يصل إلى حد الفزع والرعب الذي يبعده منه; بل ينبغي أن يكون الخوف من الله سبحانه مشبعا بحبه, أما الرعب والفزع فيأتي من الخوف من الأذية والله سبحانه رحمان رحيم بر جميل, ولذلك فإن كثيرا من الناس إذا فهموا الخوف بمعنى الفزع من الله فإنهم يملون, حتى ترى العلاقة بين الإنسان وربه مع هذا الملل تؤدي إلى الاضطراب وتبدأ العلاقة في التراجع, في حين أنه لو فهم الخوف بأنه مليء بالحب لأدى ذلك إلى علاقة إيجابية تؤدي إلى التقوى وإلى السكينة والطمأنينة والركون إلى رحمة الله تعالى.

ولا يمكن في هذا السياق تجاهل إن الخوف الحقيقي المشبع بالحب هو نوع من أنواع الهيبة والرهبة والجلال والقداسة وكلها معان تؤدي إلى مزيد الطلب وإلى دوام السير في طريق الله، وهذا هو الذي يساعد الإنسان على أن ينهى النفس عن الهوى, ويشعر بلذة في صدره وقلبه فيزداد من التقوى, ويزول شعوره بالحرمان والمنع, وهذا هو الفرق الكبير بين من جعل العلاقة بينه وبين ربه مبنية على الرعب والفزع, ومن جعلها مبنية على الرحمة والحب. فاللهم اهدنا إلى الخوف منك بمعرفتك والإيمان بصفاتك, واجعل عاقبتنا خيرا, فأنت الموفق والمستعان.


الكلمات المفتاحية

الخوف الخوف من الله فضائل الخوف من الله الخوف من الله والمعاصي الخوف من الله والشهوات

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled بالتالي فإن المعرفة بالله تعالى وبعظم ذنوب العبد وبقدره إذا كملت أورثت الخوف, ثم يظهر أثر هذا الخوف علي الجوارح وعلى الصفات; أما في الجوارح فبكفها عن