تقول امرأة إنها لا تجيد الرقص، وتسأل هل هي مقصرة في حق زوجها أم لا؟.

الحقيقة أن العلاقة بين الزوج وزوجته كل ما فيها حلال، إلا ما يتحمل الحرام، كأن يأتيها من حيث لم يأمره الله والعياذ بالله، أما الرقص فلم يمنعه العلماء، ولا حرج فيه نهائيًا طالما أن امرأة ترقص لزوجها، وهو ما يبين مدى المودة بينهما، لكن على ألا يكون ذلك أمام الناس، أو أن يخرج الزوج أو الزوجة ليروي ما حدث لأن في ذلك إثم عظيم.

عن أبي سعيد الْخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الأَمَانَةِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ، وَتُفْضِي إِلَيْهِ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا»، وعنه أيضًا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ، وَتُفْضِي إِلَيْهِ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا».

اظهار أخبار متعلقة

تعلم الرقص

لكن هل تلجأ المرأة التي لا تجيد الرقص إلى تعلمه كي تعجب زوجها؟.. هنا لابد من وقفة، لأن الأمر ليس بالأهمية الكبرى، فبالتأكيد ليس من دون الرقص ستنهار الحياة الزوجية، لكن إن كان ذلك بإرادة الزوجة، ولحبها لزوجها فلا غبار، أما إن كانت لا تريد، فلا إجبار عليها في ذلك، طالما تؤدي مهامها كزوجة وأم على أكمل وجه، خصوصًا أن المرأة الآن باتت طبيبة ودكتورة جامعية، فكيف بمثل هذه المرأة أن تتعلم الرقص لتقف أمام زوجها ليلا تؤدي ذلك، بينما هي في النهار تقف لتؤدي آخر تربويًا أمام جيل يعتد عليه لبناء المستقبل؟.

فبالتأكيد ليس هكذا تحسب الأمور أو تدار.. لكن العلماء لم يمنعوا الزوجة من الرقص لزوجها، ولو على أنغام بعض الأغاني بشرط أن تخلو هذه الأغاني من الكلام الفاحش، وأن لا تصحبها آلات المعازف، ولكن ذلك لا يجب عليها ولا تعتبر مقصرة في حق زوجها إذا لم ترقص له أصلا فضلا عن تكلفها في الرقص، ولم نجد لأهل العلم نصًا في هذه المسألة.

حكم الرقص

وفي رقص الزوجة لزوجها، يقول العلماء: إنه إذا خلا الغناء من آلات الموسيقى -إلا الدف- وكانت كلماته مباحة، فلا بأس أن ترقصي لزوجك على نغماته، أما إذا كانت كلماته محرمة مثل الغزل الفاحش، أو إذا كان مصحوبًا بالآلات الموسيقية فيحرم عليك الاستماع إليه، وكذلك زوجك، لأحاديث كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم: «ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحِرَ» (أي الفرج المحرم يعني الزنا) والحرير والخمر والمعازف، فللرجل أن يستمتع من زوجته بما شاء، إلا ما حرم الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا، فلا حرج في لبس المرأة للخلخال على القدم، أو على الوسط، ورقصها لزوجها به وإسماعه صوته.