قدّم الإمام الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي، نصائح في اختيار شريكة الحياة من أجل حياة دائمة مستقرة، تستبل طفولات متعددة متلاحقة، إذ لابد من المقياس الثابت الذي يعايش كل هذه الحياة، وليس الذي يناسب نظري في أن أستمتع بجمال امرأة.

وقال الشيخ الشعراوي في مقابلة تلفزيونية نادرة، إن الحياة الزوجية دائمة ومستقرة وستستقبل طفولات متعددة، لذلك يجب الاهتمام بالمقياس الثابت الذي سيعايش كل هذه الحياة،، وعدم الالتفات بالمقياس الذي يناسب النظر فقط والاستمتاع بجمال المرأة، "لأنني غدًا أريدها أن تكون مدبرة وأمينة وعفيفة ونزيهة وحسنة الأخلاق، وصبورة، وحكيمة، ومتعلمة حتى تعايش الأطفال فى كافة المراحل".

وأضاف، أن الزوجة تجود بالعطاء لكل فرد في الأسرة على حسب مرحلته السنية والفكرية، لذا فإنها يجب أن تتحلى بالصبر والجلد وقوة الاحتمال والإرادة ورحمة مشوبة بغلظة، مشددًا على أهمية الاختيار القائم على الجوهر لا المظهر، لأن المظهر يتغير على مر السنوات ولكن يجب الاهتمام بالجوهر.

اقرأ أيضا:

لا تستّخف بالغيبة والنميمة.. تمنع سقوط الغيث من السماء

الاختيار بمقياس الشهوة

وقال الإمام الشعراوي، إن هناك من الشباب والفتيات من ينظرون وقت الزواج بمقياس الشهوة، فالمرأة ليست مخلوقة من أجل "الإهاجة"، وإنما من أجل إذا أثير الرجل يجد لنفسه مصرفُا، لذالك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا رأى أحدكم امرأة حسناء فأعجبته فليأت أهله فإن البضع واحد".

وأشار إلى أن المرأة تنكح لمالها وجمالها وحسبها، ولكن يجب أن نظفر بذات الدين، مصداقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير".

وأوصى الإمام الشعراوي بأنه على المرأة أن تكون مطيعة لزوجها لكي يكون مطيعًا لها، وأن تكون راضية وقنوعة وحسنة المعاشرة، وأن تحرص على نظافة وحسنة مظهرها فلا يرى زوجها منها إلا كل جميل وألا يشتم منها رائحة سيئة أبدًا.

وتابع: "العلاقة الزوجية لها شروطها ومواصفاتها حيث أن الارتباط بين الرجل والمرأة ميثاق غليظ"، لافتًا إلى أنه على الزوج أن يقوم بتعويض الزوجة عن أبيها وأخيها وأمها ويجب على الزوجة أن تضع زوجها في مكانة عالية أهم وأكبر من عائلتها كلها لأنها بعد الزواج يكون لزوجها حق عليها أكبر من حق والدها عليها.

وحث على التعاون بين الزوجين في أمور الحياة والمعيشة داخل المنزل، وأنه يجب على الزوجة أن تعمل على تحقيق "السكن" المراد من الزواج".

وصية أم عربية لابنتها عند الزواح

واستشهد بوصية أمامة بنت الحارث الشيباني لابنتها أم إياس عند زفافها الى عمرو بن حجر أمير كندة، حين قالت لها:

أي بنية إن الوصية لو تركت لفضل أدب تركت لذلك منك، ولكنها تذكر للغافل ومعونة للعاقل، ولو أن أمرأة أستغنت عن الزوج لغنى أبويها وشدة حاجتهما إليها كنت أغن الناس عنه،ولكن النساء للرجال خلقن، ولهن خلق الرجال.

أي بنية انك فارقت الجو الذي منه خرجت، وخلفت العش الذي فيه درجت، إلى وكرٍ لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فاحفظي له خصالاً عشرًا يكن لك ذخرًا.

أما الأولى والثانية: فالخشوع له بالقناعة، وحسن السمع له والطاعة.

وأما الثالثة والرابعة: فالتفقد لموقع عينيه وأنفه، فلا تقع عينه منك علي قبيح، ولا يشم منك إلا أطيب ريح.

وأما الخامسة والسادسة: فالتفقد لوقت منامه وطعامه، فإن تواتر الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة.

وأما السابعة والثامنة: فالاحتراس بماله، والإرعاء بحشمه وعياله، وملاك الأمر في المال حسن التقدير، وفي العيال حسن التدبير.

وأما التاسعة والعاشرة: فلا تعصين له أمرًا، ولا تفشين له سرًا فإنك إن خالفت أمره، أوغرت صدره، وإن أفشيت سره، لم تأمني غدره.

ثم إياك والفرح بين يديه إن كان مهتمًا، والكآبة بين يديه إن كان فرحًا.