على الرغم من أنها صممت في الأساس من قبل مهندس البرامج في الأكاديمية السوفيتية للعلوم بموسكو، أليكسي باجيتنوف - الذي كان مكلفًا باختبار نوع جديد من أجهزة الكمبيوتر، يعرف باسم "Electronika 60"- كلعبة بسيطة تساعد على تقييم قوة جهاز الكمبيوتر، مع إضافة لمسة صغيرة من المرح، إلا أن لعبة تتريس أصبحت واحدة من أكثر الألعاب شهرة على الإطلاق.
لكن الجديد هو أن ممارسة لعبة الفيديو الشهيرة بعد وقوع حدث صادم يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة، بعدما ثبت أنها تساعد على تقليل فرص ظهور ذكريات الماضي الناجمة عن التعرض لحدث مثير للقلق، وفقًا لما أظهره الباحثون.
ووجد الباحثون أن ذلك يساعد على تعطيل الذكريات المحفوظة للمشاهد والأصوات التي شوهدت في ذلك الوقت.
ما فائدة اللعبة في علاج اضطراب ما بعد الصدمة؟
وأظهر بحث منفصل أن ممارسة اللعبة لمدة 20 دقيقة فقط يمكن أن يكون كافيًا لتحفيز التغيير لدى الأمهات اللاتي يعانين من مشكلات متعلقة بالولادة لمدة تصل إلى سبع سنوات بعد الحدث - إذا تم إعادة تنشيط ذاكرتهن.
وقالت الدكتورة كاثرين ديبروز، من جامعة أكسفورد ، التي عملت على الدراسة الأولى: "نحن نعلم أن هناك فترة تصل إلى ست ساعات يمكن خلالها التأثير على أنواع معينة من الذكريات المترسبة في العقل البشري".
وأضافتع: "لقد أظهرنا أنه لدى المتطوعين الأصحاء، فإن لعب "تتريس" في هذه الفترة الزمنية يمكن أن يقلل من الذكريات من نوع الفلاش باك دون محو القدرة على فهم الحدث".
واضطراب ما بعد الصدمة هو اضطراب القلق الناجم عن أحداث مرهقة للغاية أو مخيفة أو مؤلمة ويمكن أن يؤدي إلى الكوابيس وذكريات الماضي ومشاعر العزلة.
يمكن أن تتراوح الأسباب من حوادث الطرق الخطيرة إلى الاعتداءات العنيفة أو المشاكل الصحية أو مشاكل الولادة.
ويمكن أن يشمل العلاج العلاج بالتحدث، مثل العلاج السلوكي المعرفي، ومضادات الاكتئاب مثل باروكستين أو سيرترالين.
ونظرت الدراسة الأولى التي نُشرت في دورية "بلوس وان"، في كيفية تأثير لعبة الفيديو الشهيرة على فرص الأشخاص في الإصابة بالمرض.
وعرض الباحثون فيلمًا على 40 متطوعًا يتمتع بصحة جيدة، والذي تضمن صورًا مؤلمة للإصابة من مجموعة متنوعة من المصادر، بما فيها الإعلانات التي تسلط الضوء على مخاطر القيادة تحت تأثير الكحول .
وبعد الانتظار لمدة 30 دقيقة، لعب 20 من المتطوعين "لعبة تتريس" لمدة 10 دقائق بينما لم يفعل النصف الآخر أي شيء.
وأظهرت النتائج أن أفراد المجموعة الذين مارسوا لعبة الكمبيوتر واجهوا عددًا أقل بكثير من ذكريات الماضي للفيلم خلال الأسبوع التالي، وفق ما ذكرت صحيفة "ذا صن".
وقالت الدكتورة إميلي هولمز، من جامعة أكسفورد: أردنا إيجاد طريقة لتخفيف ذكريات الماضي، أي الصور الحسية الأولية للصدمة التي يتم تمثيلها بشكل مفرط في ذكريات أولئك الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة".
وأضافت: "قد تعمل لعبة تتريس من خلال التنافس على موارد الدماغ للحصول على المعلومات الحسية. نقترح أنه يتداخل على وجه التحديد مع الطريقة التي يتم بها وضع الذكريات الحسية في فترة ما بعد الصدمة، وبالتالي يقلل من عدد ذكريات الماضي التي تحدث بعد ذلك.
.
وتابعت: "هذه خطوة أولى في إظهار أن هذا قد يكون نهجًا قابلاً للتطبيق لمنع اضطراب ما بعد الصدمة. لقد كانت هذه تجربة علمية بحتة حول كيفية عمل العقل والتي يمكننا من خلالها محاولة فهم الصورة الأكبر".
وأشارت إلى أن "هناك الكثير مما يتعين القيام به لترجمة هذه النتيجة العلمية التجريبية إلى علاج محتمل".
استخدام اللعبة لعلاج الأمهات بعد سنوات من الولادة المؤلمة
والدراسة الثانية، التي نشرت في مجلة "الاضطرابات العاطفية"، نظرت في كيفية استخدام اللعبة لعلاج الأمهات بعد سنوات من الولادة المؤلمة.
وتتبع الباحثون أعراض اضطراب ما بعد الصدمة لدى 18 امرأة مصابات بهذه الحالة بين سبعة أشهر و6.9 سنة بعد الولادة.
وحصلات المشاركات على "إشارات تذكيرية" - مثل العودة إلى وحدة الأمومة - وطُلب منهن لعب لعبة تتريس بعد 15 يومًا.
وقام الباحثون بقياس أعراض اضطراب ما بعد الصدمة لديهم طوال الوقت، ووجدوا أنها انخفضت إلى أكثر من النصف بعد أن طُلب منهن ممارسة اللعبة.