في حين أن الكثيرين قادرون على التخلص من الآثار السلبية المتبقية للاستيقاظ من حلم مزعج ومواصلة يومهم كالمعتاد، فقد يجد كثيرون آخرون صعوبة في التخلص من هذه المشاعر، خاصة عندما تصبح الأحلام السيئة تحدث أسبوعيًا أو ليليًا.

لكن هناك اختراقًا للتخلص من تلك الكوابيس المزعجة، كشف عنه الدكتور مات ووكر، الباحث البارز في مجال النوم، يجعل المرضى يعيدون كتابة النهاية المرعبة لكوابيسهم لتصبح محايدة أو حتى إيجابية، ويتدربون على هذا الأمر في رؤوسهم أثناء الاستيقاظ حتى تترسخ في عقولهم أثناء النوم.

وهذه الممارسة مفيدة بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، والذين من المحتمل أن يصاب 96% منهم بأحلام رهيبة يعيدون فيها عيش جوانب من الحدث الصادم الذي تعرضوا له.

وكان الأشخاص الذين مارسوا هذه الطريقة، "علاج بروفة الصور" قادرين على قلب سيناريو كوابيسهم لجعلها أقل رعبًا، إن لم يكن القضاء عليها تمامًا في غضون أسبوعين فقط.

تتضمن هذه الطريقة، التي تم تطويرها لأول مرة في عام 1978، قيام المريض بتدوين ومناقشة كابوسه المؤلم الأكثر شيوعًا مع المعالج بأدق التفاصيل الممكنة والتحقق من الضغوطات المحتملة في حياة ذلك الشخص والتي يمكن أن تؤدي إلى جوانب مزعجة مختلفة من الحلم.

وبعد ذلك، يمحو المريض، ربما حرفيًا، الذروة المزعجة للكابوس ويكتب نهاية جديدة أكثر جاذبية للحلم. ليس من الضروري أن يكون الأمر منطقيًا، طالما أنه لا يسبب الخوف.

واستخدم الدكتور ووكر، الذي يبحث في النوم في جامعة كاليفورنيا، الحلم بحادث سيارة مدمر كمثال رئيس.

في الحلم، يقود سيارته نحو تقاطع مزدحم، ويتحول الضوء إلى اللون الأحمر. ولكن بدلاً من إبطاء السيارة تدريجيًا، فإن الفرامل لا تستجيب للتوقف. 

ولم يمض وقت طويل حتى أبحر عبر التقاطع وصدمته سيارة أخرى، يوقظه التأثير لكنه يبقى معه لبقية اليوم.

وفي جلسة "علاج بروفة الصور"، كان يعيد كتابة الكابوس ويعطيه نهاية جديدة. ربما الفرامل لا تستجيب للضغط تحت قدمه، لكن بدلًا من ذلك، يمكنه أن يتدرب في ذهنه على مد يده لسحب فرامل اليد، مما يؤدي إلى توقف السيارة ببطء قبل الوصول إلى تقاطع الطرق المميت.

وسيمر المريض بهذا الأمر مع المعالج، لكن الأمر يحتاج إلى ممارسة في المنزل. لمدة 20 دقيقة تقريبًا يوميًا لمدة أسبوع، سوف يتخيل المريض الحلم بنهاية إيجابية جديدة.

ويمتص الدماغ هذه النسخة المحدثة من خلال عملية تعرف باسم "توحيد الذاكرة"، والتي كان الدكتور ووكر يدرسها منذ عقود.

وقال: "إذا واصلت القيام بذلك، بمجرد حصولك على تلك النهاية البديلة، فإن ما تحاول القيام به بشكل أساسي هو في كل مرة تقوم فيها بإعادة تنشيط ذكرى حادث تحطم السيارة المؤلم، ثم تتدرب على هذه النهاية البديلة"، بحسب صحيفة "ديلي ميل".

وتوحيد الذاكرة هو الطريقة التي يقوم بها الدماغ بتحويل الذاكرة قصيرة المدى إلى ذاكرة طويلة المدى أثناء نوم حركة العين السريعة. 

وحركة العين السريعة، هي إحدى مراحل النوم الأربع التي يحدث فيها الحلم. 

يستفيد "علاج بروفة الصور" من عملية توحيد الذاكرة هذه لاستبدال الحلم القديم المزعج بحلم جديد.

وثبت أن هذه الطريقة للتغلب على الأحلام السيئة فعالة بعد جلسة واحدة مع المعالج. 

وجدت دراسة أجريت عام 2021 أنه بعد ممارسة نسخة جديدة من كابوسهم، فإن 64% من الأشخاص الذين يعانون من الكوابيس لديهم عدد أقل من الكوابيس بشكل عام خلال فترة دراسة مدتها ثمانية أسابيع، وأفاد 63 % منهم أن أحلامهم كانت أقل إيلامًا.

وأدت دراسة متابعة إلى رفع معدلات الفعالية هذه بشكل أكبر. وأجرى الباحثون في سويسرا نفس التجربة، ولكن عندما وصف بعض المرضى النهايات الجديدة لأحلامهم، عزف المعالجون على وتر البيانو اللطيف . هذا وقد تكرر عدة مرات.

وبعد ذلك، عندما ذهب هؤلاء المرضى إلى النوم ليلاً، وضع الأطباء عليهم سماعات رأس يتم من خلالها عزف وتر البيانو الناعم عندما يدخلون مرحلة حركة العين السريعة.

وأدت إضافة وتر البيانو البسيط والممتع إلى تعزيز فعالية علاج بروفة الصور من 64% وتقليل تردد الكابوس إلى حوالي 92%.

وبعد أسبوعين فقط، كان الأشخاص الذين استمعوا إلى الصوت في ساعات الاستيقاظ بينما كانوا يتدربون على أحلامهم الجديدة في أذهانهم، لديهم عدد أقل من الكوابيس في الأسبوع وكانوا أكثر عرضة لتجربة أحلام سعيدة.