أخواتي ينزعجن من صوتي عند قراءة القرآن، والأذكار، وخصوصا قراءة القرآن بالتجويد، ويقلن لي إن صوتي كريه، وإن علي أن أقرأ قراءة عادية، أو أقرأ في قلبي، وأنا عندما درست التجويد علمت أنه تجب قراءة القرآن بالتجويد على الذي درسه، فماذا يجب علي أن أفعل؟ وهل أقرأ القرآن، والأذكار بقلبي دون صوت؟ أم أتجاهل كلامهن؟
تبين لجنة الفتوى بإسلام ويب أن القدر المجزئ في القراءة، والذي يحصل به حصول الثواب الموعود لك هو تحريك اللسان والشفتين بالقراءة، وإخراج الحروف من مخارجها، بشرط أن تسمعي نفسك عند الجمهور، فإذا حصل هذا القدر فلك ثواب قراءتك وذكرك، وأما مجرد الذكر والتلاوة بالقلب: فلا يحصل به الأجر الموعود على الذكر، وإن كان صاحبه مثابا،
وتوضح: إذا قرأت مع خفض صوتك إلى هذا الحد الذي لا يسمعه غيرك لم تؤذي أحدا، وأمكنك أن تأتي بما تعلمينه من أحكام التجويد وغيرها، فلا يشترط رفع الصوت الذي يتأذى به إخوتك لحصول الثواب، وانظري لبيان أقل ما يجزئ من النطق المعتبر لحصول الثواب .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : النَّاسَ فِي الذِّكْرِ أَرْبَعُ طَبَقَاتٍ : إحْدَاهَا : الذِّكْرُ بِالْقَلْبِ وَاللِّسَانِ وَهُوَ الْمَأْمُورُ بِهِ .وعليه: فقراءة القرآن، والذكر بالقلب عمل صالح، ولكن لا يدخل صاحبه في عداد الذاكرين والقارئين الذين يترتب لهم الأجر الموعود على القراءة.
وتضيف: إن التجويد على قسمين، منه ما هو واجب، ومنه ما هو مستحب.
وتوضح: أن الجهر بالذكر وقراءة القرآن يختلف باختلاف حال القارئ والذاكر؛ فإن كان ذلك في الصلاة الجهرية يسن الجهر بهما في محلهما، وأقل الجهر أن يسمع نفسه ومن يليه، وإن كان في غير الصلاة الجهرية لم يسن رفع الصوت بهما؛ بل السنة أن يسر المصلي بهما إلا التكبير فإنه إذا كان المصلي إماما أو مبلغا فيشرع لهما رفع الصوت بالتكبير، وأقل السر في الصلاة اختلف العلماء في كيفيته فذهب الجمهور إلى أنه لا بد من صوت يسمعه نفسه وهذا أحوط، وذهب المالكية وهو مارجحه شيخ الإسلام ابن تيمية إلى أن أقله أن يحرك القارئ أو الذاكر لسانه بما يقرأ.. ولا تجزئ فيها القراءة بالقلب فقط باتفاقهم.
قال ابن أبي زيد المالكي في الرسالة مع شرحه: والقراءة التى يسر بها في الصلاة كلها هي بتحريك اللسان بالتكلم بالقرآن، وأما الجهر فأن يسمع نفسه ومن يليه، وَأَمَّا إجْرَاءُ الْقُرْآنِ عَلَى قَلْبِهِ مِنْ غَيْرِ تَحْرِيكِ لِسَانِهِ فَإِنَّهُ لَا يَكْفِي فِي الصَّلَاةِ إذْ لَا يُعَدُّ قِرَاءَةً ، وَلَا يَحْرُمُ عَلَى الْجُنُبِ وَلَا يَحْنَثُ الْحَالِفُ لَا يَقْرَأُ بِهِ ... ولَا بُدَّ فِي جَمِيعِ أذكار الصلاة مِنْ حَرَكَةِ اللِّسَانِ .. إذْ مُجَرَّدُ الْإِجْرَاءِ عَلَى الْقَلْبِ لَا حُكْمَ لَهُ فِي قِرَاءَةٍ وَلَا ذِكْرٍ وَلَا أَدْعِيَةٍ .
وأما خارج الصلاة فلا ما نع من الذكر بالقلب دون تحريك اللسان.. وإن كان الأفضل والأكمل الجمع بينهما وهو ما تواطأ عليه القلب واللسان
فالذي ننصحك به هو ألا ترفعي صوتك بالذكر والتلاوة رفعا يتأذى به من حولك، لكن اقرئي بصوت تسمعين به نفسك، فيحصل لك ولإخوتك المقصود. (إسلام ويب)