من المعروف أن التوتر يمكن أن يسبب سلسلة من المشاكل الجسدية، من معدل ضربات القلب المتسارع إلى مشاكل النوم، لكن ما مدى الضرر الذي يمكن أن يسببه ذلك؟
وقال خبراء لصحيفة "ديلي ميل"، إن الاضطرابات العقلية قد تكون مميتة مثل الأمراض الجسدية.
وبحسب الدكتورة أودري تانج، عالمة النفس، فإن التوتر لفترات طويلة يمكن أن يؤدي إلى إطلاق هرمونات تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالأزمات القلبية وزيادة الوزن - مما قد يؤدي إلى أمراض مرتبطة بالسمنة.
وكشف الدكتور تانج عن العلامات التحذيرية التي تشير إلى ارتفاع مستويات التوتر إلى ذروتها، وأنها قد تتسبب في مشاكل جسدية في السنوات القادمة.
وقالت الدكتورة تانج، إن التوتر يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الطريقة التي نتصرف بها، فضلاً عن التأثير علينا جسديًا إذا كان ما يسمى مزمنًا - يستمر لبضعة أسابيع على الأقل.
وتابعت: "يبحث علماء النفس عن علامات تشير إلى أن التوتر يؤثر عليك يوميًا. على سبيل المثال، إذا كنت لا تنام، إذا كنت لا تأكل، إذا كنت سريع الانفعال، إذا كنت لا تفعل كل الأشياء التي تحبها، إذا كنت مهووسًا بشيء ما".
آلام الصدر والصداع وآلام العضلات
من الناحية الجسدية، فإن العلامات الأكثر شيوعًا للتوتر المزمن هي آلام الصدر والصداع وآلام العضلات.
ويرجع ذلك إلى أن التوتر يتسبب في إفراز الجسم لكمية كبيرة من هرمون الكورتيزول، الذي تنتجه الغدد الكظرية الموجودة أعلى الكلى.
ينظم مجموعة واسعة من العمليات الجسدية من بينها ضغط الدم، والتمثيل الغذائي، والخصوبة، ودورة النوم والاستيقاظ.
بالإضافة إلى الكورتيزول، يفرز الجسم كمية كبيرة من الأدرينالين - الزيادة في كلا الهرمونين هي نتيجة لرد فعل "القتال أو الهروب" الذي يحدث عندما نكون تحت التهديد.
وتعمل هذه الهرمونات معًا على تضييق الأوعية الدموية، مما يجعل القلب يضطر إلى العمل بجهد أكبر لضخ الدم إلى جميع أنحاء الجسم.
وقد يؤدي ذلك إلى خفقان القلب وآلام الصدر، فضلاً عن ارتفاع ضغط الدم وآلام في العضلات والرأس.
وحذرت الدكتورة تانج قائلة: "إذا لم يزول التوتر، فهذا يعني أن أشياء مثل ارتفاع ضغط الدم والأزمات القلبية وكل تلك الأشياء الجسدية تصبح أكثر عرضة للحدوث".
وتحذر هيئة الخدمات الصحية ببريطانيا من استمرار التوتر لفترات الطويلة يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، فضلاً عن التسبب في الصداع وعدم وضوح الرؤية وألم في الصدر.
صعوبة النوم
وهناك علامة أخرى على أن مستوى الكورتيزول مرتفع بشكل مثير للقلق وهي صعوبة النوم، أو الاستيقاظ بشكل متكرر أثناء الليل.
وأوضحت الدكتورة تانج أن قلة النوم يمكن أن تسبب مشاكل يومية وتؤدي إلى مشاكل سلوكية مثل الانفعال العام والإهمال.
ومع ذلك، فإن الحرمان من النوم لا يؤدي إلى تدهور المزاج فحسب، بل إنه قد يؤدي على المدى الطويل إلى إضعاف عملية التمثيل الغذائي وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وفقًا للخبراء.
ووصفت الدكتور تانج التوتر بأنه "حلقة مفرغة" لأن قلة النوم تجعل من الصعب على الجسم تنظيم مستويات الكورتيزول، مما يؤدي إلى تفاقم المشكلة.
التغير الكبير في الشهية
علامة أخرى يجب الانتباه إليها هي التغير الكبير في الشهية.
وقالت عالمة النفس: "في بعض الأحيان يجعلنا التوتر لا نأكل على الإطلاق، ولكن في حالات أخرى، فإنه يجعلنا نأكل الكثير، وهذا هو تأثير الكورتيزول الذي يؤثر على معالجتنا الطبيعية".
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للتوتر أن يجعل الجسم متوترًا جسديًا كوسيلة لحماية الجسم من الإصابة والألم، وفقًا للجمعية الأمريكية لعلم النفس.
ويزيد هذا من آلام العضلات لأن الأنسجة تكون مشدودة باستمرار.
فقدان الرغبة الجنسية
علامة أخرى على أن مستويات التوتر لديك مثيرة للقلق هي فقدان الرغبة الجنسية بشكل كبير.
وفقا لمنظمة "مايند" البريطانية للصحة العقلية، قد يفقد الشخص الاهتمام بالجنس أو يكون غير قادر على الاستمتاع به.
يرجع ذلك إلى أن التوتر المزمن يمكن أن يؤثر على إنتاج هرمون التستوستيرون مما يؤدي إلى انخفاض الرغبة الجنسية.
وعلى الرغم من عدم وجود علاجات محددة للتوتر، إلا أنه يجب استشارة الطبيب إذا كان التوتر يؤثر على الصحة الجسدية.
وأظهرت دراسة أجريت عام 2021 أن مشكلة الصحة العقلية يمكن أن تسبب الموت القلبي المفاجئ، بينما أظهرت دراسة أجريت عام 2015 زيادة خطر الوفاة المبكرة بنسبة 50 في المائة بسبب الإجهاد المزمن والاكتئاب.