كشفت دراسة عن وجود علاقة بين عادات النوم وضغط الدم، الذي قد يؤدي مع مرور الوقت إلى تلف الأعضاء والأوعية الدموية، وحدوث الأزمات القلبية والسكتات الدماغية.
ووجدت الدراسة التي نشرت في مجلة "سليب جورنال"، أن الرجال الذين يستيقظون أكثر بعد النوم يعانون من ارتفاع ضغط الدم مقارنة بالرجال الذين يستيقظون أقل.
لكن لم يتم العثور على هذا الارتباط بين النساء، بل تم اكتشاف أن النساء اللواتي يقضين وقتاً أقل في النوم العميق يعانين من ارتفاع ضغط الدم مقارنة بالنساء اللاتي يقضين وقتاً أطول في هذه المرحلة.
العلاقة بين النوم وضغط الدم
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تحليل العلاقة بين النوم وضغط الدم فيما يتعلق بالجنس.
وقالت ماريشكا براون، مديرة المركز الوطني لأبحاث اضطرابات النوم في المعهد الوطني للقلب والرئة والدم ببريطانيا: "النوم أمر بالغ الأهمية للصحة العامة والرفاهية".
وأضافت: "بدأت الأبحاث في الكشف عن كيفية مساهمة خصائص النوم، مثل الوقت الذي يقضيه الشخص في كل مرحلة من مراحل النوم أو عدد مرات الاستيقاظ في الليل، في التحكم في ضغط الدم، وكيف يمكن أن يؤثر الجنس والنوع الاجتماعي على هذه النتائج، ولكن لا تزال لدينا أسئلة لم تتم الإجابة عليها".
وقالت كريستين كنوتسون، إحدى مؤلفي الدراسة: "نعلم أن النوم مهم للغاية لصحة القلب. لذا، نحاول معرفة المزيد عن هذا الارتباط، وكيف قد يرتبط النوم بالاختلافات بين الجنسين التي نراها في أمراض القلب والأوعية الدموية".
انقطاع التنفس أثناء النوم
وكجزء من الدراسة، أجرى الباحثون دراسات نوم في المنزل لأكثر من 1100 شخص بالغ في البرازيل لم يعانوا من انقطاع التنفس أثناء النوم بدرجة متوسطة إلى شديدة. وتراوحت أعمار المشاركين في الدراسة بين 18 و91 عامًا، وكان 64 يالمائة منهم من النساء.
وسجل المشاركون ليلة نوم واحدة باستخدام اختبار تشخيصي يقيس وظائف الجسم المختلفة، مثل موجات المخ ومعدل ضربات القلب أثناء النوم، باستخدام أجهزة استشعار موضوعة في جميع أنحاء الجسم. وفي الصباح، أخذوا قراءات ضغط الدم وعينات دم صائم لقياس مستويات الدهون.
وبشكل أكثر تحديدًا، كانت هذه المستويات هي الكوليسترول الكلي، وكوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة، وكوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة، والدهون الثلاثية. ووجد الفريق اختلافات في ضغط الدم عند مقارنة تجارب النوم للرجال والنساء فقط، وأيضًا عند مقارنة الرجال والنساء، وفق ما ذكر موقع "ساينس ديلي"،
تغيير مراحل النوم
ومع ذلك، اعترف الباحثون ببعض العيوب في الدراسة. على سبيل المثال، لم يأخذوا نقاط زمنية متعددة للنوم وضغط الدم، وبالتالي لم يتمكنوا من تحديد ما إذا كان الشخص يحصل على المزيد أو أقل من النوم في أي مرحلة، أو ما إذا كان الاستيقاظ أثناء الليل يجعل مستويات ضغط الدم أفضل أو أسوأ.
وقال الباحثون إن الدراسات المستقبلية سوف تحتاج إلى اختبار ما إذا كان تغيير مراحل النوم هذه عند الرجال والنساء يؤدي إلى تغيرات في مستويات ضغط الدم.
وأضافت براون: "تشير هذه الدراسة إلى أن الفهم الأفضل لكيفية تأثير خصائص النوم المحددة على استراتيجيات أكثر استهدافًا لمساعدة كل من النساء والرجال على حماية قلوبهم. وتستمر الدراسات مثل هذه في التأكيد على الطبيعة الحاسمة للنوم في الإدارة السريرية لارتفاع ضغط الدم".
وتوصي الهيئات الصحية البالغين بالنوم لمدة تتراوح ما بين سبع إلى تسع ساعات في الليلة.