بقلم |
فريق التحرير |
الاثنين 09 ديسمبر 2024 - 04:52 م
أعمل كمساعد لمدرس في المرحلة الثانوية عبر الإنترنت، وفي بعض الأحيان، تتواصل معي طالبات عبر الواتساب، لطرح أسئلة تتعلق بالمادة الدراسية، وأجيبهن بما يقتصر على موضوع السؤال فقط. فهل يُعد هذا الأمر خلوة؟ وهل عملي وكسبه حرام؟
الإجابــة:
تبين لجنةالفتوى بإسلام ويب أنه إذا كان الحال على ما ذكرت من أنك تجيب الطالبات على قدر سؤالهن، وكان الكلام معهن لمصلحة، فلا إثم عليك، ويعتبر كسبك مباحًا، فهناك ضوابط شرعية للكلام بين الرجل، وبين المرأة الأجنبية.
ولا يعتبر ما تفعله من الخلوة بأجنبية
وتضيف: يقول الله جل وعلا للمسلمين في شأن نساء النبي صلى الله عليه وسلم: ( وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن ) [الأحزاب:53] فإذا كان هذا في شأن نساء النبي صلى الله عليه وسلم، والمخاطبون لهن هم أصحابه -رضي الله عنهم- وهن لهم أمهات، فما بالك بغيرهن وغير الصحابة؟ فالأصل في خطاب الرجل للمرأة الأجنبية أن يكون على قدر الحاجة، وأن يكون من وراء حجاب، وألا يشتمل على خضوع بالقول ولا على خلوة بها في مكان منفرد. هذه هي الضوابط التي وضعها خالق الذكر والأنثى وهو أعلم بما يصلحهما: (ألا يعلم من خلق هو اللطيف الخبير)[الملك:14] وأي اتصال بينهما لم تتوفر فيه هذه الضوابط قد يفضي إلى ما لا تحمد عقباه ولا يخفى عليك أن الحالة التي ذكرتها في سؤالك ليس فيها وفاء بهذه الضوابط، بل فيها ما يؤذن بتجاوزات خطيرة كمسك الأيدي مثلاً، فعليك أن تتقي الله جل وعلا في نفسك ولا تعرضها لسخط الله وأن تبتعد عن الاختلاط بهولاء النساء الأجنبيات عنك. وعليك أيضاً أن تبحث عن مكان تدرس فيه لا يختلط فيه النساء مع الرجال في الدراسة فإن عجزت عنه وكانت هنالك ضرورة ملجئة أو حاجة ماسة لأن تواصل دراستك في هذا المكان المختلط فعليك أن تأخذ بالاحتياطات اللازمة من غض الطرف والاقتصار على قدر الحاجة من مخاطبة النساء، لا يجوز لك ما وراء ذلك.
ضوابط الخلوة: فإن كان كلام المرأة ليس فيه خضوع بالقول، وكان لحاجة، فيجوز التحدث بالهاتف مع الرجل الأجنبي عنها، ولا يعد ذلك من الخلوة المحرمة، فيجب مراعاة هذه الضوابط؛ قال الله تعالى: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنّ [الأحزاب:53]. وقال سبحانه: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً* وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى [الأحزاب:32-33].