كشفت دراسة جديدة عما يحدث لأدمغة التوائم عندما يتناول أحدهم طعامًا صحيًا والآخر لا يتناوله.
وتتبع الباحثون أكثر من 1700 زوج من التوائم الأكبر سنًا على مدى 11 عاما، وفحصوا تناولهم للفاكهة والخضروات، وصحتهم، ووزن الجسم، وعافيتهم العقلية.
وتوصل الباحثون إلى أن أولئك الذين تناولوا كميات أقل من الطعام الطازج كانوا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب.
وكانت هذه هي الحال حتى بعد أن أخذ الباحثون في الاعتبار عوامل أخرى مثل العمر والجنس ومستوى التعليم وحالة المعيشة ومؤشر كتلة الجسم.
تناول الفاكهة والخضروات
وقالت الدكتورة آنا بيل ماتيسون، المؤلفة الرئيسة للدراسة، إن "النتائج تقدم حجة أخرى لزيادة تناول الفاكهة والخضروات لدى البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 45 عاما".
وأضافت الدكتورة كارين ماثر، التي شاركت في تأليف الدراسة، أن الأطباء يعتبرون دراسات التوائم هي المعيار الذهبي للبحث، لأنه لديك مشاركان لديهما حمض نووي متطابق تقريبًا يمكنك دراستهما في وقت واحد.
وأشارت إلى أن "إحدى مزايا تصميم التوأم هي أنه يمكن أن يساعد في معالجة قضية العوامل غير المرغوب فيها، مثل الوضع الاجتماعي والاقتصادي في وقت مبكر من الحياة، مما يؤثر على النتائج".
وتم إجراء هذا البحث لاستكشاف كل شيء من الذكاء إلى الشيخوخة، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل".
وبحثت دراسة نُشرت في وقت سابق من هذا العام في كيفية منع ظهور التجاعيد باستخدام البوتوكس مع تقدم العمر، وذلك من خلال مقارنة التوائم المتطابقة ببعضهم البعض.
وبناء على ذلك، أجرى الباحثون من جامعة نيو ساوث ويلز دراستهم على التوائم، ونشروا نتائجهم في مجلة "ساينتفك ريبورت".
وتضمنت بيانات من أربع دراسات دولية مختلفة أجريت على التوائم.
وأجريت هذه الدراسات في الولايات المتحدة والدنمرك وأستراليا والسويد. وتضمنت كل دراسة مقاييس مختلفة قليلاً ــ على سبيل المثال، لم يتتبع بعضها الوزن بمرور الوقت.
وكان جميع المشاركين في الدراسة، وعددهم 3483، أكبر من 45 عامًا في البيانات الأساسية، في محاولة لتحديد كيفية تأثير التغذية على الأشخاص في السنوات اللاحقة، نظرًا لأن معظم الدراسات حول هذا الموضوع ركزت على الشباب.
وسألوا كل مجموعة عن عاداتهم الغذائية اليومية وقاموا بتقسيمهم إلى مجموعات على أساس عدد المرات التي يأكلون فيها الفاكهة مثل الموز والبرتقال والتفاح والكمثرى، وعدد المرات التي يأكلون فيها السلطات والخضروات المطبوخة والخضروات النيئة.
وأدرجوا تناول البطاطس كإجراء منفصل. وقاموا أيضًا بقياس أعراض الاكتئاب لديهم، باستخدام الاستطلاعات التي أجريت في كل من الدراسات الأربع المختلفة.
تحسن الصحة العقلية
وفي كل مجموعة شملتها الدراسة، ارتبط تناول كميات أكبر من الفاكهة والخضروات بتحسن الصحة العقلية. ولم يحسب الباحثون رقمًا يوضح مدى تأثير تناول الفاكهة والخضروات على الصحة العقلية.
وقاموا بتعديل البيانات وفقًا لعوامل مثل العمر والجنس والتعليم والشراكة ومؤشر كتلة الجسم، عندما تضمنت الدراسات هذا القياس.
ووجد الباحثون أن هذه العوامل كان لها تأثير ضئيل على البيانات، وقالوا: "إن إضافة مؤشر كتلة الجسم والصحة البدنية والقدرة الإدراكية إلى النموذج كان لها تأثير ضئيل على النتائج. وهذا يشير إلى أن استبعاد المشاركين من غير المرجح أن يؤثر على النتائج".
ووفقًا للباحثين، فإن التغذية الأفضل لها فوائد عديدة لصحة الدماغ. فمن ناحية، تساعد زيادة الفيتامينات والألياف على تغذية الجسم بالكامل والحفاظ على إمداد صحي من الدم إلى الدماغ.
ومن ناحية أخرى، قال الباحثون إن تناول الطعام الطازج يمكن أن يحافظ على صحة البكتيريا الموجودة في الأمعاء، وهو ما قد يلعب دورًا في الحفاظ على العقل هادئًا.
وقالت الدكتورة ماتيسون: "أصبحت أهمية ميكروبيوم الأمعاء وتأثيره المحتمل على الاكتئاب نتيجة للالتهاب، سواء الجهازي أو العصبي، مفهومة بشكل متزايد".