أثارت حالة وفاة في الولايات المتحدة بسبب إنفلونزا الطيور مؤخرًا مخاوف من احتمال أن يتحور "فيروس جديد تمامًا" في ظل الظروف المناسبة ويؤدي إلى "جائحة عالمية".
وعلى الرغم من أن المريض كان يعاني من مشكلات صحية سابقة، فإن التحقيقات لم تتوصل إلى أي حالات أخرى أو علامات لانتقال العدوى من إنسان إلى إنسان، إلا أنه تم توثيق حالات إصابة بشرية أخرى مؤخرًا.
في نوفمبر 2024، أبلغت كندا عن دخول مراهق إلى المستشفى بنفس النمط الجيني D1.1 الذي تم تحديده في حالة لويزيانا، كما أشارت ولاية ميسوري أيضًا إلى وقوع حادثة إنفلونزا الطيور في سبتمبر الماضي.
وتفاقم هذا القلق بسبب حالات إصابة بجين آخر، B3.13، والذي يقال إنه يؤثر على الأبقار الحلوب في الولايات المتحدة، مما دفع المسؤولين في كاليفورنيا إلى إعلان حالة الطوارئ، حسبما ذكرت صحيفة "ميرور".
احتمالات تحور فيروس إنفلونزا الطيور
وسلطت البروفيسورة بوبي بريت من "مايو كلينيك"، الضوء على احتمالات تحول الفيروس ليصبح قابلاً للانتقال بسهولة بين البشر، قائلة: "إذا تحور الفيروس واكتسب القدرة على الانتشار بكفاءة من شخص لآخر، فقد يؤدي هذا إلى تفشي كبير، أو حتى جائحة عالمية".
وتراقب الحكومة الأميركية الوضع عن كثب، وتجري اختبارات سريعة على الحيوانات المصابة وتحجرها، وتتخلص من الحليب من أي أبقار حلوب مصابة، وتطور لقاحًا للماشية بسبب هذه المخاوف.
ولكن إذا استمر انتشار أنفلونزا الطيور بين أعداد كبيرة من الحيوانات واستمرار انتقالها إلى البشر، فإن الظروف اللازمة لانتقال العدوى من إنسان إلى آخر قد تصبح أمرًا لا مفر منه. وقد اعترفت البروفيسور بريت بعدم ارتياحها إزاء تنوع الحيوانات المصابة.
وحذرت من أن "استمرار انتشار إنفلونزا الطيور بين عدد كبير من الحيوانات واستمرار انتقاله إلى البشر يزيد من احتمال حدوث طفرات تجعل الفيروس أكثر تكيفاً مع البشر".
وأضافت: "يرجع هذا إلى أن الفيروسات ذات الحمض النووي الريبوزي مثل فيروس الأنفلونزا يمكن أن ترتكب أخطاء متكررة أثناء تكاثرها، مما يؤدي إلى حدوث طفرات في تسلسلات الحمض النووي الريبوزي. وكلما زاد عدد الحيوانات والبشر المصابين، زاد عدد الفيروسات المتكاثرة، وزادت احتمالية حدوث طفرة."
واستشهدت البروفيسور بريت بدراسات حديثة تشير إلى أن "طفرة واحدة فقط" قد تمكن أنفلونزا الطيور من الانتشار "بكفاءة بين البشر". وقد أظهر الفيروس الذي اكتشف لدى المراهقة الكندية طفرات جعلته "أكثر قدرة" على إصابة البشر.
ارتفاع حالات الإصابة بين الحيوانات
وحذرت البروفيسورة بريت من الارتفاع الملحوظ في حالات إصابة الحيوانات، وخاصة في ضوء التنوع المتزايد للأنواع المصابة. وأكدت: "نعم، ما يميز هذا التفشي الحالي عن حالات تفشي أنفلونزا الطيور السابقة هو العدد المرتفع للحيوانات المصابة والعدد الكبير من الأنواع المختلفة من الحيوانات المصابة".
كما سلطت الضوء على المخاطر المحتملة الخطيرة التي تشكلها الخنازير قائلة: "إن الخنازير على وجه الخصوص تشكل خطراً محتملاً كبيرًا لأنها يمكن أن تصاب بسلالات من أنفلونزا البشر والطيور، وهذا قد يسمح للفيروسات بالاختلاط وتبادل الجينات إذا أصابت نفس الخلية في نفس الوقت. وقد يؤدي هذا الاختلاط بين أجزاء الجينات إلى إنتاج فيروس جديد قادر على إصابة البشر".
وقالت البروفيسور بريت إن معظم الأشخاص الذين أصيبوا بالجين B3.13 بعد التعرض للأبقار الحلوب عانوا من أعراض خفيفة مثل التهاب الملتحمة والسعال، في حين عانى آخرون من أعراض أكثر خطورة تتمثل في الالتهاب الرئوي.
وقد أثيرت مخاوف بشأن سلالة D1.1، التي شوهدت في الطيور البرية، بسبب قدرتها على التسبب في مرض شديد، إلا أن البروفيسور بريت أشارت إلى أنه "من الصعب استخلاص أي استنتاجات في هذا الوقت".
ويمكن أن تشمل أعراض إنفلونزا الطيور ارتفاع درجة الحرارة، والشعور بالسخونة أو الرعشة، وآلام الجسم، والصداع، والسعال أو ضيق التنفس.
وقد تشمل الأعراض الأخرى الغثيان وألم البطن والصدر والإسهال والتهاب الملتحمة والنزيف من الأنف أو اللثة.