انتبه.. الهالات السوداء علامة تحذيرية لأعراض خطيرة

بقلم | فريق التحرير | الخميس 23 يناير 2025 - 06:26 م

على الرغم من أن البعض ممن يعاني من الهالات السوداء لا ينظر إلى تلك المشكلة التي تظهر تحت العينين سوى من الناحية الشكلية الجمالية، إلا أنها في الواقع قد تعكس وجود مشكلة مرضية تتعلق بنقص الحديد في الجسم.

يقول الدكتور فراس علوان، استشاري أمراض الدم في عيادة هارلي ستريت التابعة لشركة إتش سي إيه هيلث كير ببريطانيا، إن الحديد يمنحنا القوة والطاقة اللازمة للقيام بمهام حياتنا اليومية.

وأضاف: "الحديد ضروري لإنتاج الهيموجلوبين، وهو أحد مكونات خلايا الدم الحمراء التي تحمل الأكسجين في جميع أنحاء الجسم. بدون كمية كافية من الحديد، يجد جسمك صعوبة في إنتاج ما يكفي من خلايا الدم الحمراء الصحية، مما يؤدي إلى التعب، وضعف وظائف المناعة، وحتى مضاعفات القلب والاستشفاء".

لكن عند انخفاض مستويات الحديد، فإنه لا يظهر آثاره دائمًا على الفور، إذ قد يفتقر العديد منا إلى المعدن الأساسي دون أن يدركوا ذلك، بحسب ما ذكرت صحيفة "إكسبريس".

إذن ما هي العلامات التي يجب أن تبحث عنها، وماذا يجب أن تفعل إذا ظهرت لديك؟

الهالات السوداء وتقصف الشعر وهشاشة الأظافر

لا تفترضي أن الهالات السوداء تحت عينيك مجرد علامة على كثرة السهر. وإذا كانت أظافرك هشة أو متكسرة، فلا تلقي باللوم على المانيكير الذي تستخدميه، أو تحملي الشامبو المسؤولية عند تقصف أو تكسر شعرك.

تقول الدكتورة علوان: "الهالات السوداء وهشاشة الأظافر وتساقط الشعر أو فقدانه لحالته كلها علامات جسدية يمكن أن تشير إلى نقص الحديد".

ومع نقص الحديد، تنخفض مستويات الهيموجلوبين (وهو بروتين في خلايا الدم الحمراء يحمل الأكسجين في جميع أنحاء الجسم)، مما يعني أن أنسجة الجسم لا تتلقى ما يكفي من الأكسجين.

ولأن الجلد حول العيني هو الأرق مقارنة بالأماكن الأخرى في الجسم، فإن تأثير نقص الأكسجين يكون أكثر وضوحًا هنا، مما يتسبب في ظهور الجلد حول العينين بلون أغمق.

تضيف الدكتورة علوان: "إن خلايا الأظافر والشعر لا تستطيع التجدد بشكل فعال إذا كانت مخزونات الحديد في الجسم مستنفدة بشدة. ويعطي الجسم الأولوية للحديد للوظائف الأساسية، لذلك عندما تكون المخزونات منخفضة، فإن المناطق غير الحيوية مثل الشعر والأظافر غالبًا ما تظهر عليها أولى علامات النقص".

الشعور بالقلق

قد تشعر بالقلق أكثر من المعتاد أو تكافح للحفاظ على تركيزك. توضح الدكتورة علوان، أن تغيرات المزاج هي نتيجة محتملة أخرى لانخفاض الحديد. "يلعب الحديد دورًا في وظائف المخ، لذا فإن المستويات المنخفضة يمكن أن تساهم في ظهور أعراض مثل التهيج وضعف التركيز والاكتئاب".

من السهل تجاهل الشعور بالإرهاق كجزء من الحياة العصرية، ولكن إذا كنت تغفو بانتظام في وقت مبكر من المساء ولا تشعر بالراحة التامة أبدًا، فربما تكون مستويات الحديد لديك هي السبب.

تقول الدكتورة علوان: "قد يكون من الصعب قياس التعب الشديد، حيث يتعامل الكثير منا مع حياة مزدحمة وضغوط. ومع ذلك، إذا كان التعب مستمرًا ولا يخففه الراحة، فقد يكون ذلك علامة على نقص الحديد".

نوبات الدوار

إذا كانت الحركة اليومية تجعلك تشعر بضيق في التنفس أو الدوار، فقد يكون ذلك علامة على انخفاض نسبة الحديد في جسمك.

وبالمثل، قد يكون الشعور بالضعف أو الإغماء أو الدوار ناتجًا عن فقر الدم، حيث لا يحتوي الجسم على ما يكفي من خلايا الدم الحمراء لحمل الأكسجين في جميع أنحاء الجسم.

وتشدد الدكتورة علوان على أهمية أخذ هذه العلامات على محمل الجد، قائلة: "يجب أن تستدعي الأعراض مثل الدوخة والخفقان وضيق التنفس أو التعب المستمر عناية طبية. إذا واجهت هذه العلامات، فمن الضروري طلب المشورة على الفور، حيث يمكن للتدخل المبكر منع الحالة من التفاقم".

ما هو علاج نقص الحديد؟

بعد إجراء فحص الدم، قد يصف لك الطبيب أقراص الحديد، لكنه لا يمكن علاج هذه الحالة بين عشية وضحاها، كما توضح الدكتورة هيلين وول، وهي طبيبة عامة من بولتون.

وفقًا لها، "إن استعادة مستويات الحديد باستخدام أقراص الحديد ليست بالأمر السهل. وعادة ما يستغرق الأمر من ثلاثة إلى ستة أشهر لاستعادة مستويات الحديد. ومن المهم إدارة سبب نقص الحديد، مثل النزيف الشديد، وإلا فسوف يستمر نقص الحديد، بغض النظر عن كمية الحديد التي تتناولها".

ويضيف الدكتور نيتو باجيكال استشاري أمراض النساء، أن نقص الحديد أكثر شيوعًا لدى النساء منه لدى الرجال بسبب دورتهن الشهرية.

وتابع: "طبيًا، يمكن أن تسبب الدورة الشهرية الغزيرة فقر الدم، مما يجعلك تشعرين بالتعب وانخفاض الطاقة. إذا كان فقدان الدم أكثر من 80 مل، فإن هذا يسمى نزيف الحيض الغزير. يمكن أن يكون النزيف الغزير أكثر شيوعًا في سن اليأس وكذلك في حالات مثل بطانة الرحم".

وعلى الرغم من أن أقراص الحديد تعمل على إعادة بناء مخزون الحديد في الجسم، إلا أنها قد تؤدي في كثير من الأحيان إلى آثار جانبية بما في ذلك الإمساك أو البراز الرخو. وقد يتحول لون البراز إلى اللون الأسود ويشبه القطران أيضًا. وينصح الدكتور وول بالمثابرة وربما البحث عن دواء مختلف.

وشرح قائلاً: "يعاني العديد من الأشخاص من آثار جانبية في الجهاز الهضمي مثل تغيرات الأمعاء، لذا إذا كنت تعاني من هذه الآثار، ناقش الأمر مع الصيدلاني أو مقدم الرعاية الصحية، ولا تتوقف عن تناول الحديد. هناك تركيبات مختلفة وتغييرات في الجرعات يمكن أن تساعد".

ولتعزيز فعالية أقراص الحديد، ينصح الدكتور وال: "تناولها قبل تناول الطعام بـ 30 دقيقة على الأقل وتجنب أي أدوية أخرى لمدة ساعتين تقريبًا. كما أن تناول الحديد مع فيتامين سي مثل عصير البرتقال يمكن أن يعزز امتصاصه".

وتعتبر المكملات الغذائية التي تحتوي على الحديد أكثر لطفًا على المعدة ويمكن تناولها بشكل وقائي، كما يوضح فيل بيرد، أخصائي التغذية في شركة فيريديان نيوترشن.

وقال: "من خلال إعطاء الأولوية للحفاظ على الحديد من خلال المكملات الغذائية، فإنك تدعم مستويات الطاقة المتوازنة وتقلل من احتمالية الحاجة إلى علاجات الحديد المكثفة في المستقبل".

كيف يمكن للنظام الغذائي أن يعالج المشكلة؟

من المؤكد أن ما تتناوله من طعام يمكن أن يساعد في تحسين مستويات الحديد. ومع ذلك، فإن ما تأكله ومتى تأكله هو المفتاح. وعلى الرغم من أن السبانخ تحتوي على الحديد، لكن مصادر الحديد من النباتات لا توفر دائمًا نفس القدر من المغذيات مثل المنتجات الحيوانية.

يوضح بيرد: "قد يفشل النهج الذي يركز على الغذاء في الحصول على الحديد في بعض الأحيان لأن الحديد الغذائي لا يتم امتصاصه دائمًا بكفاءة، وخاصة من المصادر النباتية، التي توفر الحديد "غير الهيمي". يمتص الجسم الحديد من المصادر النباتية مثل الفاصوليا والعدس والسبانخ والحبوب المدعمة بشكل أقل فعالية".

كما أن اللحوم تحتوي على الحديد، لكن لا يتناول كل الناس ما يكفي منها. ويضيف بيرد: "في حين أن اللحوم الحمراء والدواجن والأسماك غنية بالحديد الهيمي، وهو الشكل الأكثر توفرًا بيولوجيًا، فإن العديد من الناس لا يتناولون هذه الأطعمة بانتظام أو يتجنبونها لأسباب غذائية أو أخلاقية".

ومع ذلك، فإن هناك مصادر لتعزيز احتياطيات الحديد، مثل: البندق، وجوز البرازيل، وزبدة الفول السوداني، والفواكه المجففة مثل التين والمشمش والتمر، وتحتوي جميعها على مستويات أعلى من الحديد.

يمكن أن تكون البذور أيضًا إضافة رائعة للوجبات، وخاصة بذور السمسم ودوار الشمس. كما تحتوي الأطعمة المعلبة مثل الفاصوليا والحمص والفاصوليا المخبوزة على الحديد، كما أن أغلب حبوب الإفطار التي نتناولها مدعمة بالحديد أيضًا.

يقول خبير التغذية، روب هوبسون، إن ما تأكله إلى جانب الأطعمة الغنية بالحديد يمكن أن يلعب دورًا لا يتجزأ إذا كنت تحاول تعزيز تناول الحديد.

وأضاف: "إن الجمع بين مصادر الحديد النباتية والأطعمة الغنية بفيتامين سي، مثل الفلفل الأحمر أو البروكلي، يمكن أن يعزز امتصاص هذا المعدن. ومن الحكمة أيضًا تجنب العفص، الذي يوجد في الشاي، والكافيين عند تناول الحديد، لذا أجّل تناول فنجان القهوة الصباحي لبضع ساعات للسماح للحديد بالعمل في نظامك".