دراسة: الميلاتونين يحمي العاملين ليلاً من الإصابة بالسرطان

بقلم | فريق التحرير | الاربعاء 26 فبراير 2025 - 03:33 م

يواجه العاملون في الدوريات الليلية خطرًا متزايدًا للإصابة بالسرطان، نظرًا لأن دورة نومهم المضطربة تسبب تآكلًا في الحمض النووي لديهم، لكن تناول الميلاتونين قد يساعد في درء هذا الخطر، وفقًا لدراسة جديدة.

وأفاد باحثون في مجلة "الطب المهني والبيئي"، أن الأشخاص الذين يعملون في دوريات ليلية ويتناولون الميلاتونين شهدوا زيادة كبيرة في مادة كيميائية حيوية في بولهم تشير إلى إصلاح أفضل للحمض النووي أثناء نومهم.

مكملات الميلاتونين تقلل خطر الإصابة بالسرطان

وخلص فريق البحث بقيادة الدكتورة بارفين بهاتي، العالمة البارزة في معهد أبحاث السرطان في جامعة كولومبيا البريطانية بكندا، إلى أن "مكملات الميلاتونين قد تكون استراتيجية تدخل قابلة للتطبيق لتقليل عبء السرطان بين العاملين في الدوريات الليلية".

وعادةً ما يكون لدى الأشخاص الذين يعملون في دوريات ليلية مستويات أقل من الميلاتونين، وهو هرمون يساعد في مزامنة دورات النوم والاستيقاظ. ويتم إنتاج الميلاتونين استجابة لتعرض الشخص لأشعة الشمس.

وقال الباحثون إن هذا يؤثر سلبًا على قدرة الجسم على إصلاح تلف الحمض النووي الذي يحدث كجزء من الحياة اليومية، مما يزيد من خطر الإصابة بالسرطان، بحسب وكالة "يو بي آي".

ولمعرفة ما إذا كان تعزيز مستويات الميلاتونين لدى الشخص قد يعوض عن هذا الضرر، جنّد الباحثون، 40 عاملاً في دوريات ليلية ووزعوا عشوائيًا نصفهم على تناول حبة ميلاتونين بجرعة 3 مليجرام قبل النوم كل يوم لمدة أربعة أسابيع. وتناول النصف الآخر حبة وهمية.

وقال الباحثون إن جميع المشاركين عملوا في دوريتين ليليتين متتاليتين على الأقل كل أسبوع، واستمرت هذه الفترة سبع ساعات على الأقل كل ليلة لمدة ستة أشهر على الأقل.

وقارن الباحثون، عينات البول المأخوذة في بداية ونهاية التجربة التي استمرت أربعة أسابيع للتحقق من مستويات 8-هيدروكسي-2'-ديوكسي جوانوزين (8-OH-dG) لدى المشاركين، وهي مادة كيميائية تنتج عندما تقوم الخلايا بإصلاح تلف الحمض النووي.

وأضاف الباحثون أن المستويات المرتفعة من 8-OH-dG تشير إلى أن الجسم يقوم بعمل أفضل في إصلاح الحمض النووي التالف.

فوائد تناول الميلاتونين

وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يتناولون الميلاتونين كان لديهم 80 بالمائة أكثر من 8-OH-dG في البول بعد النوم أثناء النهار.

وقال الباحثون إن الميلاتونين أثبت قدرته على تعزيز المسارات الجينية التي تشارك في إصلاح الحمض النووي. وقد تؤثر مستويات الميلاتونين المنخفضة على قدرة الجسم على التعرف على الحمض النووي التالف وإصلاحه.

وخلص الباحثون إلى أن هذه النتائج تستدعي إجراء المزيد من الدراسات في تجارب أطول أمدًا تشمل المزيد من الأشخاص.

واختتم الباحثون بقولهم: "إن تقييم الفعالية على المدى الطويل أمر بالغ الأهمية، لأن أولئك الذين يعملون في دوريات ليلية لسنوات عديدة سوف يحتاجون إلى تناول مكملات الميلاتونين بشكل مستمر خلال تلك الفترة الزمنية لتحقيق أقصى قدر من الفوائد المحتملة في الوقاية من السرطان".