أصحاب فصيلة الدم A أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية

بقلم | فريق التحرير | الاربعاء 12 مارس 2025 - 01:20 م

توصل باحثون في جامعة ميريلاند الأمريكية إلى أن أصحاب فصيلة الدم A أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية الإقفارية المبكرة - الناجمة عن انسداد تدفق الدم إلى المخ – مقارنة بأصحاب فصيلة الدم O الذين لديهم مخاطر أقل.

قال الدكتور ستيفن جيه. كيتنر، الباحث الرئيس المشارك في الدراسة وطبيب الأعصاب في المركز الطبي بجامعة ميريلاند: "يتزايد عدد المصابين بالسكتات الدماغية المبكرة. هؤلاء الأشخاص أكثر عرضة للوفاة بسبب هذا الحدث المُهدد للحياة، وقد يُعاني الناجون منه من إعاقة لعقود. ومع ذلك، لا تزال الأبحاث حول أسباب السكتات الدماغية المبكرة قليلة".

وفي تحليل أُجري عام 2022، قام كيتنر وزملاؤه بفحص بيانات 48 دراسة جينية، شملت 17 ألف مريض سكتة دماغية، وما يقرب من 600 ألف فرد سليم لم يُصابوا بسكتة دماغية قط. تراوحت أعمار جميع المشاركين بين 18 و59 عامًا.

وبعد مراجعة ملفاتهم الجينية، اكتشف الباحثون وجود رابط محتمل بين السكتات الدماغية المبكرة والجزء من الكروموسوم الذي يحتوي على الجين الذي يحدد ما إذا كانت فصيلة الدم A أو AB أو B أو O.

ارتباط فصيلة الدم بالسكتة الدماغية

قال الدكتور براكستون دي ميتشل، الباحث الرئيس وأستاذ الطب في جامعة ميريلاند: "كان ارتباط فصيلة الدم بالسكتة الدماغية التي تبدأ في وقت متأخر أضعف بكثير مما وجدناه مع السكتة الدماغية المبكرة".

وبعد تعديل العوامل مثل الجنس وعوامل أخرى، وجد فريق البحث أن الأشخاص الذين لديهم فصيلة الدم O - وهي فصيلة الدم الأكثر شيوعًا - لديهم خطر أقل بنسبة 12 بالمائة للإصابة بالسكتة الدماغية مقارنة بفصائل الدم الأخرى.

وفي الوقت نفسه، كان أصحاب فصيلة الدم A، أكثر عرضة لخطر الإصابة بسكتة دماغية مبكرة بنسبة 16 بالمائة، بحسب ما ذكرت صحيفة "نيويورك بوست".

لكن الباحثين أكدوا أن أصحاب فصيلة الدم A لا ينبغي أن يصابوا بالذعر أو يتسرعوا في إجراء اختبارات طبية غير ضرورية بناء على النتائج.

قال كيتنر: "ما زلنا لا نعرف لماذا يشكل فصيلة الدم A خطرًا أعلى، ولكن من المحتمل أن يكون لذلك علاقة بعوامل تخثر الدم مثل الصفائح الدموية والخلايا التي تبطن الأوعية الدموية بالإضافة إلى البروتينات الأخرى المتداولة، والتي تلعب جميعها دورًا في تطور جلطات الدم".

وتُعد جلطات الدم سببًا رئيسًا للسكتات الدماغية الإقفارية، إذ تعيق تدفق الدم إلى الدماغ. وتشير دراسات سابقة إلى أن أصحاب فصيلة الدم A قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بجلطات في الساقين، أو ما يُعرف بتجلط الأوردة العميقة.

وأضاف كيتنر "من الواضح أننا بحاجة إلى المزيد من الدراسات المتابعة لتوضيح آليات زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية".

وأشار الباحثون أيضًا إلى أن دراستهم كانت بها بعض القيود، من بينها الافتقار إلى التنوع بين المشاركين.

في حين أن السكتات الدماغية أكثر شيوعًا بين البالغين الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أكثر، فإن عدد الحالات بين البالغين الأصغر سنًا آخذ في الارتفاع على مستوى العالم.

تأثيرات السكنة الدماغية

وحتى مع النجاة منها، قد يكون التأثير الجسدي شديدًا، وغالبًا ما يؤدي إلى عجز إدراكي دائم، وضعف في الرؤية، ومشاكل في التنسيق، وضعف، وشلل. كما أن التأثير النفسي شديد، إذ يعاني العديد من الناجين من السكتات الدماغية من الاكتئاب والقلق.

وتشمل عوامل الخطر التقليدية للسكتة الدماغية ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول، وداء السكري، والتدخين، وتعاطي الكحول. كما أن السمنة، واتباع نظام غذائي غير صحي، وقلة ممارسة الرياضة قد تزيد من فرص الإصابة.

قال الدكتور مارك ت. جلادوين، نائب الرئيس التنفيذي للشؤون الطبية في جامعة ميريلاند بالتيمور: "تطرح هذه الدراسة سؤالاً مهماً يتطلب بحثاً أعمق في كيفية تأثير فصيلة الدم المحددة وراثياً على خطر الإصابة بالسكتة الدماغية المبكرة". وأضاف: "تشير هذه الدراسة إلى الحاجة الملحة لإيجاد طرق جديدة للوقاية من هذه الأحداث المدمرة المحتملة لدى الشباب".