توصلت دراسة بريطانية إلى أن تناول نظام غذائي صحي للأمعاء يتضمن البروكلي والتوت البري والشاي الأخضر والبروبيوتيك قد يوقف تطور بعض حالات سرطان البروستاتا.
وأظهرت الدراسة التي شملت 212 رجلاً مصابين بسرطان البروستاتا، أن أولئك الذين عززوا نظامهم الغذائي بمثل هذه الأطعمة أبطأوا معدل تقدم المرض بنسبة تصل إلى 42 في المائة.
وتم تشخيص جميع هؤلاء المرضى بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة (بطيء النمو ومن غير المرجح أن يتطور إلى ما بعد البروستاتا) ويتم التعامل معهم من خلال المراقبة النشطة، حيث يراقب الأطباء المرض ويقدمون العلاج إذا بدأ السرطان في النمو.
وفي بداية التجربة التي استمرت أربعة أشهر، كان جميع المرضى يفكرون في علاج أكثر جذرية نظرًا لظهور علامات على تطور مرضهم. وفي النهاية، تحسنت نتائجهم بشكل ملحوظ، فاختار معظمهم البقاء تحت المراقبة النشطة.
تأثير الطعام على مرضى سرطان البروستاتا
وقال البروفيسور روبرت توماس، استشاري الأورام في مستشفيات أدينبروكس وبيدفورد، وأحد مؤلفي الدراسة: "تقدم نتائجنا الأمل للعديد من الرجال المصابين بسرطان البروستاتا بأنهم قد يتمكنون من إدارة مرضهم عن طريق تغيير ما يختارون تناوله من طعام".
وأضاف، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل": "قد يغنيهم هذا عن الحاجة إلى التدخلات الجراحية، مثل العلاج الإشعاعي وحتى الجراحة، التي لها آثار جانبية غير سارة وطويلة الأمد بما في ذلك مشاكل التبول وضعف الانتصاب".
وخلال الدراسة التي عُرضت نتائجها في الجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري الشهر الماضي، أُعطي جميع المشاركين مكملًا غذائيًا مُصممًا خصيصًا غنيًا بمركبات نباتية مضادة للأمراض تُسمى المواد الكيميائية النباتية، مُصنعة من أطعمة كاملة مُركزة - البروكلي، والكركم، والرمان، والشاي الأخضر، وجذر الزنجبيل العضوي، والتوت البري.
وتلقى نصف الرجال أيضًا كبسولة بروبيوتيك تحتوي على البكتيريا "الجيدة" اللاكتوباسيلوس، والإينولين (نوع من الألياف التي تغذي البكتيريا الجيدة)، وفيتامين د.
ووجد الرجال الذين تناولوا المكملات الغذائية النباتية فقط، أن السرطان لديهم تقدم بشكل أبطأ بنسبة 28 بالمائة (وفقا لنتائج اختبار مستضد البروستات النوعي) مقارنة بالأشهر الستة التي سبقت تناولها.
لكن لدى من تناولوا كلا المكملين، تباطأ تطور السرطان بنسبة 42 بالمائة. وأظهرت فحوصات الرنين المغناطيسي قبل التجربة وبعدها انكماش السرطان لدى خمسة رجال تناولوا كلا المكملين، بينما ظلّ مستقرًا لدى الأغلبية (92 بالمائة).
ولم يلاحظ سوى تسعة رجال (ثمانية في المجموعة الكيميائية النباتية، وواحد في المجموعة التي تناولت المكملات المزدوجة) تطور المرض لديهم واختاروا علاجًا أكثر جذرية بعد التجربة.
كما أفاد رجال من كلا المجموعتين بتحسن بنسبة 25 بالمائة في أعراض التبول، بما في ذلك سلس البول الإلحاحي، وسيلان البول، والحاجة إلى التبول ليلاً. وستُنشر النتائج الكاملة هذا الصيف في مجلة رائدة في مجال السرطان.
لماذا تجلب المكملات الغذائية مثل هذه الفوائد؟
يقول البروفيسور توماس: "تعمل المواد الكيميائية النباتية على تعزيز نشاط مضادات الأكسدة في الجسم، مما يحمينا من تلف الحمض النووي (الذي يشكل محفزًا لتكوين السرطان)".
وأضاف: "كما أنها تعمل على تثبيط الالتهاب الزائد الذي يعد محركًا قويًا للخلايا السرطانية.
وتابع: "وفي الآونة الأخيرة، تم اكتشاف أن المواد الكيميائية النباتية تلعب دورًا رئيسًا في المساعدة على الحفاظ على التوازن الصحي للبكتيريا المعوية الجيدة. تساعد الأمعاء الصحية على منع تسرب السموم المتناولة التي تسبب السرطان إلى الجسم".
وفي الوقت نفسه، يقول إن البروبيوتيك تساعد في تحليل المواد الكيميائية النباتية إلى شكل يمكن امتصاصه بسهولة أكبر: "وهذا يفسر لماذا رأى أولئك الذين تناولوا المكملين الغذائيين النتائج الأكثر أهمية".
ووفقًا للبروفيسور توماس، فإن تناول كبسولتين من المكملات الغذائية النباتية يومياً يعادل تناول خمسة زهرات بروكلي متوسطة الحجم، ونصف رمانة، وملعقة كبيرة من الكركم، وثلاثة أكواب من الشاي الأخضر، وعشر حبات من التوت البري، ومكعب بحجم 1 سم من الزنجبيل المبشور الطازج.
أما بالنسبة للبروبيوتيك، فيضيف أنه "يمكنك تناول كمية مماثلة من البروبيوتيك مع نصف كوب من الكفير، أو ملعقة كبيرة من الكيمتشي أو مخلل الملفوف الحي كل يوم".