بشرى لمرضى سرطان البروستاتا.. تقنية جراحية تحمي من ضعف الانتصاب

بقلم | فريق التحرير | الاثنين 24 مارس 2025 - 02:49 م

ابتكر باحثون، تقنية جراحية للرجال المصابين بسرطان البروستاتا تقلل من خطر الإصابة بأحد أكثر المضاعفات شيوعًا وخوفًا.

ووجدت الدراسة التي نشرت في مجلة "لانسيت"، أن هذه التقنية المعروفة باسم "نيوروسيف" خفضت معدلات ضعف الانتصاب لدى المرضى إلى النصف.

وطبقت هذه التقنية في خمسة مستشفيات تابعة لهيئة الخدمات الصحية ببريطانيا. وعلى عكس الطرق القديمة، فإن هذه التقنية الجديدة تحافظ بشكل أفضل على الأعصاب المسؤولة عن الانتصاب والتي تمر عبر الطبقات الخارجية من البروستاتا.

ويقول الخبراء إن هذه العملية الجراحية الرائدة هي الأولى من نوعها في قدرتها على إزالة سرطان البروستاتا بالكامل وتقليل المضاعفات.

وقال البروفيسور جريج شو، الذي قاد التجربة من جامعة لندن كوليدج: "تظهر هذه التجربة أن الرجال ليسوا مضطرين لمواجهة فقدان الوظيفة الانتصابية الذي يغير حياتهم".

وأضاف، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل": "يجب الآن استخدام هذه التقنية على نطاق أوسع في جميع أنحاء هيئة الخدمات الصحية الوطنية، حتى يتمكن أكبر عدد ممكن من المرضى من الاستفادة منها".

جراحة "نيوروسيف" وضعف الانتصاب

وقيّمت الدراسة 344 رجلاً في خمسة مستشفيات بالمملكة المتحدة. بعد اثني عشر شهرًا من الجراحة، لم يُعانِ 39 بالمائة من الرجال الذين خضعوا لجراحة "نيوروسيف" من ضعف الانتصاب، أو كان لديهم ضعف انتصاب خفيف.

وبلغت هذه النسبة 23 بالمائة لدى الرجال الذين خضعوا لجراحة تقليدية. كما ساهمت تقنية "نيوروسيف" في إنقاذ المزيد من الرجال من سلس البول، وهو من المضاعفات الشائعة الأخرى.

والفرق بين هذا الإجراء والجراحة الروبوتية القياسية هو أن الأطباء قادرون على تحليل كل طبقة من غدة البروستاتا أثناء العملية حتى يتمكنوا من ترك أي نسيج غير سرطاني والحفاظ على الأعصاب سليمة.

وقال أحد المرضى المشاركين في التجربة، كورتني مينج: "بدون هذه الجراحة لم أكن لأعيش نفس نوعية الحياة التي أعيشها الآن، وكانت حياتي الجنسية ستنتهي".

وأضاف الرجل البالغ من العمر 62 عامًا من لندن، أنه تم تشخيص حالته بأنه "لا أعراض ولا ألم ولا استيقاظ أثناء الليل ولا شيء".

سرطان البروستاتا

وسرطان البروستاتا هو الشكل الأكثر شيوعًا لهذا المرض عند الرجال، ويصيب هذا المرض غدة البروستاتا، وهي عضو بحجم حبة الجوز يقع أسفل المثانة وينتج السائل المنوي.

وأثناء عملية استئصال البروستاتا الجذري، يكون هدف الجراح هو إزالة الطبقات الخارجية من البروستاتا، دون التأثير على الأعصاب الحساسة المسؤولة عن الانتصاب والتحكم في البول.

والمشكلة هي أن فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي لا تستطيع تحديد حدود السرطان بدقة، لذلك يقول البروفيسور شو إنهم "غالبًا ما يتعين عليهم توخي الحذر" وغالبًا ما يزيلون الأعصاب غير الضرورية التي تسبب الآثار الجانبية الشائعة.

وتُعالج تقنية " نيوروسيف" هذه المشكلة. إذ باستخدامها يستأصل الجرّاح غدة البروستاتا مع الحفاظ على أكبر قدر ممكن من الأنسجة العصبية المحيطة بها.

يتم بعد ذلك تجميد طبقات البروستاتا بشكل سريع ويتم فحص عينات منها بواسطة أخصائي علم الأمراض أثناء استمرار العملية ويكون المريض تحت تأثير التخدير العام.

وإذا تم العثور على السرطان على حواف البروستاتا، حول المكان الذي توجد فيه الأعصاب الرئيسة، يمكن للجراح بعد ذلك إزالة الأنسجة الإضافية، والتضحية بالأعصاب ولكن تحقيق إزالة كاملة للورم.

وإذا لم يتم العثور على أي سرطان، فإن العملية تكون كاملة ويتم ترك الأعصاب سليمة مما يسمح للمريض بالحفاظ على الوظيفة الجنسية.

ويقول الخبراء إن مثل هذه التطورات من شأنها أن تساعد في الدعوة إلى تقديم برنامج فحص وطني جديد لسرطان البروستاتا.