هذه الأطعمة تطرد المواد الكيميائية المسببة للسرطان إلى الأبد

بقلم | فريق التحرير | الاثنين 02 يونيو 2025 - 02:29 م

أظهرت دراسة أن الإكثار من تناول الألياف قد يساعد في التخلص من "المواد الكيميائية الدائمة" المسببة للسرطان.

وقارن باحثون في بوسطن بالولايات المتحدة، الرجال الذين تناولوا مكملات الألياف ثلاث مرات يوميًا مع نظرائهم الذين تناولوا مكملات تعتمد على الأرز لمدة أربعة أسابيع.

وكشفت اختبارات الدم أن أولئك الذين تناولوا ألياف بيتا جلوكان، الموجودة في الشوفان، قبل كل وجبة لمدة أربعة أسابيع، انخفض لديهم "المواد الكيميائية إلى الأبد" بنسبة ثمانية في المائة، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل".

المواد الكيميائية السامة

والمواد الكيميائية السامة (مواد البيرفلورو ألكيل والبولي فلورو ألكيل)، لا تتحلل بشكل طبيعي في البيئة، وتسرب من الحاويات البلاستيكية وأواني الطهي غير اللاصقة إلى الطعام وتتراكم في الأعضاء الحيوية، مما يزيد من خطر فشل الأعضاء والعقم وبعض أشكال السرطان.

ويعتقد الباحثون أن الألياف تساعد على تصفية الصفراء الزائدة من الجهاز الهضمي، والتي تلتصق بها المواد الكيميائية السامة ليتم امتصاصها بواسطة مجرى الدم.

وفي حين أثبتت جبال من الأبحاث التأثيرات القاتلة للمواد الكيميائية على الجسم، فإن الدراسة الجديدة هي واحدة من أولى الدراسات التي تقدم طريقة مثبتة علميًا للتخلص من السموم، والتي كان يُعتقد أنها تعيش في الجسم إلى الأبد.

وكتب الباحثون من جامعة بوسطن: "على الرغم من المخاوف المتزايدة بشأن سمية (المواد الكيميائية السامة)، فإن التدخلات المحددة لتقليل مستوياتها في الجسم محدودة".

وشملت الدراسة، التي نشرت في مجلة الصحة البيئية في شهر مارس، 72 رجلاً بالغًا تتراوح أعمارهم بين 18 و65 عامًا، مع وجود مستويات يمكن اكتشافها من المواد الكيميائية السامة في دمائهم.

ومن بين هؤلاء، تناول 42 شخصا مكملات غذائية تبلغ جرامًا واحدًا من بيتا جلوكان الشوفان، وهو نوع من الألياف الموجودة بشكل طبيعي في الشوفان والفطر والبذور، ثلاث مرات يوميا، قبل حوالي 10 دقائق من تناول وجبة الطعام.

وتناول المشاركون الثلاثين الآخرون مكملات غذائية تحتوي على الأرز بدلاً من ذلك.

وجمع الباحثون عينات دم من كل مشارك قبل وبعد التجربة التي استمرت أربعة أسابيع. بحث كل اختبار عن 17 نوعًا من المواد الكيميائية السامة.

في البداية، كان لدى 70 بالمائة من المشاركين 11 من 17 شكلاً من أشكال المواد الكيميائية السامة في دمائهم، وكان هناك خمسة أشكال في دم كل مشارك.

فوائد تناول الألياف

وتوصلت الدراسة إلى أن الرجال الذين تناولوا مكملات الألياف شهدوا انخفاضًا بنسبة ثمانية في المائة في حمض البيرفلورو أوكتانوات (PFOA) وحمض البيرفلورو أوكتان سلفونيك (PFOS)، اللذين يعتبران اثنين من أخطر أشكال المواد الكيميائية السامة.

وهما عبارة عن مواد كيميائية صناعية تستخدم في رغوة مكافحة الحرائق وأواني الطهي غير اللاصقة وطاردات البقع لجعلها مقاومة للماء والبقع.

وتُصنّف الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC) حمض بيرفلورو الأوكتانويك (PFOA) ضمن المواد المسرطنة من المجموعة الأولى، ما يعني أنه يُسبب السرطان لدى الحيوانات. أما حمض بيرفلورو الأوكتانويك (PFOS)، فيُصنّف ضمن المواد المسرطنة من المجموعة الثانية، ما يُشير إلى أنه قد يُسبب السرطان لدى الحيوانات.

ويُعتقد أيضًا أن كلتا المادتين الكيميائيتين من المواد الكيميائية التي تسبب خللًا في الغدد الصماء، وهذا يعني أنها تحاكي هرمونات الجسم وتتداخل مع إنتاج الهرمونات الطبيعية مثل الإستروجين والتستوستيرون والاستجابة لها.

ويؤدي هذا إلى زيادة خطر الإصابة بأنواع السرطان الحساسة للهرمونات مثل سرطان الثدي وسرطان المبيض.

حماية الخلايا المبطنة للأمعاء

ويعتقد الباحثون أن الألياف الغذائية تُشكّل مادة هلامية تمنع الخلايا المبطنة للأمعاء من امتصاص مركبات المواد الكيميائية السامة. ويرجع ذلك إلى أن هذه المادة تمنع إعادة امتصاص الأحماض الصفراوية، التي تُساعد على تكسير الدهون، في مجرى الدم.

وبدلًا من ذلك، يتم إخراج تلك الصفراء الزائدة من خلال البراز. ويُعتقد أن المواد الكيميائية السامة تلتصق بالصفراء وتنتقل عبر الأمعاء، لذا قد تساعد الألياف في طرد المواد الكيميائية إلى خارج الجسم قبل أن تتراكم وتسبب أضرارًا دائمة.

لكن الباحثين قالوا إنه ليس كل الألياف تتخلص من المواد الكيميائية السامة، وأن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتحديد ما إذا كانت الأنواع الأخرى لها تأثير مماثل.

بالإضافة إلى تخليص الجسم من المواد الكيميائية السامة، فإن الألياف معروفة أيضًا بأنها تضيف وزنًا إلى البراز وتجعله أسهل في المرور، مما يقلل من خطر الإمساك ويعزز حركة الأمعاء المنتظمة.

ويقضي البراز الناعم وقتًا أقل في القولون، مما يقلل من خطر الملوثات الضارة التي تسبب الالتهاب وتحفز نمو الخلايا بشكل لا يمكن السيطرة عليه، مما يقلل من احتمالية الإصابة بسرطان القولون.