ماذا يحدث لجسمك عندما تتناول كمية كبيرة من البروتين؟

بقلم | فريق التحرير | الثلاثاء 03 يونيو 2025 - 02:33 م

في حين أن البروتين ضروري لبناء العضلات والحفاظ على الصحة العامة، فإن الإفراط في تناوله قد يسبب بعض المخاطر والآثار الجانبية الخطيرة.

قال الدكتور جوزيف أنطون، الرئيس التنفيذي لشركة "إل-نوترا" لمنتجات إطالة العمر، لصحيفة "نيويورك بوست": "إن تناول كميات زائدة من البروتين، وخاصة من المصادر الحيوانية، يرفع مستويات عامل النمو الشبيه بالأنسولين 1 (IGF-1)"، وهو هرمون يتم إنتاجه بشكل أساسي في الكبد، ويلعب دورًا حاسمًا في تعزيز النمو وتنظيم عملية التمثيل الغذائي.

وأضاف: "على الرغم من أنه ضروري في مرحلة الطفولة ولإصلاح العضلات، إلا أن ارتفاع مستويات IGF-1 بشكل مزمن لدى البالغين يرتبط بالشيخوخة البيولوجية المتسارعة وبالتالي زيادة خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالعمر، وخاصة السرطان".

غير أن تعزيز نمو الخلايا مع إهمال الإصلاح يزيد من خطر حدوث طفرات في الحمض النووي، مما قد يؤدي إلى الإصابة ببعض أنواع السرطان، ومرض السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية.

ويصف أنطون ارتفاع مستوى IGF-1 بشكل مزمن بأنه "مرض سكري البروتين"، لأنه "يسبب شيخوخة الجسم بشكل مفرط يتجاوز ما تحتاجه العضلات".

ما هي كمية البروتين التي تعتبر كثيرة جدًا؟

يعتمد ذلك على عمرك وأهدافك. إذا كنت أصغر من 65 عامًا، ينصح أنطون بتناول 0.31 إلى 0.36 جرام من البروتين النباتي لكل رطل من وزن الجسم يوميًا.

ويعادي ذلك 46.5 إلى 54 جرامًا من البروتين لشخص يزن 150 رطلاً (أكثر من 68 كيلوجرامًا)- أو ما يقرب من سبع بيضات كبيرة، أو 200 جرام من صدور الدجاج أو كوبين من العدس المطبوخ.

وتابع: "إذا كان عمرك يزيد عن 65 عامًا، فينصح بزيادة تناول البروتين قليلًا إذا كنت تفقد العضلات أو الوزن. بالنسبة للأفراد الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا والذين يعانون من فقدان العضلات أو القوة أو الوزن، يوصى بزيادة البروتين من مصادر مثل الأسماك والبيض والجبن والزبادي المصنوع من حليب الأغنام أو الماعز".

أما بالنسبة للأنظمة الغذائية العصرية المعتمدة على اللحوم فقط، مثل حمية آكلات اللحوم، فيحذر أنطون من أن "اتباع النظام الغذائي المعتمد على اللحوم يحمل مخاطر كبيرة على المدى الطويل".

ويرتبط ارتفاع مستويات عامل النمو الشبيه بالأنسولين (IGF-1) وتناول كميات كبيرة من الدهون المشبعة بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والعديد من أنواع السرطان، مثل سرطان القولون والمستقيم.

إضافةً إلى ذلك، فإن نقص الألياف - وهو عنصر أساسي لصحة الأمعاء - قد يؤدي إلى خلل التوازن البكتيري والالتهاب وزيادة احتمالية الإصابة بأمراض مزمنة مثل داء الأمعاء الالتهابي والتهاب الرتج.

أضرار تجاهل تناول الفواكه والخضروات

وأضاف أنطون، أن التخلص من الفواكه والخضروات وغيرها من الأطعمة النباتية يمكن أن يحرم جسمك من مضادات الأكسدة والعناصر الغذائية الأساسية، والتي تعد ضرورية لحياة طويلة وصحية.

وأشار إلى أنه "بينما قد يرى بعض الأفراد فوائد قصيرة المدى من التخلص من الأطعمة المصنعة للغاية لصالح الأطعمة الكاملة، فإن اتباع نظام غذائي يعتمد فقط على اللحوم ليس حلاً مستدامًا أو يعزز الصحة".

وأوضح: "قد يجد الأشخاص الذين يعانون من أمراض المناعة الذاتية الشديدة أو مشاكل في الجهاز الهضمي والذين يجربون أنظمة الحمية الغذائية الإقصائية راحة مؤقتة، ولكن الاعتماد على مثل هذا النهج المتطرف على المدى الطويل لا تدعمه العلوم".

وبدلاً من ذلك، يوصي باتباع "نهج متوازن يعتمد على النباتات" و"غني بالكربوهيدرات المعقدة والبروتينات النباتية/السمكية والدهون الصحية من المكسرات والبذور"، مشيرًا إلى وجود أدلة كافية على أن هذا هو الأفضل لطول العمر.

وقال "عندما ندرس المعمرين، نلاحظ أن معظمهم يتبعون نظامًا غذائيًا متوسطيًا أو نباتيًا أو نباتيًا مرنًا، ويصومون عدة مرات في السنة لأسباب ثقافية أو دينية".

وأشار أنطون إلى الأبحاث الأخيرة التي تشير إلى أن معدل IGF-1 الأمثل يتراوح بين 130 و160، في حين أن "أقل من 130 IGF-1، هناك حاجة إلى المزيد من البروتينات للعضلات؛ وفوق 160، فإن الجسم يشيخ أسرع من المثالي".