انتبهي.. نقص هذه الأطعمة أثناء الحمل يؤدي إلى ولادة "طفل خنثى"
بقلم |
فريق التحرير |
الاحد 08 يونيو 2025 - 03:49 م
حذرت دراسة من أن عدم الحصول على كمية كافية من الحديد أثناء الحمل قد يزيد من خطر ولادة طفل خنثى.
وتوصل باحثون لأول مرة إلى أن الفئران الحوامل التي تعاني من نقص هذا المعدن من المرجح أن تلد ذكورًا لديهم أعضاء تناسلية أنثوية.
ويحدث هذا النقص أثناء الحمل في أغلب الأحيان بسبب نقص الحديد في النظام الغذائي، والذي يمكن أن يأتي بشكل طبيعي من تناول الأطعمة الغنية بالحديد مثل اللحوم الحمراء والفاصوليا الحمراء وفول الصويا والحمص والمكسرات والخضروات الورقية الخضراء.
ويمكن من خلال فحص دم بسيط تحديد مستويات الحديد لدى المرأة، وفي حال وجود نقص، يمكن وصف مكمل غذائي. ويُنصح أحيانًا بتناول فيتامين ج، الذي يُساعد الجسم على امتصاص الحديد بفعالية أكبر.
أهمية الحديد في نمو الأعضاء
ومن المعروف بالفعل أن الحديد يلعب دورًا في نمو الأعضاء، وأظهرت دراسة حديثة أخرى أن الأطفال الذين يولدون لأمهات لديهن مستويات منخفضة من الحديد هم أكثر عرضة للإصابة بعيوب في القلب.
لكن النتائح الجديدة تشير إلى أن نقص الحديد قد يؤثر أيضًا على تطور الأعضاء الجنسية، بحسب ما ذكرت صحيفة "ديلي ميل".
وقال الباحث الرئيس فينسنت هارلي، المتخصص في علم الوراثة الجزيئية في معهد هدسون للأبحاث الطبية في أستراليا، إن هذا "يقدم مجالًا جديدًا ومثيرًا للدراسة".
والخنوثة هي حالة يكون فيها لدى الأفراد أعضاء تناسلية أو أعضاء تناسلية لا تتناسب مع التعريفات الثنائية النموذجية للذكر أو الأنثى.
وقد يحمل الأشخاص ثنائيو الجنس كروموسومات تختلف عن الكروموسومات الثنائية الذكرية والأنثوية النموذجية. قد لا تتطابق أعضاؤهم التناسلية مع أعضائهم التناسلية، أو قد يحملون سمات كليهما. قد يشمل ذلك اختلافات في الأعضاء التناسلية الخارجية أو الداخلية.
في الثدييات، يتم تحديد الجنس البيولوجي من خلال وجود أو غياب الكروموسوم Y - الإناث عادة ما يكون لديها كروموسومات XX بينما الذكور عادة ما يكون لديهم كروموسومات XY.
ومن ثم، فإن الجين الأساسي يكون مسؤولاً عن تكوين الأعضاء الجنسية المقابلة، مثل الخصيتين والقضيب أو المبايض والمهبل.
على سبيل المثال، عادةً ما تنتج الفئران التي تحمل كروموسومات XY الخصيتين إذا تم تنشيط جين يسمى "Sry" (جين منطقة تحديد الجنس Y) والمبايض إذا لم يتم تنشيطه.
وأظهر فريق البحث في السابق أن Sry يتم تنشيطه بواسطة إنزيم يسمى "هيستون ديميثيلاز"، والذي يحتاج إلى الحديد للقيام بوظائفه.
وفي اختباراتهم المعملية الجديدة، نظر الباحثون إلى كيفية تأثير مستويات الحديد على تطور الأعضاء الجنسية لدى الأجنة.
انخفاص مستويات هيستون ديميثيلاز
في إحدى التجارب التي أجروها، أعطى الباحثون فئرانًا ذات مستويات منخفضة من هيستون ديميثيلاز نظامًا غذائيًا خاليًا من الحديد لمدة شهر قبل الحمل ولمدة أسبوعين أثناء الحمل، وقارنوا ذلك بالفئران التي تم تغذيتها على نظام غذائي تحكمي.
وكانت مستويات الهيموجلوبين وخلايا الدم الحمراء أقل بين الفئران التي تعاني من نقص الحديد مقارنة بالفئران التي تناولت النظام الغذائي التقليدي، كما هو متوقع.
لكن اثنين من الأطفال الذكور البالغ عددهم 43 طفلاً الذين حملتهم أمهات يعانين من نقص الحديد تطورت لديهم أيضاً أعضاء تناسلية أنثوية.
وقد نمت لدى جميع الفئران الضابطة أعضاء جنسية تقليدية لكروموسوماتها.
وكشفت اختبارات أخرى، تعمقت في دراسة تأثير الحديد، عن نتائج مماثلة.
في إحدى الدراسات، وُلِد أربعة فئران تحمل كروموسومات XY (الذكور النموذجية) بمبيضين وواحد بمبيض واحد وخصية واحدة.
يمكن افتراض أنه عندما تكون مستويات الحديد منخفضة، فإن إنزيم "هيستون ديميثيلاز" قد لا يقوم بتنشيط جين Sry، المسؤول عن نمو الأعضاء الجنسية الذكرية والأعضاء التناسلية.
وبسبب هذا، فإن الفئران التي تحمل كروموسومات XY قد تطور أعضاء أنثوية - أو كلا النوعين من الأعضاء.
النظام الغذائي للأم
تشير الأدلة الناشئة إلى أن النظام الغذائي للأم والتعرض للسموم البيئية يمكن أن يؤثر على نشاط الجينات المشاركة في التطور المبكر للخصيتين والمبايض.
ويضيف هارلي أن النتائج الأخيرة قد يكون لها تأثير على المشورة الطبية بشأن تناول الحديد أثناء الحمل.
توصلت دراسة منفصلة تبحث في العلاقة بين الحديد وتطور الأعضاء إلى أن الأطفال الذين يولدون لأمهات يعانين من انخفاض مستويات الحديد هم أكثر عرضة للإصابة بعيوب في القلب.
ويعتقد الباحثون الآن أن فقر الدم - انخفاض مستويات خلايا الدم الحمراء بسبب انخفاض مستويات الحديد - لدى النساء الحوامل قد يكون السبب في حوالي واحدة من كل 20 حالة من أمراض القلب الخلقية.
وتعتبر هذه الحالة المميتة واحدة من أكثر أنواع العيوب الخلقية شيوعًا.
وحللت الدراسة التي أجرتها مؤسسة القلب البريطانية بيانات 16500 أم، ووجدت أن فرص إنجاب طفل مصاب بأمراض القلب التاجية كانت أكبر بنسبة 47 بالمائة لدى النساء اللاتي لديهن مستويات منخفضة من الحديد في أول 100 يوم من الحمل.
وسيقوم الخبراء الآن بالتحقيق فيما إذا كان تناول مكملات الحديد قبل وأثناء الحمل يمكن أن يساعد في منع عيوب القلب.
