وداعًا للصلع.. علماء يبتكرون علاجًا يعيد الشعر المتساقط

بقلم | فريق التحرير | الاربعاء 18 يونيو 2025 - 03:35 م

زف باحثون في إسبانيا، بشرى للرجال الذين يعانون من مشكلة الصلع بعد أن ابتكروا علاجًا تساقط الشعر من المقرر طرحه للاستخدام في غضون سنوات قليلة من الآن.

ونجح خبراء في مستشفى كلينيكو سان كارلوس في مدريد في إنماء الشعر على الفئران الذكور والإناث باستخدام الخلايا الجذعية.

وخلال التجارب المعملية، تم استعادة سماكة معاطف بعض القوارض بالكامل في ثلاثة أسابيع فقط.

وقال الدكتور إدواردو لوبيز بران، رئيس قسم الأمراض الجلدية في مستشفى كلينيكو سان كارلوس، والباحث الرئيس في الدراسة: "في المستقبل، سنكون قادرين على تقديم حلول جديدة تسمح لنا بتلبية توقعات المرضى".

وتتواجد على فروة الرأس البشرية عشرات الآلاف من خصلات الشعر في ثقوب صغيرة في الجلد تعرف باسم بصيلات الشعر.

كيف يحدث الصلع؟

عادة، يحدث الصلع عندما تتقلص بصيلات الشعر مع مرور الوقت بسبب الجينات والهرمونات الجنسية الذكرية، مما يؤدي إلى ظهور شعر أقصر وأدق.

في نهاية المطاف، يتقلص حجم البصيلة إلى الحد الذي لا ينمو فيه شعر جديد، وهذا هو السبب في أن تساقط الشعر الوراثي التدريجي من فروة الرأس يزداد مع تقدم العمر.

وعلى مدى عقود من الزمن، شكل إعادة بناء الجلد مع الهياكل المرتبطة به مثل بصيلات الشعر والغدد الدهنية "تحديًا طبيًا حيويًا كبيرًا".

لكن استخدام الخلايا الجذعية - وهي خلايا خاصة لديها القدرة على التطور إلى العديد من أنواع الخلايا المختلفة - يقدم علاجًا واعدًا لتساقط الشعر.

تتمتع الخلايا الجذعية بالقدرة على إصلاح الأنسجة التالفة وحتى إنشاء بصيلات شعر جديدة عن طريق تكرار الخلايا الأصغر.

هرمون ديهيدروتستوستيرون

ولإجراء الدراسة، أعطى الباحثون للفئران الذكور والإناث هرمون ديهيدروتستوستيرون (DHT)، وهو هرمون يلعب دورا رئيسًا في التطور الجنسي للذكور.

وفي الوقت نفسه، يمنع امتصاص العناصر الغذائية بواسطة بصيلات الشعر، مما يؤدي إلى انكماشها وتساقطها - مما يؤدي إلى تساقط الشعر.

وبمجرد أن فقدت الفئران كل فرائها، تم حقن نصفها بخلايا جذعية ممزوجة بثلاثي فوسفات الأدينوزين (ATP)، وهو مركب يوفر الطاقة للخلايا.

وقال الدكتور لوبيز بران: "يعمل هذا المزيج على تحفيز تجديد الشعر من خلال الجمع بين القدرة التجديدية للأول مع الطاقة التي يوفرها الثاني. يعمل هذا التآزر على تعزيز تعافي بصيلات الشعر، مما يعزز نمو الشعر".

أما النصف الآخر من الفئران - المجموعة "المراقبة" - فلم يتم إعطاؤهم التركيبة الكيميائية لتكون بمثابة مقارنة.

خلال الأيام السبعة الأولى، كان نمو الشعر في الفئران المحقونة ضئيلاً، مما يشير إلى أن العلاج المماثل عند البشر قد يستغرق أكثر من أسبوع حتى يظهر تأثيره.

لكن بعد مرور 21 يومًا، شهد جميع الفئران الذكور التي عولجت بجرعات منخفضة نمو الشعر مجددًا - نصفهم بشكل كامل والنصف الآخر بشكل مكثف.

في غضون ذلك، شهدت 90 بالمائة من إناث الفئران نموًا للشعر بعد جرعات متوسطة. ومن بين هذه الفئران، حققت 50 بالمائة نموًا كاملًا، بينما حققت 40 بالمائة نموًا مكثفًا.

ووجد الباحثون أيضًا أن المجموعة التجريبية كان لديها كثافة أكبر لبصيلات الشعر وقطر البصلة، مما قد يؤدي إلى زيادة سمك خصلة الشعر وبالتالي شعر أقوى.

وفي نهاية الدراسة، تم إعدام الفئران عن طريق تعريضها لكميات مميتة من ثاني أكسيد الكربون.

إبطاء تطور الصلع

لكن إذا جرت الموافقة على استخدام هذا الخليط الكيميائي لدى البشر، فقد يؤدي ذلك إلى إبطاء تطور الصلع أو حتى عكس الأعراض الأولية.

وتشمل المرحلة التالية من الاختبار استخدام المرضى البشر الذين فقدوا شعرهم أو يظهرون علامات تساقط الشعر.

ويقدر الدكتور لوبيز بران وزملاؤه أن هذا قد يصبح حقيقة واقعة في غضون أربع أو خمس سنوات من الآن.

وأوضح الدكتور لوبيز بران لصحيفة "ديلي ميل"، أن العلاج سيتم عن طريق حقن في فروة الرأس.

وأضاف أن "هذا العلاج من المتوقع أن يتم تطبيقه عبر حقن الميزوثيرابي في فروة الرأس. وبالتالي، لن يكون الدواء متاحًا للشراء في الصيدليات، بل سيتطلب إدارته من قبل متخصص في الرعاية الصحية".

تكلفة العلاج

تظل تكلفة العلاج غير واضحة.

وأضاف الدكتور لوبيز بران: "فيما يتعلق بالتكلفة، فإن أي تقدير اقتصادي سيكون مجرد تكهنات في هذه المرحلة ويعتمد كليًا على مدى تقدم نتائج الفعالية والسلامة".

وعلى الرغم من أن نتائج هذا البحث واعدة، إلا أن الباحثين يشيرون إلى أن هناك حاجة إلى تجارب سريرية إضافية لتأكيد سلامته لدى البشر.

وتقدم الدراسة، التي نشرت في مجلة "ستيم سيل ريسيرش آند ثيرابي"، "خيارًا علاجيًا جيدًا" لاستخدام الخلايا الجذعية في إعادة نمو الشعر.

وعلى نحو مماثل، نجح علماء جامعة هارفارد في السابق في إنشاء عضويات جلدية - مزارع أنسجة صغيرة - من الخلايا الجذعية في طبق مختبري.

ويمكن أن تتطور هذه الخلايا إلى أنسجة جلدية متعددة الطبقات تحتوي على بصيلات الشعر والغدد الدهنية والدوائر العصبية عند زراعتها لمدة تتراوح بين أربعة إلى خمسة أشهر.

وتتضمن طريقة أخرى اقترحها مؤخرًا باحثون في اليابان استخدام مستخلصين نباتيين يساعدان بشكل طبيعي على النمو - لحاء نبات الفيلودندرون (الموجود في الأجزاء الاستوائية من آسيا) وقشر اليوسفي المجفف بالشمس.

ويقول فريق آخر إن السكر المسمى 2dDR والذي يوجد بشكل طبيعي في أجسامنا يمكن أن يحفز نمو الشعر في الفئران.