الحفاظ على صحة الشرايين أمر بالغ الأهمية، مما يؤدي إلى عمل الدم بكفاءة أكبر، ناقلاً الأكسجين والمغذيات إلى الأعضاء الحيوية، ومقللاً من خطر الإصابة بمشاكل صحية مختلفة، مثل الأزمات القلبية والسكتات الدماغية ومضاعفات القلب الأخرى.
أما في حال تصلب الشرايين، فيحدث تراكم مفرط للبلاك في الشرايين، مما يؤدي إلى انسداد كامل. وإذا حدث ذلك في الشرايين التاجية، فإنه يمكن أن يؤدي إلى أزمة قلبية، في حين أن الانسداد في شرايين الدماغ يمكن أن يسبب السكتة الدماغية.
وتُعرف المادة المتراكمة في الشرايين المسدودة باسم التصلب العصيدي أو اللويحة. تتكون هذه المادة بشكل أساسي من فائض الكوليسترول "الضار"، والمواد الدهنية، والنفايات الخلوية، والكالسيوم، والفيبرين (مادة مساعدة على التخثر)، وفقًا لموقع "ساري لايف". يحدث هذا التراكم داخل جدران الشرايين، وقد يُسبب تضييقها أو إعاقة تدفق الدم.
وتحدث حوالي 40 بالمائة من الأزمات القلبية بين الساعة السادسة صباحًا والظهر. هذه الفترة بطبيعتها أكثر خطورةً بسبب ارتفاع مستويات الكورتيزول والأدرينالين، مما قد يزيد من تخثر الدم. والتغيرات الصباحية الطبيعية في الجسم، مثل ارتفاع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، بالإضافة إلى زيادة احتمالية التخثر، هي التي تزيد من خطر الإصابة.
وكشف الدكتور إريك بيرج، الخبير الصحي في مقطع فيديو عبر قناته على موقع "يوتيوب" عن أفضل طعام يعمل على فتح الشرايين المسدودة، ومنع الإصابة بالأزمات القلبية أو السكتات الدماغية، فيما وصفه بأنه منظف طبيعي للشرايين دون آثار جانبية.
حمض إيكوسابنتينويك
على الرغم من أن الأسبرين معروف بقدرته على الوقاية من الأزمات القلبية عن طريق تسييل الدم وتقليل تكوّن الجلطات، إلا أن له آثارًا جانبية، وقد لا يكون مناسبًا للجميع. يوصي الدكتور بيرج بحمض الإيكوسابنتاينويك (EPA)، وهو حمض دهني من أوميجا 3، كبديل طبيعي لا يحمل نفس الآثار السلبية.
ويُعرف حمض إيكوسابنتينويك بقدرته على خفض مستويات الدهون الثلاثية، وهي نوع من الدهون الموجودة في الدم. قد يزيد ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية من خطر الإصابة بأمراض القلب. كما يُساعد حمض إيكوسابنتينويك على خفض الكوليسترول غير عالي الكثافة، والذي يشمل الكوليسترول الضار وجزيئات الكوليسترول الضارة الأخرى.
يساعد حمض إيكوسابنتينويك على منع انسداد الشرايين عن طريق جعل الصفائح الدموية أقل لزوجة. وقد أظهرت الأبحاث أن حمض إيكوسابنتينويك قادر على تخفيف الدم بشكل مماثل لجرعة منخفضة من الأسبرين، كما أوردت صحيفة "إكسبريس" نقلاً عن الدكتور بيرج.
يمكن لحمض إيكوسابنتينويك أن يُثبّت لويحات الشرايين الهشة عن طريق تقليل الالتهاب. وقد وجدت دراسة أُجريت عام 2019 أن الأفراد الذين تناولوا حمض إيكوسابنتينويك لاحظوا انخفاضًا ملحوظًا في اللويحات، وانخفاضًا في الالتهابات، وانخفاضًا في أمراض القلب والأوعية الدموية. كما يُمكن أن يُؤثّر إيجابًا على مزاجك عن طريق تقليل مستويات الكورتيزول والأدرينالين.
مصادر حمض إيكوسابنتينويك
يذكر الدكتور بيرج سمك السلمون والماكريل والأسماك الدهنية وزيت السمك كأفضل مصادر حمض إيكوسابنتينويك. ويقول: "زيت كبد سمك القد هو أفضل غذاء لفتح الشرايين بشكل طبيعي".
تُسلّط مؤسسة القلب البريطانية الضوء على الأسماك الزيتية، مثل السلمون والماكريل والرنجة والسردين والأنشوجة، كمصادر ممتازة لحمض إيكوسابنتينويك. كما يحتوي زيت كبد سمك القد والمحار وبعض أنواع الأسماك البيضاء والمحاريات على حمض إيكوسابنتينويك.
وتوفر البدائل النباتية مثل بذور الكتان وبذور الشيا والجوز حمض ألفا لينوليك، والذي يمكن للجسم تحويله إلى حمض إيكوسابنتينويك، وإن لم يكن بنفس كفاءة الحصول على حمض إيكوسابنتينويك مباشرة من الأسماك.
يضيف الدكتور بيرج: "إلى جانب حمض إيكوسابنتينويك، يحتوي زيت كبد سمك القد على فيتاميني أ ود. يساعد الشكل النشط من فيتامين أ، الريتينول، في إصلاح أنسجة الجسم الداخلية. كما أنه مضاد قوي للالتهابات، ويمكن أن يساعد في تقليل تراكم اللويحات التصلبية".
تشير دراسة أجريت على الحيوانات عام 2015 بعنوان: "الأسبرين يعزز التأثير الوقائي لزيت السمك ضد الجلطات وإعادة تشكيل الأوعية الدموية الناجمة عن الإصابات"، إلى أنه "على الرغم من أن الأسبرين يستخدم عادة لمنع الأحداث الإقفارية لدى المرضى الذين يعانون من مرض الشريان التاجي، فإن العديد من المرضى يفشلون في الاستجابة لعلاج الأسبرين.
يُعتبر زيت السمك المُحتوي على حمض الإيكوسابنتاينويك آمنًا بشكل عام لمعظم الناس عند تناوله بالجرعات الموصى بها. مع ذلك، من الضروري الانتباه للآثار الجانبية المحتملة والتفاعلات الدوائية، خاصةً فيما يتعلق ببعض الأدوية أو الأمراض السابقة.