في عالمٍ تمزقه الصراعات وتشتته الخلافات، يظهر التسامح كقيمة إنسانية عظيمة وركيزة أساسية لبناء مجتمعات متماسكة يسودها السلام والتفاهم. فالتسامح ليس مجرد سلوك أخلاقي، بل هو منهج حياة، يحمل في طياته الخير للفرد والمجتمع، ويُعد أحد أهم المبادئ التي دعت إليها الأديان السماوية، وعلى رأسها الإسلام.
مفهوم التسامح
التسامح هو تقبّل الآخر رغم اختلافه، والتغاضي عن الزلات والأخطاء، والقدرة على الصفح والعفو. وهو لا يعني الضعف أو الاستسلام، بل يدل على قوة داخلية ورقي في التعامل مع المواقف والمشاعر.
التسامح في الإسلام
حثَّ الإسلام على التسامح في العديد من المواضع، فقال الله تعالى:
﴿فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ﴾ [الحجر: 85]،
وقال النبي ﷺ:
"ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء"،
كما قال: "ما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًّا".
هذه الأحاديث تُظهر كيف أن التسامح يرفع من شأن الإنسان، ويجعله محبوبًا عند الله وعند الناس.
آثار التسامح على الفرد والمجتمع
1. على الفرد:
يمنح راحة البال ويخفف من التوتر والضغائن.
يقوّي العلاقات الاجتماعية والروابط الإنسانية.
يجلب رضا الله ويُكسب الأجر والثواب.
2. على المجتمع:
يسهم في نشر المحبة والتعاون بين الناس.
يقلل من النزاعات والعداوات، ويعزز الاستقرار.
يُؤسس لبيئة صحية تُشجع على الإبداع والتطور.
التسامح ضرورة في زمن الأزمات
في ظل التحديات التي تواجه العالم اليوم، من حروب وأزمات اقتصادية واجتماعية، أصبح التسامح حاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى. فبالتسامح يمكن تجاوز الخلافات، وبالحوار يمكن بناء جسور الفهم والاتفاق.