لطالما ارتبط الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، ورئيس جامعة الأزهر الأسبق في أذهان ومخيلة الملايين بأحاديثه ودروسه عبر وسائل الإعلام وفي المناسبات المختلفة، والتي كان تخاطب القلوب والوجدان بلغة تفيض حبًا في النبي صلى الله عليه وسلم، ومشاعر صادقة لا يخطئها مستمعوه.
لعقود طويلة انشغل هاشم بالدعوة والعمل الأكاديمي والدعوة، منافحًا عن الإسلام، ومبرزًا معانيه الطيبة الطاهرة، وكان أسلوبه المتميز المشحون بالحماسة والمشاعر الفياضة الصادقة أكثر ما جعله يحظى بتلك المكانة والمحبة بين ملايين الناس.
وحتى مع تدهور حالته الصحية خلال السنوات الأخيرة، وملازمته لكرسي متحرك، إلا أنه كان حريصًا على تأديه رسالته داعيًا إلى الله ومعلمًا، يصدح بأجمل العبارات، وأفصح الألفاظ، وكأنه أبى ألا يتوقف عن تلك المهمة العظيمة حتى يرحل إلى الله وقد أدى الأمانة بكل صدق وتفان.
عبر أثير إذاعة القرآن الكريم كان هاشم، أحد أبرز علماء الحديث في مصر والعالم الإسلامي يطل بصوته المميز على الملايين صباح كل يوم، وهو يخوض شرحًا وتفصيلاً في الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، بعمق وبساطة قلما تتوافر في غيره.
وكان خير مكافأة يمكن أن يحظى بها في حياته هو أن يشرف برؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام.
فقد روى في مقابلة تلفزيونية: حظيت برؤية النبي صلى الله عليه وسلم، وكنت في آخر سنة بكلية أصول الدين، ورأيته بين الركن وباب الكعبة، ولما قصصتها على والدي قال: إذًا ستحج وتقتدي به صلى الله وعليه وسلم، وتخصصت في الحديث الشريف حبًا في نبي الله صلى الله وعليه وسلم.
وتخرج هاشم المولود بقرية بني عامر مركز الزقازيق بمحافظة الشرقية في فبراير 1941 في كلية أصول الدين جامعة الأزهر عام 1961.
وأصبح أستاذ الحديث وعلومه عام 1983، ثم عُين عميدًا لكلية أصول الدين بالزقازيق عام 1987، وفي عام 1995 شغل منصب رئيس جامعة الأزهر.
ومن أبرز مؤلفاته:
الإسلام وبناء الشخصية
من هدى السنة النبوي.
الشفاعة في ضوء الكتاب والسنة والرد على منكريها
التضامن في مواجهة التحديات
الإسلام والشباب
قصص السنة
القرآن وليلة القدر
عقب رحيل هاشم في وقت مبكر صباح اليوم السابع من أكتوبر 2025، عمت حالة من الحزن وسائل التواصل الاجتماعي لفقدان هذا العالم الكبير، بينما سارع العديد من المسؤولين في مصر إلى إصدار بيانات لنعيه.
وقال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن فقيد الأمة الراحل كان عالِمًا أزهريًّا أصيلًا، وأحد أبرز علماء الحديث في عصرنا، رزقه الله حسن البيان وفصاحة اللسان، والإخلاص في الدعوة إلى الله، وخدمة سنة نبيه ﷺ، ونشر العلم، وستظل خطبه وكتبه ومحاضراته منهلًا عذبًا لطلاب العلم والباحثين.