أخبار

أكل أموال الناس بالباطل… جريمة تهدم الأخلاق ويُحاربها الإسلام بشدة

ثلث سكان العالم يعانون من الصداع

السبب الحقيقي وراء الإفراط في تناول الطعام خلال فصل الشتاء

5معينات تقودك للتغلب علي الشعور بثقل الطاعات ..اجتهد في أداء العبادة ولا تقنط من رحمة الله

لحظات ما قبل وفاة النبي عندما أظلمت الدنيا فى أحزن أيام الأرض.. طبت حيًا وميتًا يارسول الله

من أكرمه الله.. ليس بحاجة لتكريم الناس

ما الفرق بين النفس والروح؟ (الشعراوي يجيب)

سيد الطلقاء.. أحسن الظن في النبي فكان عند حسن ظنه

الشافعي وتلميذه.. درس عظيم من الإمام في أدب الاختلاف وكسب القلوب

منبع العظماء ومدرسة الرجال.. كيف يتساوى النبي في عظمته مع غيره وقد أخرج هؤلاء؟

أكل أموال الناس بالباطل… جريمة تهدم الأخلاق ويُحاربها الإسلام بشدة

بقلم | فريق التحرير | السبت 15 نوفمبر 2025 - 04:42 م


يحذّر الإسلام تحذيرًا شديدًا من الاعتداء على أموال الآخرين بأي صورة من الصور؛ لأن المال في شريعة الإسلام حقٌّ مصون لا يجوز المساس به إلا بالرضا والطرق المشروعة. وقد اعتبر القرآن والسنة أكل أموال الناس بالباطل واحدًا من أخطر الأفعال التي تُفسد المجتمع وتزرع الخصومات والضغائن بين أفراده.


أولًا: تحريم صريح بنصوص قطعية


جاء التحريم في القرآن واضحًا لا يحتمل التأويل، قال تعالى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ﴾

[النساء: 29]


ويؤكد النبي صلى الله عليه وسلم حرمة مال المسلم بقوله:

«كلُّ المسلم على المسلم حرام؛ دمه وماله وعِرضه».


وهذا التشديد يبيّن أن الاعتداء على مال الغير لا يقل خطرًا عن الاعتداء على النفس والعِرض.


ثانيًا: صور متعددة لجريمة واحدة


أكل أموال الناس بالباطل ليس فعلًا واحدًا، بل يشمل كل سلوك يقوم على التعدّي أو الخداع أو التحايل، ومن أبرز صوره:


1- الغش والتلاعب في البيع والشراء


كإخفاء عيوب السلع، أو رفع الأسعار دون حق، أو بيع بضائع مغشوشة.

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من غشَّنا فليس منا».


2- الربا بأنواعه


الزيادة المحرّمة على القروض أو تأخير السداد مقابل المال، وهو من أشد صور أكل أموال الناس ظلمًا لما فيه من استغلال لحاجات المحتاجين.


3- الرشوة


إعطاء المال للوصول إلى حق ليس له، أو لمنع حق ثابت للغير، وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي.


4- الظلم في الأجور


أكل حق العامل أو تأخير أجره أو خصمه دون وجه حق من أبرز صور الاعتداء على المال، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:

«أعطوا الأجيرَ أجرَه قبل أن يجفَّ عَرَقُه».


5- خيانة الأمانة

سواء كانت أموالًا مودعة، أو عهدًا، أو وظيفة عامة يُستغل فيها الموقع لجمع المال بغير حق.


6- المماطلة في سداد الديون


عدّها الإسلام ظلمًا إذا كان صاحب الدين قادرًا على السداد، لأنها تؤذي الدائن وتضيّع حقه.


ثالثًا: آثار كبيرة تهدد المجتمع


1- انتشار العداوة والبغضاء


المال جزء من كرامة الإنسان، وأكله بغير حق يخلّف جروحًا اجتماعية ونزاعات لا تنتهي.


2- انهيار الثقة بين الناس


عندما تفشو المعاملات الباطلة يتخوّف الناس من التعامل، وتضعف الروابط الإنسانية.


3- تعطيل النمو الاقتصادي


المال الذي يُنتزع ظلمًا يدمّر السوق ويشوّه المنافسة ويُفقد المجتمع طاقاته.


4- فساد النفوس وانتشار الطمع


فالذي يعتدي على مال غيره لا يتورع غالبًا عن غيره من المحرّمات.


رابعًا: عقوبات دنيوية وأخروية


الإسلام لا يكتفي بالتحذير الأخلاقي فقط، بل يقرّ عقوبات رادعة:


1- العقوبة الدنيوية


القضاء الشرعي يلزم المعتدي برد المال مع التعويض، وقد يُعاقب بالسجن أو التعزير.


2- العقوبة الأخروية


جاء في الحديث:

«من اقتطع حقَّ امرئٍ مسلم بيمينه، فقد أوجب الله له النار وحرّم عليه الجنة».

وهذا بيان لشدة جرم الاستيلاء على المال بغير حق.

خامسًا: الوقاية من هذه الجريمة

نشر الوعي المالي الشرعي في المجتمعات.

تعزيز مراقبة الله في كل معاملة.


توثيق العقود والمعاملات كتابةً.

تفعيل الرقابة القانونية والاقتصادية على التجار والمؤسسات.

تشجيع الشفافية في البيع والشراء.

يبقى المال أمانة جعلها الله بين أيدي الناس ليقوموا بها بحق، لا ليستغلوا بها ضعف غيرهم. ومجتمع يشيع فيه أكل الأموال بالباطل هو مجتمع مهدّد بالتفكك. ولذلك جاء الإسلام بحزمة من التشريعات لحماية الحقوق وتحقيق العدالة ومنع الظلم بكل أشكاله.



موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled أكل أموال الناس بالباطل… جريمة تهدم الأخلاق ويُحاربها الإسلام بشدة