أظهرت دراسة أن ما يقرب من واحد من كل ثلاثة أشخاص في جميع أنحاء العالم يعانون من الصداع- أو ما يقرب من 3 مليارات شخص.
وقال الباحثون إن الأمر سيئ بشكل خاص بالنسبة للنساء، حيث يعانين من أكثر من ضعف المشاكل الصحية المرتبطة بالصداع مدى الحياة مقارنة بالرجال.
قالت الباحثة إيفون شو ، وهي باحثة علمية في معهد جامعة واشنطن للقياسات الصحية والتقييم، في بيان صحفي: "تعاني النساء من مستويات أعلى بكثير من الإعاقة المرتبطة بالصداع لأنهن يعانين من الصداع بشكل متكرر ولمدة أطول من الرجال" .
وأضافت وفقًا لوكالة "يو بي آي"، أن "الاعتراف بهذا الأمر ضروري لتحسين كيفية الوقاية من اضطرابات الصداع وإدارتها في جميع أنحاء العالم".
وخلال الدراسة التي نشرت في عدد شهر ديسمبر من مجلة "ذا لانسيت نيورولوجي"، حلل الباحثون بيانات حوالي 42 ألف شخص من 18 دولة لإنشاء تقدير للعبء الصحي العالمي الناجم عن الصداع في عام 2023.
اضطرابات الصداع
أظهرت النتائج أن اضطرابات الصداع احتلت المرتبة السادسة بين جميع أسباب الإعاقة، بمعدل 542 عامًا من الإعاقة لكل 100 ألف شخص. وترصد هذه الإحصائية إجمالي الوقت الذي يقضيه الأشخاص في العيش مع مشاكل صحية تُعيق أنشطتهم اليومية وصحتهم.
وكان عبء الإعاقة الناجم عن اضطرابات الصداع أعلى بأكثر من الضعف بالنسبة للنساء - 740 عامُا من العمر مع الإعاقة لكل 100 ألف امرأة مقارنة بـ 364 عاماً لكل 100 ألف رجل، وفقُا للدراسة.
وتوصل باحثون إلى أن النساء في كل الفئات العمرية يقضين وقتًا أطول في التعامل مع الصداع مقارنة بالرجال.
وقال باحثون إن الصداع النصفي يشكل حوالي 90 بالمائة من سنوات العمر المرتبطة بالصداع مع الإعاقة، على الرغم من أنه أقل شيوعًا من الصداع الناتج عن التوتر.
وتسبب الصداع النصفي في معدل 488 سنة من الإعاقة لكل 100 ألف شخص، مقارنة بـ 54 سنة من الإعاقة المرتبطة بالصداع الناتج عن التوتر.
وقالت الدراسة إن الأشخاص يضاعفون هذه الصداع بسبب استخدام الكثير من مسكنات الألم، وهو ما قد يسبب الصداع الناجم عن الإفراط في تناول الأدوية.
وتوصل باحثون إلى أن الإفراط في استخدام الأدوية مسؤول عن ما يقرب من 23 بالمائة من سنوات العيش مع الإعاقة بين مرضى الصداع النصفي الذكور و14 بالمائة بين النساء المصابات بالصداع النصفي.
صداع التوتر
كانت الأرقام أسوأ بالنسبة لصداع التوتر. فقد وجدت الدراسة أن الإفراط في استخدام الأدوية ساهم في 59 بالمائة من سنوات الإعاقة لدى الرجال الذين يعانون من صداع التوتر، و56 بالمائة لدى النساء.
وقال الباحث الرئيس أندرياس كاتيم هوسوي، زميل ما بعد الدكتوراه في طب الأعصاب وعلوم الحركة في الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا، في بيان صحفي: "تشير نتائجنا إلى أن جزءًا كبيرًا من العبء العالمي للصداع يمكن الوقاية منه".
وأضاف: "إن دمج خدمات علاج الصداع في الرعاية الصحية الأولية، وخاصة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل حيث تظل العلاجات الفعالة نادرة، من شأنه أن يقلل من فقدان الإنتاجية ويحسن نوعية الحياة لمئات الملايين".